لم نكن يوماً طرفاً في صراع بين هذا وذاك.. ولن نكون.. لكننا في النهاية لا نقبل أن يزايد أحد علي حيادنا الإعلامي أو مصداقيتنا ومهنيتنا التي لم تصل إليها العديد من الصحف، سواء أكانت حزبية أو خاصة، فلسنا مسئولين بالضرورة عن أن هناك شخصاً، يوصف بأنه قيادي حزبي لا يستطيع أن يتحمل تداعيات تصريحاته.. هذه مسئوليته.. وهو حر.. يفعل ما يحلو له، ولكن بعيداً عنا.. فمصداقيتنا لن تكون مطية لمثل هؤلاء الذين يتصورون أن نفي ما قالوه ونشرناه عبر جريدتهم سوف تكون دليلاً علي كذبنا وإلا لماذا لم يصوبوا لنا ما نشرناه في حينه؟! الاجابة بمنتهي البساطة.. لأنهم يعلمون أنهم لا يقولون الحقائق.. فالحوار الذي نشرناه لمحمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد، الأسبوع الماضي، مسجل لدينا.. وما قاله بالنص قمنا بنشره.. لم نزد حرفاً أو ننقص آخر.. وهو يعلم جيداً أن هذا حديثه، وأن هذه هي كلماته.. وأننا لم نسيء فهمها كما قال في نفيه الذي نشرته جريدة «الوفد» أمس الأول. لكن الغريب أن «سرحان» عندما أراد أن يخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه بعد أن أكد لنا أنه علي «علي فؤاد بدراوي أن يتوافق مع أباظة حتي لا يلقي مصير نعمان جمعة» ذكر حديثاً غريباً لم يرد علي لسانه بالمرة.. وهو أنه كان يقصد أنه في حالة عدم التوافق بين الأثنين سيتكرر سيناريو انتخابات عام 2000، وبين الدكتور نعمان جمعة وفؤاد بدراوي، والتي انتهت بحصول نعمان علي 80% من الأصوات مقابل 20% لبدراوي، وأنه يؤكد تأييده لأباظة في قيادته للحزب خلال الفترة القادمة! وهذا حديث لم يرد علي لسانه مطلقاً.. والحديث لم يتطرق إلي هذه النقطة من قريب أو بعيد.. وكان كله يدور حول السابق بين بدراوي وأباظة علي رئاسة الحزب.. حتي أنه قال في حديثه عن اتهامات ساقها البعض لتعديل اللائحة، أنها تخدم أهدافاً شخصية، ما نصه «حجة البليد مسح التختة».. وبالتأكيد هو يعلم جيداً من يقصد! فإن كان نائب رئيس الوفد نسي كلامه فنص الحوار مسجل معنا يمكن أن يرجع له متي شاء.