وسط مشاعر متضاربة من دموع وزغاريد، قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار حسن رضوان في القضية المعروفة إعلاميًا ب«الاتجار بالأطفال» بمعاقبة الطبيب كميل سمير بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات و100 ألف جنيه غرامة ومعاقبة ريحانة يوسف «داية» بالسجن 5 سنوات و50 ألف جنيه غرامة، والسجن المشدد لمدة عامين وغرامة 50 ألف جنيه للعاملة فادية والسمسار فوزي، و6 شهور وغرامة 50 ألف جنيه لجميلة وزوجها المتهمين بمحاولة شراء الأطفال. وبرأت المحكمة كلاً من مني وزوجها محمد والدي الطفلة التي عثر عليها داخل عيادة الطبيب كميل وولاء «كوافيرة» وهلل المتهمون وأهاليهم عقب النطق بالبراءة في حين تصاعدت أصوات الصراخ والعويل من أهالي المتهمين الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها علي المتهمين أنها غلظت العقوبة علي المتهمين الأول والثاني لدوريها الرئيسي في عملية الاتجار بالأطفال واطمأنت لتورطهم في القضية وراعت تخفيف العقوبة علي من شرعا في عملية الشراء لكون الزوجة عاقرًا، ورأت باقي المتهمين لقناعة المحكمة في عدم ارتكابهم الجريمة. تعود الواقعة لشهر فبراير الماضي عندما أكدت تحريات المباحث أن المتهمين هم كميل سمير 49 سنة طبيب نساء وداية تدعي ريحانة وممرضة بعيادة الطبيب، وسمسار وكوافيرة والأب والأم بائعا طفليهما، وعاقر وزوجها مشتريا الطفلين وتوصلت المباحث الي أن المتهم الأول احتفظ بالطفلين داخل عيادته في غرفة مظلمة قذرة وتركهما مع الداية لعرضهما للبيع. وقال الطبيب المتهم أمام النيابة إن الداية ريحانة شهرتها حنان أحضرت له الطفلين حديثي الولادة لعلاجهما من الجفاف وسوء التغذية ووافق مقابل 100 جنيه في اليوم كمصاريف لعلاجهما ورعايتهما وإقامتهما بالعيادة، وأنكر تهمة الاتجار بالطفلين. وواجهته النيابة عن اعتياده الاحتفاظ بالأطفال داخل عيادته لعلاجهم فأجاب أن الطفلين صعبا علي وكنت أباشر علاجهما بنفسي لعدم وجود طاقم تمريض بالعيادة. وقالت المتهمة الثانية الداية ريحانة في التحقيقات إنها تعرفت علي مني والدة الطفلة عن طريق كوافيرة تدعي ولاء واعترفت لها بأنها حملت سفاحًا من خطيبها وأن ميعاد الولادة قرب وساعدتها في الولادة، بمستشفي الدكتور خالد وأخبرتني أنها لا تريد طفلتها بعد الولادة وأن تتركها عندي فترة وسوف تأخذها بعد عدة شهور فتوجهت بالطفلة إلي فادية العاملة بعيادة الطبيب، وطلبت منها أن ترعاها لأني مشغولة، ولم تعرف شيئًا عن الطفل الآخر الذي عثر عليه داخل العيادة. وبسؤال المتهمة الثالثة فادية عاملة بعيادة الطبيب قالت إن الداية ريحانة أحضرت الطفلين وليست طفلة واحدة بغرض بيعهما وأوضحت أن الداية بدأت تتردد علي العيادة في تلك الفترة، وبعدها حضر لي السمسار المتهم وأخبرني أن عاقرًا وزوجها يريدان شراء الطفلة لكن لم يتم الاتفاق لاختلافهما مع الطبيب علي ألف جنيه. وبسؤال جميلة المتهمة الخامسة العاقر التي أرادت شراء الطفلة قالت إنه حضر إلينا السمسار فوزي وزوجي وأبلغني أن هناك طفلاً صغيرًا عند الدكتور كميل وأنه يريد أحدًا يتبناه ولأني عاقر وافقت لكن عندما ذهبت وجدته يطلب منا مبلغ 7 آلاف جنيه فقلت له أنا حدفع خمسة. ثم تركناه لعدم كفاية الأموال. وبسؤال السمسار فوزي عامل مطبعة قال إنني توجهت للطبيب لاستلم إيجار العيادة وأعطيه لمالكته وبعد فترة أبلغني الطبيب كميل بأن لديه طفلاً صغيرًا ويريد أن يتبناه أحد فأخبرت عاقراً وزوجها بذلك لكن لم يتم الاتفاق مع الطبيب للاختلاف حول المبلغ المالي. قالت النيابة في مذكرتها إن التهمة ثابتة في حق المتهمين ووصفت الطبيب بالشيطان الأكبر الذي جعل من عيادته غير المرخصة متكأ للاتجار في الأطفال ووصفت الداية بالأفعي التي اتخذت من مهنتها متكئًا لإجرامها مستغلة ظروف ضحاياها.