عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع، صدر كتاب "مأزق الحركة الشيوعية المصرية: الجذور التاريخية والخيارات المستقبلية"، لطلعت رميح وتقديم د. وحيد عبد المجيد، يتساءل الكتاب ماذا حدث في الحركة الشيوعية المصرية وكيف تراجع دورها؟ مبينا تناقض وضعها مع وضع الحركات الإسلامية، التي يري المؤلف أنها تبدو أحسن حالا، وليس ذلك بسببها بل ممن جففوا منابع السياسة والفكر السياسي، وأحدثوا بذلك فراغا ملأه الدين. المؤلف يستمد أحكامه في هذا الكتاب من تجربته في صفوف الحركة الشيوعية، قبل أن يغادرها ويصبح من ناقديها، فالمؤلف انتقل من موقعه اليساري الشيوعي إلي موقع يندرج ضمن أحد روافد الإسلام الحضاري، لكنه يتبني القول بأن لهذه الحركة مستقبلا، عكس ما ظنه كثيرون من أنها صارت جزءا من الماضي ولم يبق منها سوي أطلال. يعرض المؤلف فرضيته الأساسية في بحثه هذا وهي أن ظواهر مأزق الحركة الشيوعية، حالة "تكرارية" في الدول العربية، وعليه يري أن البحث في أسباب تأزم وفشل الشيوعية المصرية يجب أن يتخطي خصوصية الواقع المصري، وينطلق إلي مناقشة أسباب المأزق التاريخي العام الذي عاشته الحركة منذ بداية نشاطها في مطلع عشرينيات القرن الماضي وحتي الآن. يعتقد الكاتب أن ما يتعين علينا البحث عنه، ليس السؤال عن مدي وجود برامج سياسية لتلك الحركة من عدمه، ولكن بدلا من ذلك يدعونا المؤلف إلي أن نتساءل عما إذا كانت الحركات الشيوعية قد امتلكت يوما ما نظرية للتغيير، واستراتيجيات محددة مرتبطة بالواقع، إلي جانب ذلك يوضح المؤلف أن الانقسامات كانت ظاهرة ملازمة للنشاط الشيوعي، وكانت تلك الانقسامات تأخذ شكلا مهذبا هو الأطوار والأجيال في الشيوعية، وهي بحسب المؤلف احد أسباب تزعزع مكانة تلك الحركة في كل البلاد العربية، وليس في مصر فقط، مما جعلها تفشل في جذب فئة العمال إلي صفوفها، بالإضافة إلي ما هو أهم، يقول المؤلف: "هل يكفي لتفسير ذلك الحديث حول "عنف البرجوازية المصرية ضد الحركة الشيوعية؟ وهل يكفي تبريرا لذلك القول بأخطاء تكتيكية سياسية أو تنظيمية، ترتقي إلي أخطاء في التطبيق الفكري؟