ترجمة: أميرة يونس إسلام عبد الكريم مسعد رضوان وسط خلافات داخل الحكومة الاسرائيلية واتهامات متبادلة بين مؤسساتها السياسية والعسكرية بشأن العدوان علي «اسطول الحرية» الذي خلف قتلي وجرحي من النشطاء المتضامنين مع غزة طالب مجلس الأمن الدولي بإجراء «تحقيقات مستقلة وشفافة وذات مصداقية خلال 30 يوما» حول الحادث وادان استخدام القوة من قبل القوات الاسرائيلية. ورغم محاولات أمريكا لمنع ادانة اسرائيل اصدر مجلس الامن بياناً في ختام اجتماعه مساء امس الاول ابدي خلاله اسفه العميق للأرواح التي فقدت في العملية العسكرية الاسرائيلية ودعا الي الاطلاق الفوري لسفن الاغاثة والنشطاء الذين تعتقلهم اسرائيل وحث المجلس اسرائيل علي ضمان وصول المساعدات الانسانية الي غزة وتحمل مسئولياتها طبقا للقانون الدولي مشددا علي ان الاوضاع في القطاع الفلسطيني لم تعد مقبولة. وأصدر الرئيس حسني مبارك تعليماته بفتح معبر رفح بلا سقف زمني لادخال المعونات الانسانية والطبية اللازمة الي قطاع غزة، واستقبال الحالات الانسانية والجرحي والمرضي التي تتطلب عبورها الي الاراضي المصرية. وقال مصدر مسئول بمعبر رفح انه تم فتح المعبر لحين صدور تعليمات أخري، مشيرا الي استعداد المعبر لاستقبال أي ادوية او مستلزمات طبية ترد من أي اطراف عربية أو اجنبية لادخالها إلي غزة. وفي حين شككت المعارضة التركية في امكانية اتخاذ رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان خطوات حاسمة للرد علي العدوان الاسرائيلي قال أردوغان: إنه سيعلن خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم خريطة رداً علي هذا العدوان. وأرسلت الحكومة التركية امس ثلاث طائرات الي اسرائيل لتعود بقتلي وجرحي «اسطول الحرية» الي انقرة. وبينما عقد كل من مجلس حقوق الانسان الأممي والناتو والجامعة العربية أمس اجتماعات منفصلة علي مستوي المندوبين للنظر في العدوان الاسرائيلي تقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب مساء امس بناء علي طلب قطر. وأفادت مصادر مطلعة ل «روزاليوسف» بأنه تم دعوة وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو للمشاركة في الاجتماع الوزاري وصدر بيان عن الاجتماع يطالب فيه الوزراء الاممالمتحدة والرباعية الدولية ومجلس حقوق الانسان بتحمل مسئولياتهم الدولية وحماية الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة. ودعا وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي منظمة المؤتمر الإسلامي لعقد اجتماع عاجل عقب الهجوم الاسرائيلي. وفي اتصال هاتفي بين متقي والأمين العام للمنظمة التركي اكمل الدين احسان اوغلو، ندد الجانبان بالعدوان الاسرائيلي. وقال السفير الفلسطيني في انقرة نبيل معروف ان الرئيس محمود عباس سيزور تركيا لمناقشة الهجوم الاسرائيلي علي قافلة المساعدات الانسانية. وشهدت جميع الاراضي الفلسطينية امس اضرابا شاملا لجميع مرافق الحياة وذلك حداداً علي شهداء اسطول الحرية الذين سقطوا بنيران اسرائيلية. بينما واصلت قوات الاحتلال مساء أمس الاول عملية انزال النشطاء من سفن اسطول الحرية في ميناء أشدود. ونقلت القوات الاسرائيلية 480 ناشطا الي احد السجون بمدينة بئر السبع لاستجوابهم. كما تم بالفعل نقل 48 ناشطا آخرين الي مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب لترحيلهم خارج البلاد في حين يخضع 45 شخصا، معظمهم من الاتراك للعلاج من جروح مختلفة في مستشفيات بتل أبيب وحيفا وعسقلان. وكشفت صحيفة «ها آرتس» عن خلافات داخل الحكومة الاسرائيلية بسبب العدوان علي اسطول الحرية مشيرة الي ان اللجنة السباعية الامنية هي التي اتخذت قرار العدوان رغم انها غير مخولة باتخاذ مثل هذه القرارات. ووجه وزراء اسرائيليون انتقادات لاذعة لحكومتهم واوضحوا ان العدوان تم بدون التشاور مع المؤسسات السياسية والأمنية. فيما أوضحت صحيفة «معاريف» أن منظومة الدفاع الاسرائيلية تبادلت الاتهامات وان عددا من الوزراء انتقدوا الجيش الاسرائيلي لعدم تقديمه السيناريوهات المحتملة للعدوان وطالبوا وزير الدفاع ايهود باراك بالاستقالة. وتوالت ردود الأفعال الدولية حيال العدوان الاسرائيلي اذ بعث الرئيس الليبي معمر القذافي برقية الي نظيره الأمريكي باراك أوباما حمل فيها الولاياتالمتحدة وزر الجريمة البشعة التي ارتكبها الإسرائيليون. وتابع القذافي: ويتحملها أيضا دافع الضرائب الأمريكي المسكين الذي يمول هذا الكيان الاستعماري ويمول الاسطول السادس الذي يحميه. وأعربت الصين عن «صدمتها» ازاء الحادث وطلبت رداً سريعاً من الأممالمتحدة حياله. كما استنكرت المكسيك واستراليا وبريطانيا «بأقوي العبارات» الهجوم الاسرائيلي. فيما اعلن الكسندر بانكين النائب الأول لمندوب روسيا لدي الأممالمتحدة ان بلاده تدين الجريمة الإسرائيلية.