متابعة: عبدالوكيل محمد - مي زكريا وأسامة رمضان - نهي حجازي - إنجي نجيب وسط بعض الحالات السلبية التي تم رصدها أثناء انتخابات الشوري، سواء علي مستوي المؤتمرات أو عملية التصويت، بدأت العديد من أمانات المحافظات التابعة للحزب الوطني في وضع خريطة تحركها خلال معركة الشعب المقبلة. وبحسب قيادات الحزب في الأقاليم، ترسم هذه الأخطاء إجمالي الخطوط العريضة التي يجب أن يتحرك الوطني علي خليفتها، وهو يحفر طريقه نحو البرلمان. ففي حلوان، قال د. عبد الحي عبيد أمين الحزب الوطني بالمحافظة إنه رغم أن العملية الانتخابية تميزت بالهدوء النسبي فيما عدا بعض التجاوزات الفردية مقارنة ببعض المحافظات التي شهدت الانتخابات فيها تجاوزات شديدة وأن الحزب بذل فيها مجهوداً مضاعفاً لأسباب متعددة منها أن المحافظة جديدة وانضم إليها العديد من المناطق التي كانت تابعة لمحافظات أخري، لذلك كان هناك انخفاض في معدل التصويت بشكل عام وصل إلي 30% تقريباً علي مستوي المحافظة. وأشار عبيد إلي أن نتائج التصويت وإن كانت ضعيفة، إلا أنه قابلها مجهود ضخم قام الحزب ببذله طوال الفترة الماضية في مناشدة الجماهير واقناعهم بأهمية المشاركة في الانتخابات من خلال المؤتمرات الجماهيرية التي عقدها الحزب في 134 وحدة حزبية، والجولات المتواصلة لمرشح الحزب في جميع ارجاء المحافظة لتعريف المواطنين به خاصة أن قيادات الحزب جديدة في محافظة حديثة العهد مثل حلوان ولكنها كانت لها نتائج مرضية لحد كبير وممهدة لنجاح أكبر في انتخابات الشعب القادمة. وأوضح أمين حلوان أنه رغم تجاوزات وشائعات المنافسين من الجماعة المحظورة إلا أن ذلك لا يؤكد سوي قوة الحزب وتنظيماته المنتشرة في كل مكان وأنه يثق في الفوز في حالة إعادة الانتخابات مرة أخري في الدائرة. وفي البحيرة، أكثر المحافظات اثارة للجدل فيما يتعلق بأعمال الشغب، أكد أحمد حسن عثمان أمين وطني المحافظة أن هذه الظاهرة تحمل وراءها التأكيد علي سخونة الانتخابات ووجود مناصرين ومؤيدين من الجمهور للمرشحين موضحاً أن نسبة الإقبال كثيفة أكثر من أي انتخابات أخري مضت حتي في ظل وجود الإشراف القضائي، وأن الريف تنتشر به العصبيات والمشاجرات دائماً في الانتخابات، بسبب الخلفيات العائلية والقبلية التي تتدخل في الانتخابات بشكل مباشر. وفسر حسن المشاحنات التي شهدتها المحافظة أنها كانت جراء استفزاز مناصري الإخوان لعناصر الوطني وتزاحمهم علي لجان التصويت، معتبراً سبب النجاح في الانتخابات يرجع إلي الخطة التنظيمية التي خاض بها الحزب للانتخابات، وكانت تستهدف بالأساس الوصول إلي أكبر شريحة من الناخبين، إذ قام الحزب خلال هذه الفترة بتنشيط عضوياته، وكان المستهدف هو الوصول إلي نسبة 27% إلا أن نتائج الانتخابات أثبتت تعدي المشاركة لهذه النسبة. وكان الحزب يواجه محاولات متعددة لسرقة انجازاته من قبل بعض العناصر، وهو ما تم خاصة مواجهته بشكل حاسم وقاطع أن الوطني يجهز حالياً للحظة تحركه لانتخابات مجلس الشعب، بعد أن اثبتت تحركاته جدواها خلال معركة الشوري، وفازت كل عناصره بالمحافظة. مصطفي عقل أمين وطني الدقهلية أكد ارتفاع نسب المشاركة في الانتخابات الخاصة في الريف عنها في المدن مفسراً المشاحنات التي شهدتها المحافظة، بأن بعض المستقلين سعوا لافساد الانتخابات بالمحافظة.. وقاموا بحرق صناديق الاقتراع في قرية الجعافرة، ومنهم أعضاء بالحزب الوطني لكنهم غير فاعلين. وأضاف عقل إن الحزب في الدقهلية سيقوم بدراسة الأخطاء التي ارتكبت خلال الشوري لتلافيها في الشعب، ومنها «المظهرية» التي بدت علهيا بعض مؤتمرات مرشحي الحزب، إذ يجب أن تكون هذه المؤتمرات «عملية» وبعيدة تماماً أي مظاهر مهرجانية، أو خطب رنانة. وفي دمياط التي فاز فيها بالدائرة الأولي صلاح مصباح مرشح حزب التجمع علي مرشح الحزب