أقيمت هذا الأسبوع مباريات ذهاب النصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا وكانت المباراة الأهم والأقوي بين نادي انتر ميلان بقيادة مدربه الداهية جوزيه مورينهو أمام نادي برشلونة بقيادة المتألق جوسيب جوارديولا. وكانت النتيجة ان أسقط إنتر ميلان بقيادة ساحره البرتغالي ضيفه الإسباني بثلاثة أهداف مقابل هدف علي ملعب جوزيبي ميئاتزا. وأفقد إنتر ضيفه توازنه بشكل لافت في نصف ساعة فقط سجل خلالها أهدافه الثلاثة، فيما لم يفلح الاحتفاظ بالكرة في خدمة الفريق الكتالوني. وتقدم برشلونة عن طريق مهاجمه بيدرو رودريجز في الدقيقة 19، وجاء رد النيراتزوري قاسيا. فسجل إنتر ثلاثة أهداف عن طريق لاعب وسطه الهولندي ويسلي شنايدر في الدقيقة 30، ويتقدم الجناح الأيمن البرازيلي مايكون لفريقه في الدقيقة 48 واختتم الأرجنتيني دييجو ميليتو ثلاثية فريقه في الدقيقة 61 . بهذه النتيجة، يكفي إنتر الفوز أو التعادل أو الخسارة بفارق هدف في مباراة الإياب للمرور إلي المباراة النهائية، فيما يحتاج برشلونة للفوز بهدفين نظيفين أو فارق ثلاثة أهداف. ويفقد برشلونة قائده كارليس بويول في مباراة الإياب التي تقام في 28 من أبريل الجاري للإيقاف، كما يفقد إنتر لاعب وسطه الاحتياطي الصربي ديان ستانكوفيتش لذات السبب. وكان لاعبو برشلونة قد قاموا بالاعتراض علي التحكيم بصورة كبيرة للغاية اثناء وبعد المباراة وهذا ما لم يعجب مدرب انتر حيث استنكر مورينهو اعتراض لاعبي برشلونة علي التحكيم بعد هزيمتهم في إيطاليا وقال الساحر في تصريحات للموقع الرسمي لناديه "ما رأيته في النفق (المؤدي لغرف خلع الملابس) لاعبي برشلونة وهم غاضبون من التحكيم ويجب أن أخبرهم أن ذاكرتهم ضعيفة فيما يتعلق بهذا الأمر". وذكر مراسل الجزيرة الرياضية أن شابي هرنانديز لاعب برشلونة قال لمورينهو في النفق المؤدي لغرف خلع الملابس "مبروك عليكم الحكم البرتغالي". وتابع "لا يمكنني نسيان لاعبي تشيلسي - الذين كنت أدربهم - عندما بكوا العام الماضي بعد خسارتهم أمام برشلونة بسبب التحكيم". وخرج تشيلسي علي يد برشلونة في نصف نهائي النسخة الماضية من دوري الأبطال بعد تعادلهما 1-1 في لندن في مباراة شهدت اعتراضات كبيرة علي حكم اللقاء. وشهدت المباراة أكثر من كرة مشتركة تستحق منح الزرق ركلة جزاء وأبرزها تدخل إريك أبيدال مدافع برشلونة ضد ديديه دروجبا في منطقة الجزاء، واستخدام جيرارد بيكي ليده في مراوغته نيكولاس لأنيلكا داخل منطقة الجزاء الكتالونية. وتابع مورينهو "الليلة لم يكن لاعبو برشلونة قادرين علي الاعتراف بأنهم خسروا أمام فريق استحق الفوز". وأكد البرتغالي رضاه التام عن لاعبيه بقوله "لعبنا جيدا، من السييء أننا تلقينا هدفا، من أول تسديدة لهم علي المرمي إلا أن ردنا كان مناسبا". ولم يجحف المدرب الذي لقب نفسه ب"الاستثنائي" حقه في فوز فريقه بقوله "لقد تحولنا من فريق صغير في دوري الأبطال إلي فريق يعرف كيف نفوز في أوروبا". وأضاف "أتيت إلي إنتر وهو فريق صغير، يكافح للتأهل، ولا يتخطي دور الثمانية، يخافون من اللعب، والآن استحققنا الفوز علي أفضل فريق في العالم". ورغم ثقته في لاعبيه وتعبيره عن "فخره" بهم حسب قوله، ظل مورينهو متحفظا بشأن أمل فريقه في المرور إلي نهائي البطولة. وأردف مورينهو "يمكن أن نذهب ونفوز، أو لا نفوز ونمر للنهائي، أو نخسر ولا نمر للنهائي، قد يحدث أي شيء، بالأمس قلت إن فرص الفريقين 50-50، واليوم لم يتغير الأمر ولو حتي بنسبة 51 إلي 49". ومن جانبه رفض جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة البحث عن عذر لخسارة فريقه. وقال جوارديولا في تصريحات لشبكة (سكاي سبورتس): "لا أريد تبرير الهزيمة". وكان البعض قد أسند خسارة برشلونة إلي رحلة السفر الشاقة من إسبانيا إلي إيطاليا بريا مع عدم إمكانية استمرار الملاحة الجوية في قارة أوروبا بسبب بركان أيسلندا. كما تحدث البعض عن القرارات التي اعتبروها عكسية لحكم المباراة، وأكدوا أن لبرشلونة ركلة جزاء بالإضافة