ننتظرقدوم كأس عالم «مختلفة» عن كل كئوس العالم السابقة، ليس فقط لانها الكاس الاولي التي تقام في القارة السمراء او لانها ستقام في اجواء مناخية باردة بجنوب افريقيا ولكن لانها كأس تعبر عن هوية مختلفة في الشكل وفي الوصف والتجهيزات وذلك قبيل انطلاقها.. فإذاكانت كأس 1986 عرفت بأنها كأس ( مارادونا) ،وكأس 1990 بانها كأس الايطالي (توتو سكيلاتشي) وكأس 1994 بانها كأس الحرامي او اللص البرازيلي (روماريو) و1998 بانها كأس (زين الدين زيدان) و2002 بانها كأس (القادمون الجدد) وكأس 2006 بانها كاس (الأتزوري) او الفريق الايطالي فإن كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا هي كأس (المشاهدة الجديدة ثلاثية الابعاد).. ! فجنوب افريقيا تشهد تجربة جديدة في عالم المشاهدة والبث التليفزيوني بانفجار تطبيقات وامكانيات المشاهدة ثلاثية الابعاد، غير ان الموضوع والصيحة اكبر مما نعتقد .. ولكن كيف ..؟! منذ نهاية العقد الاخير من القرن العشرين والفيفا يفكر في تشفير مباريات كأس العالم في التصفيات والنهائيات وقد نفذ ذلك تمهيديا منذ تصفيات 199 لكن مع نهائيات عام 2006 اصبح الامر واقعا واضحي علي مهاويس كرة القدم في مصر وفي كل مكان اما الاشتراك في القنوات التي تقدم الخدمة المشفرة نظير مقابل او محاولة التحايل عبر المشاهدة في القنوات الاوروبية التي تغير شفرة بثها مع كل مباراة او الاستعانة بوصلة جماعية.. لكن في هذه الكأس التي تحمل احلام وآمال الفقراء، كأس عام 2010 فإن مفهوم الفيفا اختلف مع اتساع سطوة وسائل الاتصالات والمعلومات حيث تسعي الفيفا لامتاع الجماهير في المنازل وفي اي مكان خارج الملعب ببث غير مسبوق عبر مشاهدة ثلاثية المباريات بطريقة ثلاثية الابعاد.. وقد خدم الحظ وجيمس كاميرون الفيفا باكتساح فيلم «افاتار» لدور السينما وافتتان الجماهير بالمشاهدة عبر النظارة «اياها».. مما سيعني ان اي مشاهد في المنزل ،يتمتع بقلب قوي وحالة صحية جيدة سيشاهد المباراة وكأنه يقف خلف المرمي او بجوار ال22 لاعبا . فإذا قذف اللاعب الكرة شعر المشاهد ان الكرة ستضرب فيه،وأخ لو كانت القذفة قوية .! واذا كان هناك موقف التحام وتشابك وسباق بين اثنين من اللاعبيين سيشعر المشاهد وكانه بجانبهم . وهذا سيعني ان المشاهد في المنزل ستتضاعف متعته عن اي مشاهد موجود في قلب الحدث وداخل استادات جنوب افريقيا اضعافا مضاعفة ،وهذا سيعني ايضا ان المشاهد الذي سيشاهد المباراة دون نظارة تفاعلية ودون خدمة ثلاثية الابعاد سيحرم من تفاحة كأس العالم ( المشاهدة ثلاثية الابعاد). ولذا يتوقع الخبراء تغير عادات المشاهدة واساليبها اثناء وبعد كأس العالم كما ان نسبة ال95% عالميا في مشاهدة كأس العالم من المنزل ربما تتغير لانجذاب ملايين الي المشاهدة ثلاثية الابعاد في السينما والمقاهي ونسبة اخري للمشاهدة عبر الموبايل والاجهزة المحمولة. تكنولوجيات جديدة: ستنجح جنوب افريقيا في التحدي العالمي ،وذلك لسبب بسيط-عميق فقد استعدت جنوب افريقيا بكوكتيل من الرؤي والتطبيقات التكنو-علمية في البطولة وكان لقطاع الاتصال والمعلومات النصيب الاكبر والابرز والاوضح في تنسيق هذه الاستعدادات .. ففيما يخص المخاوف الامنية فإن كاميرات المراقبة في كل مكان في الاستادات،الفنادق، الشوارع .. والطائرات بدون طيار موجودة حول الملاعب لضمان تاميين ضد اي اعمال ارهابية ودبابات المياه في جوانب الاستادات تحسبا لاي شغب من الهوليجنز او الجماهير. وفيما يخص المخاوف الطبية لاسيما ان اي بطولة لكأس العالم تشوبها مخاوف صحية من قدوم نصف مليون مشجع للبلد المضيف ومع الوضع في الاعتبار ان جنوب افريقيا ينتشر فيها الايدز والملاريا وغيرها من الامراض المستعصية فإن الاستعداد التكنولوجي الجنوب افريقي علي اعلي مستوي، فهناك مستشفيات محددة هي المستشفيات الرسمية للبطولة تحتوي علي مايسمي ب« السرير الطبي الالكتروني» حيث المعلومات متوافر علي الانترنت عن هذه المستشفيات، كما ان المريض الذي سيدخلها ستكون معلوماته وبياناته واضحة علي قاعدة بيانات منشورة علي الانترنت ليطلع عليها أقاربه واهله وطبيبه المعالج في بلده وهذا المشروع الطبي