الوطني، كادت الصورة تنقلب رأساً علي عقب، بعد أن قام أنصار مصباح بالسير في شوارع الدائرة عقب إعلان فوزه في الثالثة صباحاً، إذ باتت الانتخابات التي تمت في هدوء تنقلب إلي مشاحنات بين الطرفين «الوطني والمعارضة». وحول ما يتردد عن وجود أعمال منع للناخبين من التصويت قال د. عزت علي إسماعيل أمين وطني الشرقية أن العملية الانتخابية في محافظته جرت بهدوء ودون أي توترات وأي ترديد أقوال مثل حدوث تزوير ليس إلا شماعة يعلق عليها الآخرون فشلهم، كما أن هذه النتيجة الجيدة التي حققها الوطني خلال المعركة الانتخابية كشفت الحجم الحقيقي لمختلف القوي السياسية في الشارع، لأنه لم يمنع أحد من التصويت. وأوضح إسماعيل أن بعض المناصرين لمرشح الإخوان بالدائرة الرابعة بالشرقية اختطفوا أوراقًا خاصة بالتصويت وهربوا بها لذا قمنا بعمل بلاغ لإثبات هذه الحالة. ولفت إسماعيل إلي أن الحزب يدرس إيجابيات وسلبيات هذه الانتخابات استعدادًا لمجلس الشعب، وأن انتخابات الشوري كان من أهم ثمارها تكاتف أعضاء الحزب أمام اللجان بشكل جعل المنافسين يخشون من حجم الحشد الحزبي. غير أن الإقبال الضعيف كان من أبرز السلبيات التي شهدتها هذه المعركة رغم وجود عمليات ترويج كبيرة لذلك، مؤكدًا أن الإشراف القضائي لم تعرفه مصر سوي مرتين فقط لذا فإن تجربة الرقابة الشعبية عبر مؤسسات مدنية وحقوقية وجمعيات أهلية بجانب وسائل الإعلام كانت تمثل أدوات رقابية جيدة. وأكد د. عبدالرحمن سليم أمين الحزب الوطني ببني سويف أن المواطن لا تؤثر فيه الشعارات الكاذبة، وأصبح هناك تمييز بين الكلام الحقيقي والاستهلاك الدعائي، وهذا ما تم اكتشافه علي أرض الواقع أثناء الأحداث التي شهدتها الدوائر الانتخابية من قبل مرشحي الإخوان. وأوضح سليم أن هناك بعض التجاوزات التي شهدتها اللجان الانتخابية، إذ أن بعض الإخوان حاولوا إثارة البلبلة والترويج لشائعات حول عدم نزاهة الانتخابات وأن هناك تزويرًا يحدث داخل اللجان، ولكن من خلال التنظيم الحزبي - والقول السليم - استطعنا أن نفسد ما يروج له هؤلاء. وحول ضعف الإقبال من الناخبين قال سليم إن هذا الأمر يرجع إلي اطمئنانا للنتيجة بسبب ضعف المنافسة الموجودة وهذا ما حدث بالدائرة الثانية التي شهدت إقبالاً بنسبة 25% في حين أن انتخابات الشوري في الدورة السابقة وصلت 40%، وهذا علي عكس الدائرة الثالثة التي كان بها مرشح للإخوان فكان هناك حافز من المواطنين للحضور، لذا حظيت باهتمام ودعم الحزب. ومن ناحيته قال د. عباس منصور أمين الحزب بقنا إن هناك بعض الدوائر التي كان عليها إقبال كثيف مقابل حالة من الهدوء علي البعض الآخر وذلك وفق مدي شعبية المرشح نفسه مؤكدًا علي وجود حالة من الهدوء النسبي في المحافظة وكان للأمن دور كبير في الحفاظ عليها موضحًا أن الرقابة الشعبية أفضل من الإشراف القضائي. وأوضح منصور أن هذه المشاركة الشعبية استطاعت أن تحمي المرشح وتقوم بدورها بشكل فعال، مشيرًا إلي أنه لم تكن هناك أي حالة من التجاوزات شهدتها الدوائر بالمحافظة بل هناك حالة من الالتزام الحزبي عدا حالة واحدة والتي انشقت عن الحزب وقرر الترشح مستقلاً فيما عدا ذلك كان جميع الأعضاء لديهم التزام بقواعد الحزب. وأضاف أحمد عبدالعزيز أمين الحزب بأسيوط: أن المحافظة لم تشهد أي حالة من التجاوزات باستثناء ما جري بين بعض العصبيات بحكم طبيعة محافظة الصعيد، لذا فالأمور كانت هادئة بشكل واضح ولا يوجد تدخل من قبل الشرطة إلا في حالة النظام فقط. وقال عبدالعزيز إن إقبال الجمهور كان متزايداً بشكل واضح للادلاء بأصواتهم عن الدورات السابقة إذ قامت الأمانة بعمل 59 مؤتمراً بالدائرة الواحدة في جميع القري مضيفًا أن جميع أعضاء الأمانة كانوا يشاركون المرشحين في جولاتهم بالدوائر حتي من فشل في ترشيح نفسه في انتخابات الشوري.