يرقد في مستشفي آل سليمان ببورسعيد شاب بين الحياة والموت بعد أن تعرض للضرب علي يد بلطجية، مدير أمن بورسعيد تلقي إشارة من المستشفي تفيد بوصول الشاب محمد طارق هاشم طالب ثانوي مصابا بعدة جروح في انحاء متفرقة من بالجسد. ألقي القبض علي اثنين من البلطجية، ومازال البحث جارياً لضبط باقي المتهمين وتم تحرر محضر بالواقعة. والد المجني عليه قال إن نجله دفع ضريبة البلطجة والانفلات الأمني الذي أصبح ظاهرة في شوارع بورسعيد التي لم تشفع وجود مديرية امن بورسعيد بنفس موقع الجريمة ولم يتحرك احد ممن حولها من حراسات لنجدة الطالب المصاب من أيدي البلطجية، وتحدث طارق وهو يبكي ويقول: ابني راح ضحية مجموعة من البلطجية كانوا يتشاجرون بميدان الشهداء الشهير «بالمسلة» الذي يسكنه الصفوة والمحاسيب، وتحيطه المصالح الحكومية ومحكمة بورسعيد، والأكثر غرابة أن الميدان يواجه مديرية أمن بورسعيد المدججة بقوات الحراسة التي شاهدت الدراجات البخارية التي يقودها أكثر من خمسين بلطجيا بجنون، منهم الملثم وكاشف الوجه، ويشهرون سيوف الليزر والمطاوي وغيرها من الأسلحة البيضاء والجنازير الحديدية، ويلوحون بها في وجه من يعترضهم أو من يحاول أن يستوقفهم، وكأنهم يعلنون حربا كما نشاهدها في أفلام عصابات شيكاغو، وتحولت المنطقة إلي صراع دموي وتهديد للمارة ورواد الحديقة التي تعتبر أحد معالم المدينة، ولاذ الرواد بالفرار خوفا من أن يصابوا بأذي. وأضاف والحزن يعتصر قلبه: إن نجله محمد طالب الثانوي تصادف مروره من وسط الميدان ويرافقه شقيقه الأصغر «أمير» الذي يناهز السادسة عشرة من عمره في طريقهما إلي محل التصوير الخاص بهما الذي يقع علي مقربة من مكان الشغب علي بعد أمتار من محكمة الأسرة، وشاهدا ابن عمهما طالب الإعدادي داخل الميدان تحت شجرة يتابع الصراع بين البلطجية بالدراجات البخارية فوق المسطحات الخضراء، فتوجه نجلي محمد طالب الثانوي مسرعا لجذب ابن عمه المتابع للأحداث المؤسفة التي لم تشهدها بورسعيد من قبل. ولكن فوجئ ابني بمجموعة من البلطجية يسحلونه ويطعنونه بالأسلحة البيضاء وسيوف الليزر، وأوسعوه ضربا حتي سقط مغشيا عليه فاقد الوعي، ولاذوا بالفرار معتقدين أنه فارق الحياة وتم نقله إلي مستشفي آل سليمان.