مهربو الآثار لا يفكرون بالطرق التقليدية ويتفننون دائما في ابتكار طرق وأساليب جديدة للتهريب وهنا يأتي دور ادارة المنافذ الاثرية بالمجلس الأعلي للآثار في ملاحقة المهربين ومنعهم من تهريب الآثار.. "حسن رسمي" مدير الادارة يتحدث ل«روزاليوسف» عن ذلك وأكثر في الحوار التالي. متي تم انشاء الادارة العامة للمنافذ الاثرية؟ كانت توجد ثلاث وحدات فقط في مطار القاهرة ومطار الاقصر ومنفذ رفح البري وعندما تولي "د-زاهي حواس "الامين العام للمجلس الاعلي للآثار منصبه شاهد الجهد المبذول في وحدة مطار القاهرة وكنت أنا رئيسها في ذلك الوقت وطلب مني تعميم الفكرة علي جميع منافذ الجمهورية وأصدر قرارا بانشاء الادارة العامة للوحدات الاثرية التي يطلق عليها"ادارة المنافذ" وأتولي رئاستها منذ عام 2002 الي الان. كيف يتم إنشاء المنفذ؟ نبدأ بالاماكن الرئيسية التي تتيح امكانيات المجلس لنا أن ننشئ وحدة فيها جميع المنافذ لا بد أن يكون فيها وحدات حتي لا تكون وسيلة لتهريب الاثار للخارج لكن المشكلة في الامكانيات لا أقصد المادية بل البشرية وفي كل منطقة صناعية توجد وحدة جمركية لتسهيل اجراءات التصدير وتشجيع المصدرين ولفترة طويلة كنا غافلين عن مثل هذه الاماكن وأنها قد تكون منفذاً للمهربين وأنشأنا فيها وحدات أثرية. وما هي أبرز الوسائل التي يتبعها المهربون؟ مثلما يطور اللص وسائله في السرقة,لا بد للعسكري أن يبحث عن طرق جديدة للتصدي لحيله ومهمتنا ضبط المهربين والايقاع بهم ومنعهم بكل الوسائل الممكنة نلاعبهم علي طريقة القط والفأر نسد عليهم منفذ فيبحثون عن آخر، هم كالفأر يسرقون الاثار لتهريبها ونحن القط نطاردهم دون كلل أحيانا يضعون علي التمثال طبقة من الشمع ثم أخري من الجبس ثم يصبون عليه ثمثالا مزيفا ليبدو وكأنه قطعة مقلدة هذه الطريقة نكتشفها عن طريق الاشعة. كيف يتم التعامل مع المضبوطات؟ بعد فحصها يتم عرض الاشياء التي ثبت أنها أثرية علي النيابة لانك كي تنقل ملكية شئ من شخص لاخر حتي وان كان آثاراً لابد أن تقوم بذلك النيابة التي تحيل الامر للقضاء حتي نحصل علي حكم قضائي بتسليم هذه الاشياء للمجلس الاعلي للاثار الذي يقوم بتسجيلها ووضعها في المخازن أما الاشياء المقلدة باتقان وتتشابه بشدة مع الاصلية فنطلب من النيابة اعدامها في حضور لجنة لانها تمثل خطورة علي الاثار والمقلدات العادية غير المتقنة تسلم لصاحبها. هل يمكن أن ينخدع الأثريون بالنماذج المقلدة؟ تفريق الاثر عن غيره أصبح مسألة سهلة بالنسبة لنا أما النماذج المقلدة فلا يمكن أن تخدع الاثريين في الادارة حيث أصبح لديهم الخبرة التي تمكنهم ليس من تحديد ما اذا كان هذا أصليا أو تقليد بل وتحديد المكان والورشة التي صنع فيها فقد مر علينا مئات وآلاف من القطع والنماذج التي حفطناها عن ظهر قلب. ما هي أبرز عمليات التهريب التي تم ضبطها؟ في وحدة منطقة بدر الصناعية ضبطنا عملية تهريب ضخمة داخل كونتينرات لتصدير أدوات صحية اكتشفنا بداخلها 10 آلاف قطعة أثرية من العصر اليوناني الروماني كانت ستهرب علي أنها أدوات صحية، وفي العين السخنة ضبطنا4 كونتينرات استغرقنا 12 يوما في فحصها ولجنة مكونة من 9 أفراد مساحة كل منها 40 مترا مكعبا كانت معدة للتهريب الي الخليج و ممتلئة جميعها بمحتويات قصور ملكية من العصر العثماني لدرجة انهم قاموا بتفكيك سلالم تلك القصور.