ربما يشكو بعض الأسر من سوء تغذية أطفالها، لكن ما لا تدركه هذه الأسر أن شكاواها تكبد الاقتصاد المصري خسائر سنوية تقدر بنحو 3.7 مليار جنيه، وربما يعتبر كثير من الأسر أن الفقر هو السبب الرئيسي لأمراض سوء التغذية. لكن جاك باجريانسكي الخبير الدولي للتغذية صحح هذا المفهوم في الحلقة النقاشية التي نظمها برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالقاهرة امس الاول بقوله أن سوء التغذية هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية الي الفقر لتأثيره عل أداء العنصر البشري ومساهماته في عجلة الاقتصاد مشيراً إلي أن نحو 13 مليون شخص بالغ يقومون باداء عملهم بكفاءة أقل نتيجة سوء التغذية. باجريانسكي قال إن دراسته المستمرة منذ 20 عاما في مصر أثبتت أن الاقتصاد يخسر 910 ملايين جنيه نتيجة قلة انتاجية الرجال والنساء في سوق العمل و1.6 مليار جنيه نتيجة اصابة الاطفال بأنيميا وتكلفة العلاج وكذلك 420 مليون جنيه بسبب تشوهات العمود الفقري ليبلغ اجمالي ما تخسره مصر 3.7 مليار جنيه سنوياً وفيات المواليد الناتجة عن سوء التغذية فضلا عن 780 مليون جنيه بسبب أرقام باجرتانسكي عن «سوء التغذية» أشارت ايضا الي أن 10 ملايين طفل تحت سن 15 عاما يعانون من تأخر القدرة الذهنية والادراكية بسبب الأنيميا وسوء التغذية ما يؤثر علي تحصيلهم الدراسي وبالتالي علي مستقبل الاقتصاد، معتبرا أن تنفيذ برنامج انتاج خبز مخلوط بالحديد سيوفر لمصر ما يقرب من 1.6 بليون جنيه كانت ستخسرها علي مدي عشر سنوات. من جانبه، قال د. علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي إنه تم الانتهاء من تجهيز 77 مطحن حكومياً و65 مطحناً خاصاً تقوم بخلط الحديد وحمض الفوليك مع الدقيق المدعم وجميعها بدأت الإنتاج الفعلي الشهر الماضي. وأشار إلي دراسة وزارته لخطط القضاء علي سوء التغذية ووصول الدعم لمستحقيه باضافة اليود إلي الملح وفيتامين «د» إلي الزيت المدعم وتنويع المواد التموينية ومراعاة الأسر التي لديها أطفال لتصرف لهم سلع مناسبة لتغذيتهم.