اعتبرت الناقدة سهير فهمي أن رواية القاص قاسم مسعد عليوة الجديدة "الغزالة" نصا محيرا، وقالت في الندوة التي أقيمت بحزب التجمع لمناقشة الرواية: "منذ أن تبدأ في القراءة تطرح علي نفسك سؤالا هل هذه رواية أم لا، وأعتقد أنها ليست رواية بالمعني السائد للكلمة، والمؤلف يعرف ذلك لهذا كتب علي غلافها أن: هذه رواية غير مألوف الروايات .. رواية ليست ككل الروايات". وأضافت فهمي: "أحيانا يصيبك بعض الملل من الرموز، وأحيانا تكون هذه الرموز مثيرة بالنسبة للقارئ، بحيث تدفعه لمحاولة حلها، ورغم أن الرواية تنطوي علي حس صوفي لكنها أيضا تنطوي علي عشق عميق للحياة ومحاولة لفهم الدنيا من أجل الاستمتاع بها، وقد نقرأ الكتاب علي طريقة كتب الحكمة القديمة". وقالت:" الرواية عبارة عن أحداث وحكايات تدور بين معلم وتلميذه والزمان والمكان فيها مختلطين، أحيانا نجد الأحداث والحكايات تدور في عصور قديمة كان الحيوان والإنسان فيها متآلفين، وأحيانا نجدها تدور في عصرنا هذا الذي يشهد فساد وظلم وتجبر الحاكم، وهذا الخلط بين الزمان والمكان يضفي جو من الغرابة والغموض علي الرواية، وذلك بلغة تحمل مفردات ثرية وعميقة وشاعرية وبها فصاحة وبلاغة عالية". وتحدث الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة عن لغة الرواية قائلا: "اللغة تعجبني لكن فيها مواضيع فيها غلو، وهناك لجوء لمفردات مهجورة واتمني ألا يكون الكاتب قد وضعها لكي يمتحنني بها كقارئ أو يحرجني بها، يمكن للكاتب أن يحيي ما شاء من مفردات، علي أن يضعها في سياق يوضحها". وأضاف تليمة: "زمان هذه الرواية هو زمن خبرة البشر علي كوكب الأرض، والمعلم فيها قد نتلقاه علي أنه جبريل والتلميذ قد يكون سندباد، الذي يفتش عن المعرفة، والبعض فهم أن الرواية بها نوع من الصوفية، ولكني قرأتها علي أن فيها كسر للولاء للقلب والمشاعر والعقل لحساب التخيل بلا حدود". وأكد الكاتب أسامة عرابي أن قاسم مسعد عليوة يسعي إلي توسيع حدود اللغة لخلق عمليات تأويلية جديدة ترسي حرية التناول والمعالجة، وقال: "هو يفيد من التراث الصوفي لكنه لا يكتب رواية صوفية عن طريق بذل الروح في سبيل المطلق، هو فقط يستلهم بعض تقاليد الصوفية الثورية في صراعها ضد سلطة الدولة والدين والفقراء، كذلك أفاد من خيوط الارتباط الروحية بين الشيخ والمريد أو المعلم والتلميذ، وقد استطاع أن يقدم لنا إطلالة مفتوحة الأفق وتمتع زمن السرد لديه بالتراكمية ينهض علي علاقة الجزء بالكل، بحيث يسعي الجزئي للتعبير عن الهم العام والتطلع للكمال الأخلاقي".