خبران صادمان استقبلهما الشارع المصري هذا الأسبوع، بكثير من عدم الارتياح وربما السخرية. حيث صرح مارك وليمز زعيم ما يسمي بحركة "حزب الشاي" المحافظة الأمريكية بأن "المسلمين هم ..." ومكان النقاط الثلاث ضع شتيمة تعبر عن وقاحة وانعدام أدب، ولم يكتف زعيم حزب الشاي المغشوش بذلك، بل تابع في تصريحه أن "المسجد سيعبد فيه إله الإرهابيين ..." ومرة أخري تطاول هذه المرة علي الذات الالهية. وكانت مناسبة التصريح الوقح وجود موافقة من الادارة الامريكية، ببناء مسجد بالقرب من أنقاض مركز التجارة العالمي. ولم يذكر زعيم حزب الشاي " الفتلة " سببا واحدا، تجعله يتهكم علي ديانة سماوية أثبت علماء بلده قبل غيرهم، أنها ديانة لاتنطق عن الهوي، بل هي وحي سماوي منزل، جاء ليحرر الانسان من عبودية الفرد، ويخلصه من شهوات الغرائز، ولينشر مبادئ الحق والخير والسلام والمساواة. ونسي الخبر أن يذكر أي نوع من الشاي يمثله ويشربه، الزعيم الحزبي الذي يتخذ من بلد تنادي بالحرية والديمقراطية، وتطالب العالم ليل نهار باحترام الآخر وعقائدهم، وتعتبر من نفسها شرطيا يفتش في ضمائر الشعوب، وتعادي دولا وأنظمة بدعوي اضطهاد الأقليات، حتي لو كانت شعوبها تلتف من حولها! ويبدو أن بعضا ممن يشتغلون بالسياسة ، اعتادوا علي الإبتزاز، ولغة التخويف، والتفرقة بين الشعوب علي أسس مذهبية عنصرية، تحت مغالطة " الإسلام فوبيا " والمثير أن الشعب الأمريكاني ذات نفسه، أصبح " لا يصدكهم " بل ويتبرأ منهم، ولو تجرأ الزعيم الأمريكاني وأعلن عن نوع الشاي الذي يشربه، لكشفنا له عن نوعيات أفضل وبجرعات معتدلة لاتذهب بالعقل! وعلي سبيل المثال أن المصريين وهم شعب يضم المسلمين والمسيحيين وقفوا صفا واحدا في الترحيب بنظرة أوباما المحبة للسلام عند مجيئه بيد ممدودة، ولا يوجد مصري واحد يكره شخصا بسبب جنسيته، ولا ديانته..وأستطيع أن أشهد بذلك بانتمائي المصري.. والغريب أن من الأمريكين من وقف معاديا لأوباما بسبب لونه (!) أرجو أن تستوعب الدرس يا زعيم حزب الشاي بفتلة! ربنا يوفقنا هل يعقل أنه بسبب هذه الجملة الايمانية التي تعد من ثوابت اللغة اليومية للمصريين، والتي يقولها أبناء الديانات السماوية الثلاث، وربما غير الديانات المنزلة، كأن يقول الاخوة البوذيون مثلا: بوذا يوفقنا..أردت أن أقول ان الجملة " تمشي مع الجميع "، ولكن " الإسلام فوبيا " جعل منها إنذارا بالخطر، ومؤشرا علي وقوع عمل إرهابي مزلزل..هكذا أصبحنا في نظر البعض..عفوا..نسيت أقرأ علي حضراتكم الخبر الذي يحمل الفاجعة، التي طيرتها وكالات الأنباء من القاهرة، ليشاركنا العالم في ضحكة هيستيرية؛ فيما نضحك نحن..ولكنه ضحك كالبكا.. (تفتيش طائرة سويسرية بالقاهرة بدقة لقول راكب مصري (ربنا يوفقنا في مهمتنا) .. وتفاصيل الخبر الذي نشره موقع مصراوي تقول: "شهد مطار القاهرة الدولي حادثا غريبا بعد أن تسببت عبارة "ربنا يوفقنا في مهمتنا " قالها راكب مصري كان يستعد للسفر إلي سويسرا في مكالمة هاتفية مع أحد أصدقائه. وتأخرت الطائرة المتجهة إلي زيورخ وعلي متنها 231 راكبا بعد أن طلب قائد الطائرة من سلطات الأمن في المطار بالتفتيش الدقيق للطائرة..ويستمر الخبر المثير الطريف الموجع: تم إحضار الكلاب البوليسية ولم يتم العثور علي شيئا. ولكن السطور التالية من الخبر تحمل المزيد من المفاجآت: وكان قائد الطائرة السويسرية المتجهة إلي زيورخ قد فوجئ براكبة سويسرية من أصل عراقي ( وأرجو ان تلاحظوا أن المبلغة هي من الاشقاء أي أنها تعلم سلو بلدنا تخبره بأن أحد الركاب الذي يجلس بجوارها كان يتحدث مع مجهول في التليفون المحمول ويقول له: "ربنا يوفقنا في مهمتنا". طيب.. ومالهم ومال واحد بيدعي ربه؟ وعلي الفور طلب قائد الطائرة من برج المراقبة بالمطار إحضار قوة أمنية والكلاب البوليسية وتم تفتيش الطائرة بالكامل وجميع الركاب. والمفاجأة: أكد الراكب المصري أن المكالمة كانت لأحد أصدقائه يخبره بأنه في مهمة رسمية في عمله ويطلب منه الدعاء لمساعدته في إنهاء المهمة.أي أن الأمر أصبح تنظيما دوليا! ورغم محاولات أمن المطار في إقناع قائد الطائرة بالحقيقة إلا أنه أصر علي تفتيش الطائرة وبعد 4ساعات قامت الطائرة بالاقلاع بعد تفتيشها ولم يتم العثور علي شيء.. يا كسفتك يا كابتن!