سيطبق خلال المونديال في كيب الغربية وسيتم تعميمه بما يحوي من قاعدة بيانات لاحقا في كل الولايات. استادات الكوانتم : الاستادات في جنوب افريقيا مؤمنة عبر تقنية جديدة تستخدم لأول مرة في تشفير البيانات والمعلومات في الاستادات وذلك تحت ما يسمي «استادات الكوانتم» باستخدام ميكانيكا الكم في تشفير نقل البيانات بدءا من تامين الجمهور وارقام والمقاعد الي المعلومات التي توضع وتتداول اثناء المباريات وهو مايضمن تشفير كل معلومة متبادلة ليصعب علي الهاكرز (المخربين) اختراقها. لكن ثمة تسريبات واضحة من الفيفا بان المواطن الصحفي او الجمهور الذي سيحضر في الاستاد غير مسموح له بان يلعب دور المواطن الصحفي او ان يرسل اي صور او رسائل تنقل مايدور في الاستاد لاغراض تجارية وهو امر محير وصعب تداركه ان يتم السماح للجمهور باخذ الصور الشخصية لكن لايسمح بنقلها من موبايل لموبايل بغرض النشر! في مونديال 2010 بجنوب افريقيا سيتمكن الجمهور طبقا لرغباته من مشاهدة المباريات مباشرة اما علي التليفزيون او الانترنت او الموبايل او السينما . وهناك مركز IBC بجنوب افريقيا سيقدم خدماته لكل التليفزيونات العالمية لبث المباريات مباشرة وقد تم صرف 120 مليون راند في هذا الصدد .. علي جانب مواز فإن ثمة شركات متعددة الجنسيات تضع يديها علي قلبها مع انطلاق صافرة كأس العالم ومنها شركة سوني التي تقدم اجهزة وخدمة ورعاية المشاهدة ثلاثية الابعاد مع الفيفا حيث نجاح المشاهدة ثلاثية الابعاد في كأس العالم يعني انها ستجني المليارات بعد الكأس ويعني فتح افاق واسواق جديدة لها حيث ستضمن ولاء مشاهد جديد لاجهزتها وكذلك اديداس بابتكارها كرة «جيولاني» وهناك ايضا «نايك» التي تقدم احذية اللاعبيين الذكية وغيرها من الشركات. وعلي نفس المنوال هناك شركات الدعايا التي تدخل في هذه الكأس بشكل جديد من الدعايا لتبث ايضا علي الانترنت بطريقة تصوير ثلاثية الابعاد وباستغلال لكل معلومة عن المونديال فهذه الكأس تشهد استغلال شركات الدعايا لاصدقاء مشاهير اللاعبين في فرنسا وانجليرتا والبرازيل والارجنيتين وقد صوروا اعلانا للفانلات الرسمية للفرق التي يتبعونها! أما ضعاف البصر من المشجعين فإن جنوب افريقيا تتيح لهم خدمة تكنولوجية غير مسبوقة بالاشتراك مع المجلس الوطني للمكفوفين ضمت جهودا لوصف 44 مباريات في 6 استادات حيث سيحصل ضعاف البصر علي وصف صوتي للمباريات من داخل الاستاد عبر سماعات أذن صغيرة وسيتم التعليق لهم من قبل صحفيين ومدربين حيث قام طلاب من أكاديمية الهندسة الصوتية باداء الترتيبات التقنية لضمان ارسال الصوت بشكل صحيح وهذه هي المرة الاولي من نوعها التي يتم فيها تطبيق ذلك في الملاعب الرياضية بجنوب افريقيا مما يساعد 500000 جنوب افريقي من الاستفادة من هذه الخدمة .وفي الكأس سيتوفر 15 مقعدا سيكون متاحا لضعاف البصر مما يعني توفير 95 مقعدا في الاستادات الستة.. وفي ناحية البعد البيئي فقد استعدت جنوب افريقيا بتكنولوجيا خضراء في البطولة ياتي علي رأسها ملاعبها التي تطبق نظام أرضية ملعب جديدة علي مستوي العالم تجمع ما بين العشب الطبيعي والعشب الصناعي مما سيجعل المستطيل الاخضر كالحرير ولن نشهد كالبطولات السابقة تغير نتائج بعض المبارايات نتيجة سوء ارضية الملعب. مباراة انجلتراوالجزائر: رغم انف الجميع يشترك منتخب مصر في بطولة كأس العالم 2010 كمنتخب «ملهم تكنولوجيا»؟! فنتيجة لان مصر لعبت ضد كل من الجزائروانجلترا وهما الفريقان اللذان سيلعبان ضد بعضهما في كأس العالم قامت معامل بحوث الذكاء الاصطناعي بعمل تجربة مذهلة عن طريق أخذ القياسات الفيزيائية لامكانيات ومواهب كل لاعب انجليزي وجزائري،وذلك طبقا لمجهوده عموما في الملعب خصوصا امام الفريق المصري وتم عمل محاكاة تفاعلية للفريقين ليلعبا ضد بعضهما عبر برمجيات كمبيوترية وطبقا لامكانيات كل لاعب من الفريقين بحيث ان امكانات كل لاعب ستنقل بالحرف الي اللعبة.ويقوم الكمبيوتر هو بالمحاكاة وكأن الفريقين يلعبان ضد بعضهما علي أرض الملعب . وقد انتهت المبارة بفوز انجلترا بهدفين مقابل هدف فهل تكذب الجزائر التكنولوجيا عند موعد المباراة .. دعونا ننتظر؟!