تقدم عدد من الأدباء أعضاء اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية بمذكرة للدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، يشتكون فيها من هجوم مصطفي السعدني وكيل وزارة الثقافة ورئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، علي إعادة طبع كتاب "ألف ليلة وليلة" واعتباره كتابا يحتوي علي ألفاظ إباحية وخادشة للحياء العام، معبرين عن حيرتهم إزاء معارضة أحد قيادات وزارة الثقافة لسياسة الوزارة في نشر ثقافة التنوير، بدعوي أنها تنشر الانحلال والإباحية وقال ذلك علانية في مقر اتحاد الكتاب بالمنصورة، ووقع علي المذكرة الأدباء: جمال مشعل وفرج مجاهد وعلي معوض وجمال البلتاجي ومحمد السيد صالح، "روزاليوسف" استطلعت آراء الطرفين الرافض والموافق في التحقيق التالي : الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة قال: من حق مصطفي السعدني أن يقول رأيه بكل حرية في عمل أدبي، وهذا لا يعد مخالفة إدارية، كما أنه لم يصرح بهذا الرأي في ندوة رسمية داخل الهيئة أو خارجها، وبالتالي ليس هناك أي مبرر لمؤاخذته عليه، وإذا كان قد قال ذلك، فهذا لا شك رأي صادم لسبب بسيط، وهو أن السعدني مبدع يكتب الشعر، وأي مبدع حقيقي لابد أن يقف في صف الدفاع عن حرية التعبير. وأكمل: إذا ثبت أنه قال ذلك سيؤاخذه الكثير من المبدعين والمثقفين أنصار حرية التعبير، فنحن نعقد "دورات تدريبية" لتوعية صغار الموظفين بالهيئة بحرية التعبير وليس كبار الموظفين مثل السعدني، الذي كان مشرفا علي الشئون الثقافية بالهيئة. ونفي مجاهد أن يكون الهدف من طباعة "ألف ليلة" هو الشهرة والترويج للعمل، فالأعمال ترسل لرؤساء تحرير السلاسل الذين يمثلون خيرة مثقفي مصر، وهم المسئولون عما ينشر، ثم ترفع الأعمال التي وقع الاختيار عليها إلي الأستاذ سعد عبد الرحمن مدير الإدارة المركزية لشئون الثقافية، للنشرها دون أن تمر علي، و"ألف ليلة" كان صاحب القرار في نشرها الروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير سلسلة "الذخائر" ولست أنا، كما أن إصدارات الهيئة مدعومة لا تهدف إلي الربح ولا تحقق مكسبا ماديا، بل العكس هو الصحيح، كلما زاد رواج الكتاب كلما مثل عبئا ماليا علي الهيئة. من جانبه قال فرج مجاهد رئيس نادي الأدب بالمنصورة: مصطفي السعدني يغلب عليه الطابع المحافظ، وكنا واقفين في اتحاد الكتاب بالمنصورة وسمعته يقول إن "ألف ليلة" تحتوي ألفاظا خادشة للحياء، وقد أصابتني الدهشة أن يصدر هذا الكلام من مسئول ثقافي كبير في الهيئة، ولم نقدم شكوي، وإنما استفسار وقلنا نحن في حيرة من أمرنا هل نصدق هذا المسئول أم قيادات وزارة الثقافة في القاهرة ونطالب المسئولين بالرد. أما مصطفي السعدني الذي فجر الأزمة فقال: لقد أرسلت فاكس إلي الدكتور أحمد مجاهد قلت فيه: إن قناعتي الرئيسية تبرز في الإيمان بشكل مطلق بحرية التعبير بشكل مطلق، وانحيازي كشاعر في أن يعرض كل وجهة نظر نظره، والغلبة في النهاية للحجة الأقوي والمنطق الأكثر قبولا، وفيما يتعلق بوثيقة 12 مايو 2010 التي صدرت عن إقليم شرق الدلتا في مؤتمر دمياط الأدبي لليوم الواحد، الذي شرفت بافتتاحه، ووافق فيه الجميع علي الوقوف ضد الفكر الظلامي، ودعاة التخلف والرجعية، ولقد آثر الكاتب سمير بسيوني رئيس اتحاد الكتاب فرع الدقهليةودمياط أن يشاركني التوقيع علي تلك الإيضاحات وهي: لم تنعقد أي ندوة خلال شهري إبريل ومايو وما قبلهما في فرع اتحاد الكتاب بالدقهلية لمناقشة "ألف ليلة وليلة"، وأن الشاعر مصطفي السعدني لم يكن موجودا في ندوة لم تعقد أصلا، كما أن الموقعين علي هذه الشكوي إن صحت هم خمسة من أعضاء نادي الأدب بشربين، وهناك قامات شامخة في ساحة الإبداع الأدبي بالدقهلية، وهم أعضاء اتحاد الكتاب لم يتحدث منهم أحد عن ذلك. وأضاف السعدني: هؤلاء الكتاب لهم دوافع يسألون عنها ولكن بعد هذه السنوات من العمل بوزارة الثقافة لو كان لي رأي سوف أنشره في "روزاليوسف" أو أي مكان آخر، أو سكاتبه للوزير أو رئيس الهيئة، ولو كنت قلت هذا الكلام سأقر به ولن أخاف، ولكني لم أقل شيئا علي الإطلاق، فأنا لست فاقدا للوعي، لكي أقول هذا الكلام، ولقد اتصلت بالروائي جمال الغيطاني لتوضيح الأمر.