اتهم وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي كلا من إيران، وتركيا وسوريا بالتدخل في الشأن العراقي لصالح أجندات واعتبارات خاصة تتعلق بمصالحهم. ولفت عباوي في حواره ل«روزاليوسف» إلي أن توسيع مشروع إيران الامبراطوري علي حساب العراق «حلم وأوهام» لن تتحقق إلا في عقلية الأنظمة الحاكمة في طهران». وأكد لبيد علي أن السبيل الوحيد لإخراج العراق من مأزقه هو تشكيل حكومة ائتلافية، مشيرا في الوقت ذاته إلي أن المشهد الأمني علي الساحة العراقية تحسن الآن رغم كل ما يحدث. وإلي نص الحوار. • كيف تقرأ المشهد الأمني في العراق؟ - هناك تحولات إيجابية وواضحة فالوضع الأمني يتحسن كثيرا وهناك قوي أمنية عراقية الآن لديها قدرات أكبر من السابق وقامت بعمليات كبيرة ومؤثرة في الفترة الأخيرة استطاعت من خلالها كسر ظهر الخلايا الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة.. ورغم أن هناك عناصر إرهابية تقوم بين حين وآخر بعمليات إرهابية لكن في تقديرنا فإن القوات الأمنية حققت نجاحات بدليل أن أغلب محافظات العراق آمنة الآن ونأمل خلال الفترة المقبلة أن يتم تعزيز الجهود الأمنية العراقية لمكافحة الإرهاب. • إذا كان مستوي القوات الأمنية تحسن بالشكل الذي تتحدث عنه فلماذا لم تمنع التفجيرات التي تحدث من حين لآخر لاسيما التي طالت السفارات؟ - المنظمات الإرهابية هدفها إضعاف الدولة والحكومة وتستهدف مواقع وأهدافا ترمي من ورائها إلي حدوث وقيعة بين الشعب العراقي وحكومته كما حدث في الماضي من استهداف الوزارات وأحيانا الفنادق التي يأتيها المستثمرون الأجانب وأيضا السفارات الأجنبية والمحلات الشعبية. وما جري منذ فترة باستهداف عدد من السفارات العربية والأجنبية ليس موجها ضد مصر بالذات بل لأكثر من سفارة وذلك لتوصيل رسالة مفادها أن السفارات لا تعمل تحت ظروف أمنية سليمة لكن هذه المحاولات فشلت. • كيف تري المشهد السياسي لاسيما في ظل استمرار أزمة تشكيل الحكومة العراقية؟ - نحن نعيش مخاض ما بعد الانتخابات وهي كانت انتخابات ديمقراطية وحرة وعبرت عن إصرار الشعب العراقي الذي خاض هذه التجربة واختار مرشحه وفي رأيي التصويت كان إيجابيا علي العملية السياسية والانتخابات كانت جيدة والمشكلة الآن هي عدم تشكيل حكومة وهناك نوع أشبه بالتعادل ما بين كتلتي ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية ويجب علي الكتل أن تتحالف لتشكيل حكومة والحكومة القادمة يجب أن تكون حكومة ائتلافية وشراكة ووحدة وطنية، الآن النقاش يدور حول كيفية هذه الشراكة بين هذه الحكومة. • هل هناك تدخلات إقليمية تؤثر علي تشكيل الحكومة العراقية؟ - هناك تدخلات إقليمية وهي أصلا موجودة قبل الانتخابات ولها تأثير علي نتائج الانتخابات وجميع الدول المحيطة بالعراق للأسف تتدخل في الشأن العراقي وذلك عن طريق دعم كتل سياسية بعينها وأشير هنا إلي إيران وتركيا وسوريا كلهم يتدخلون لصالح هذا وذاك بأجندات واعتبارات تتعلق بمصالحهم وهي أن تكون الحكومة العراقية القادمة موالية لهم وهنا تكمن الخطورة وفي رأيي ذهاب كثير من القادة السياسيين العراقيين لهذه البلدان مباشرة بعد الانتخابات مؤسفة للغاية ولكن مع ذلك هناك نضج سياسي في الكتل السياسية والقوي السياسية داخل العراق ويجب الابتعاد عن التأثيرات الخارجية. • أشرت إلي التدخل الإيراني والتركي ما هي وسيلة التدخل؟ - العراق دولة مهمة وذات نفوذ في المنطقة وغنية بثرواتها البشرية والطبيعية والعراق بعد أن يستعيد عافيته ممكن أن يكون دولة مؤثرة في المحيط الإقليمي والعربي وهناك صراع علي العراق بمعني أن إيران وتركيا يتصوران أن بعد الانسحاب الأمريكي سيتولد فراغ أمني وهما ستملآن هذا الفرغ الأمني وتؤثران علي مسار العملية السياسية ولكن أؤكد أنه لن يكون هناك فراغ أمني بعد الانسحاب الأمريكي لأن الانسحاب لن يتم بطريقة عشوائية بل بموجب اتفاق مسبق بين العراق والولايات المتحدةالأمريكية وهناك جدول زمني لهذا الانسحاب وهناك قوات عراقية أمنية مؤهلة ومدربة علي يد الأمريكان لتأخذ مكان القوات الأمريكية المنسحبة سواء لحماية الأمن الداخلي أو حماية الحدود العراقية أو من التدخل الخارجي سواء قوات جوية أو بحرية أو مدرعات وهدف هذه الدول هو تشكيل حكومة موالية لتوجهاتها لكن العراق لديه قوي سياسية وله مواقف تخدم مصالح العراق وتبني علاقات سياسية وإيجابية وفعالة مع هذه الدول علي أساس المصالح. • هل تري أن إيران تريد توسيع مشروعها الإمبراطوري بتدخلها في العراق؟ - هذا حلم لا يمكن أن يتحقق سوي في عقلية الأنظمة الحاكمة بإيران وأوهام وأفكار لبعض الساسة الإيرانيين فلا يمكن خلق محور إيراني مؤثر في هذه المنطقة يستوعب العراق وأود التأكيد أن الشيعة في العراق والمرجعية الشيعية في النجف وليس إيران والعراقيون عرب وطنيون يدافعون عن وطنهم ولن يقبلوا بأي اتجاهات دينية وقومية من أي دولة. • في رأيك ما ملامح تشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟ - أعتقد أن الحكومة القادمة ستكون حكومة وطنية رغم كل الاختلافات بين الكتل السياسية وسنلتزم ببرنامج سياسي يعبر عن طموحات ومطالب الشعب العراقي في الاستقرار السياسي والأمن الداخلي للتنمية والازدهار.