حدث خلال صباح أحد أيام هذا الأسبوع في أحد فروع بنك الإسكندرية.. أن ارتفع صوت أحد العملاء بشكل غاضب وغير مفهوم. وتدريجياً بدأت ملامح المشكلة في الوضوح.. حيث حضر هذا العميل إلي البنك ليضع في حسابه الخاص مبلغ 25 ألف جنيه.. قيمة بيع سيارته حسبما قال بعد ذلك. وأثناء قيام موظف البنك بعد المبلغ لاستلامه.. اكتشف وجود ورقة نقدية واحدة فقط مزورة من فئة ال 200 جنية، فسحبها، ثم قام بالكشف عن المتبقي من المبلغ مرة ثانية لاكتشاف أي ورقة أخري مزورة. وطلب من العميل الانتظار، ثم طلب منه أن يقوم بالتوقيع علي الورقة النقدية المزورة.. لعمل محضر للعميل بها. وتبع ذلك.. قيام ثورة العميل كبير السن الذي أوضح له أنها ورقة واحدة ضمن المبلغ الذي حصله من جراء بيع سيارته، وأنه لم يكتشفها لأنه ببساطة لا يستطيع التعرف علي الفرق بين الأوراق النقدية المزورة والحقيقية بسبب ضعف نظره. وعندما صمم موظف البنك علي قيام العميل بالتوقيع علي الورقة النقدية المزورة.. طلب العميل قلماً.. ثم (شغبط) علي الورقة، ومزقها قطعاً صغيرة أمام موظف البنك. وصمم علي أن يسحب كل رصيده الشخصي من البنك، والذي بلغ 80 ألف جنيه.. لشعوره بالأسي من موقف البنك الذي سوف يتسبب له في اتهامه بقضية تزوير؛ رغم أنه يستأمنه علي (تحويشة) عمره. من يتأمل هذا المشهد الدرامي لرجل عجوز.. يشعر بأن هناك (حاجة غلط) في أسلوب تعامل البنك مع تلك المشكلة لعدة أسباب: - إن الرجل العجوز هو عميل لدي البنك، ومن الواضح أن الورقة المزورة الوحيدة الموجودة بين مبلغ بيع سيارته.. هي ورقة دخيلة ربما تم تداولها بين الكثيرين بدون أن يكتشفوا أنها مزورة. - إن الرجل العجوز لم يطلب من موظف البنك قبول الورقة المزورة رغم ملامح الحسرة والدهشة لما حدث له سواء فيما اكتشفه، أو لأنه هو وحده الذي سيتحمل فقد قيمة الورقة النقدية. - كان من الأولي ببنك الإسكندرية وبموظفه أن ينبه العميل لحقيقة الورقة المزورة، ويرفض تحصيلها، ويطلب منه تمزيقها بهدوء لكي لا يتم تداولها مع شخص آخر. خاصة أنها ورقة وحيدة.. أي أنه لا توجد شبهة مباشرة للرجل العجوز بالتزوير، ولو كان كذلك لزاد عدد الأوراق النقدية المزورة. - لا أعتقد أنه يجوز أن يقوم بنك بتوريط أحد عملائه بهذا الشكل.. وكأنه (يتقمص) دور المباحث العامة. لأن البنك بشكل عام هو جهة خدمية يعمل لصالح عملائه، وليس ضدهم.. بل والأولي به أن يكون هو الموجه والمرشد لهم في مثل تلك المشكلات التي يمكن أن تواجه أي مواطن بدون استثناء. لا أعرف هذا العميل العجوز شخصياً.. ولكني (تعاطفت) جداً معه.. لما حدث له من موقف صعب مفاجئ من شأنه أن يربك أي شخص يشعر بالظلم.