بادرني قائلا: (طيب مين اللي هيدفع الغرامة؟) قلت: عن أي غرامة تتحدث حضرتك؟ قال: غرامة الفيفا.. علي الاتحاد المصري لكرة القدم.. ال 100 ألف فرنك.. يعني 700 ألف جنيه مصري؟ مين اللي هيدفعها؟ قلت: مصر طبعا قال: يعني أنا وانتِ وكل دافع ضرائب، حتي الموظف الغلبان اللي مرتبه تلات تعريفة هيدفع من ضرايبه غرامة.. طيب وأنا مالي؟ واسترسل شارحا موقفه: أنا لا أعرف ما إذا كان مصريون قد أصابوا أوتوبيس الفريق الجزائري أم لا.. ولا يهمني أن أعرف.. ولست من مشجعي كرة القدم، ولا أهتم بتعليقات أصحابي علي موقفي هذا.. ولا يفرق معي كثيرا وصول الفريق المصري لكأس العالم أم لا.. لا تعتقدي أنني لست وطنيا.. أرجوكِ.. فأنا أحب مصر ولكن لي رأي مختلف.. فلا أعتقد أن تشجيع الفريق الوطني لدرجة التعصب وكره الآخر وطنية!! ثم أنا لا أعرف شوبير ولا زاهر سوي من خلال متابعاتي النادرة لبعض برامج التوك شو.. ولم أتدخل في إعلان نتيجة التحقيق في حادث الأوتوبيس الجزائري.. ولم يطلب رأيي كمواطن مصري في كيفية التشجيع.. ولست مسئولا علي الإطلاق عن الكرة وعن الأخطاء وعن أم درمان وعن توقيت تقديم شكاوي الفيفا.. ولم أقصر في واجباتي كمواطن مصري حتي يلزمونني بدفع الغرامة.. وأنا مالي!! قطعا إجابة السؤال صعبة ولكنني أجبت بسذاجة - ويا ليتني ما قلت هذا - بأن مبلغ ال 700 ألف جنيه ليس بالمبلغ الكبير بالنسبة لقيمة الأموال علي أرض الواقع.. وأن أشياء عادية قد يكون ثمنها 700 ألف جنيه.. ولم أكمل.. فقد صرخ في وجهي: الذين هدمت بيوتهم في السيول أولي، والذين يموت أبناؤهم تحت أنقاض انهيارات المقطم أبدي.. مشروعات الطرق والكباري أكثر احتياجا.. وإقامة مدارس أكثر أهمية.. مشروعات المياه تستحق الاهتمام، وتوفير الدعم ينتظر التمويل.. وغير ذلك الكثير والكثير.. إذا أقيمت المشروعات جميعا، ولم يتبق للنقود مشروع توضع فيه، فليقيموا مكتبة وليضعوا فيها كتبا وإنترنت.. أما أن يدفع الغرامة من لم يرتكب الخطأ فهذا عجيب كل العجب!! قطعا لرأي الرجل وجاهته، وله من المنطق البسيط القوي ما لا رد عليه.. ولم توضح لنا الجهات المعنية من المخطئ؟ ومن الذي يستحق عقاب الفيفا؟ أي بكلمات الرجل البسيطة: مين اللي هيدفع؟.. هل صدر الخطأ من مسئولي اتحاد الكرة؟ أم هم المسئولون عنه بأي حال؟ وهل معني هذا أنهم ينبغي أن يقوموا بدفع الغرامة، وبخاصة وأن الاتحاد قادر علي ذلك؟ أم أن الرجل علي حق والشعب هو المخطئ وهو المستحق العقوبة وبالتالي هو الذي سيدفع الغرامة؟ نحتاج إلي بعض الشفافية بخصوص هذا الأمر برمته بدءاً من بدايته ومرورا بالتصريحات ما صدق منها وما لم يصدق، ما صدر من إعلاميين ومن مسئولين، والأهم أن نعرف من المخطئ؟ ومن سيدفع؟