كشف برنامج الغذاء العالمى، التابع للأمم المتحدة، أن القيمة الحالية للخسائر الاقتصادية فى مصر الناجمة عن فقر الدم فى مرحلة الطفولة تتجاوز 1.6 مليار جنيه سنوياً، وتقدر الخسائر الناجمة عن فقر الدم بين البالغين العاملين فى العمل اليدوى بحوالى مليار جنيه سنوياً فى المتوسط، مؤكداً أن إضافة الفوليك والحديد للخبز المدعم تخفض الأعباء الصحية بحوالى 650 مليون جنيه. ودعا البرنامج الأممى فى دراسة حديثة له صدرت مساء أمس الأول إلى زيادة الاستثمار فى مجال التغذية، وذلك من خلال إظهار العوائد الاقتصادية المرتفعة على الاستثمار فى هذا القطاع من حيث صحة العامل ونمو الطفل. وأشارت الدراسة إلى الدور الذى يقوم به المشروع القومى لتدعيم الخبز البلدى بالحديد وحمض الفوليك فى تقليل الأعباء الصحية والاقتصادية بنحو 650 مليون جنيه مصرى فى السنة. وأوضحت الدراسة أن هذه التقديرات تستند إلى وجود ميزانية مخصصة لهذا المشروع تقدر بحوالى 280 مليون جنيه لمدة عشر سنوات، وحسب تقديرات الدراسة فإن العائد السنوى على الاقتصاد المصرى من كل جنيه يستثمر فى تدعيم الدقيق، يمكن أن يتجاوز 23 جنيهاً. كان البرنامج الأممى قد أصدر دراسته مساء أمس الأول، خلال حلقة نقاشية حضرها مسؤولون بالحكومة المصرية، كما افتتح الحلقة الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، والدكتورة عزة جوهر، مدير المعهد القومى للتغذية، والدكتور ممدوح جبر، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر المصرى الذى ناقش النتائج والتوصيات، وعرضت النتائج الرئيسية للدراسة كل من الدكتورة هبة نصار، نائب رئيس جامعة القاهرة، وجاك باجريانسكى، الخبير الدولى فى مجال التغذية، حيث أُخذت فى الاعتبار عوامل مثل ضعف الأداء بين البالغين المصابين بفقر الدم، ومدى تأثر وعى وإدراك الأطفال المصابين بفقر الدم فضلاً عن معدل وفيات الأطفال الرضع. وقال الممثل والمدير القطرى للبرنامج فى مصر جان بياترو بوردينيو: «تعتزم هذه الدراسة أن تظهر لصانعى السياسات والقرارات أن الإنفاق على التغذية هو استثمار مباشر، يولد فوائد اقتصادية على المدى الطويل لهذا البلد»، وأضاف أن «برنامج الأغذية العالمى يشيد بمجهودات الحكومة لاتخاذ هذا النهج المبتكر من أجل تحسين التغذية، وتحث هذه الدراسة على الاستمرارية، لأنه رغم كبر العائد على الاستثمار فى مجال التغذية فإنه يتطلب وقتاً واستدامة». وبدأ المشروع الوطنى لتدعيم دقيق القمح فى عام 2008 ويستفيد منه حالياً 70٪ من السكان فى مصر، وينفذ هذا المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى ووزارة التضامن الاجتماعى والمعهد القومى للتغذية التابع لوزارة الصحة.. ويدعم المشروع التحالف العالمى من أجل تحسين التغذية (GAIN)، الذى يجمع بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لمكافحة سوء التغذية.