إلي التسلل في الهدف الثالث لإنتر. وأضاف المدير الفني للفريق الكتالوني "بالفعل كانت الرحلة طويلة، ولكن تلك المباراة في قبل نهائي المسابقة والوصول للنهائي أهم كثيرا من أي شيء آخر". وأوضح جوارديولا "افتتحنا التسجيل ولكن هذا لم يكن كافيا، ولم نقدم ما يشفع لنا في الشوط الأول". وتابع جوارديولا "لعبنا مباراة أمام منافس قوي في ظل ظروف محيطة صعبة، ولكنها كانت جزءًا ولازال لدينا الأمل". ولم تستطع الصحافة الايطالية إخفاء فرحتها بفريقها بالرغم من كرهها المعروف لمورينهو وبدأت الأفراح تعم وسائل الاعلام الايطالية المختلفة بالفوز الذي وصفوه بالاعجازي. وربطت إحدي الصحف الإيطالية الشهيرة الفوز الساحق الذي حققه فريق إنتر، بتصريحات سابقة أطلقها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. وتحت عنوان "نحن في المريخ" قال لويجي جارلاندو الكاتب في صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية الشهيرة: "الإنتر نجح في الوصول إلي كوكب المريخ قبل أوباما". وأضاف: "أوباما قد وعد من قبل بأنه سيصل إلي كوكب المريخ خلال 30 عاماً، ولكنه تأخر وسبقه الإنتر ، وإذا كان الوصول إلي المريخ يعتبر إعجازاً فإن الفوز الذي حققه مورينهو ورجاله علي برشلونة يعتبر إعجاز أيضاً يستحقون عليه أن يكونوا في كوكب المريخ". وتابع: "الإنتر قد يخسر مباراته القادمة في الكامب نو ومن ثم يخرج من البطولة، ولكن ستظل الثلاثة أهداف ذكري خالدة خاصة أنها جاءت في برشلونة أعظم فريق في العالم". واختتم تقريره قائلاً: "عالم الإنتر أصبح الأن جزءاً لا يتجزأ عن عالم أوباما". كما اهتمت الصحف العالمية بالتعليق علي المواجهة القوية وقالت الصحف الإسبانية في تعليقاتها علي المباراة: "برشلونة سقط في فخ الإنتر" وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة "ماركا" التي تصدر عن العاصمة مدريد. وأضافت: "تعتبر هذه المرة هي الأولي التي يظهر فيها البارسا بهذا المستوي المتواضع أمام منافسه منذ أن تولي جوسيب جوارديولا تدريب الفريق، ليفوز فريق مورينهو باللعبة بعدما تمكن من تدمير أسلحة بطل أوروبا". وتحت عنوان "مورينهو فاز بالجولة الأولي" قالت صحيفة "أس" المدريدية: " نجح مورينهو في إيقاف خطورة تشافي وميسي الذي تسبب تداخله العنيف في إصابة مايكون مدافع الإنتر في كتفه، وهدفهم الثالث جاء من تسلل واضح". وقالت صحيفة "ألموندو ديبورتيفو" الكاتالونية تحت عنوان "الطريق إلي البيرنابيو أصبح شاقاً للغاية": "يبدو أن الوصول إلي نهائي البيرنابيو لن يقل صعوبة عن نهائي روما العام الماضي، وبإمكان البارسا التعويض في مباراة العودة كما فعلت مع تشيلسي في الموسم الماضي". فيما أشارت صحيفة "سبورت" الكاتالونية إلي أن الحكم ساعد الإنتر في الفوز علي برشلونة الذي يتحتم عليه الضرب بقوة إياباً من أجل التأهل إلي نهائي البيرنابيو. وذكرت صحيفة "ايان سبور الإسبانية": "صمت برشلونة وميسي ليتكلم المعلم مورينهو ويعطي درساً للتلاميذ". وأضافت: "في بداية المباراة بدا القلق علي لاعبي الإنتر، وزاد قلقهم بعد هدف بيدرو الذي جاء من تمريرة رائعة لماكسويل لاعب الإنتر سابقاً، ولكن المعلم مورينهو يعرف كيف يعود بلاعبيه إلي المباراة مجدداً بهدف شنايدر". فيما علقت صحيفة "الصن" البريطانية الشهيرة علي المباراة قائلة: "رجال مورينهو عادوا من الخلف تاركين رجال جوارديولا تائهين علي الحبال". وتابعت: "في الوقت الذي رجحت فيه التوقعات كفة البارسا، جاء رد مورينهو قاسياً بتسجيله ثلاثية، وعلي الرغم من أن العيون كانت موجهة إلي النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ولكن يبدو أنه لم يأت من الكامب نو". وعلقت صحيفة "سبورت بيلد" الألمانية علي المباراة قائلة: "الإنتر هزم من لا يقهر ليخطو خطوة كبيرة في طريقه إلي نهائي البطولة الأوروبية". واستمرت: "نجح المدرب العبقري مورينهو في إيقاف ميسي تماماً الذي تسبب في صداع كبير له قبل المواجهة، وجعله يبدو وكأنه خارج المباراة تماماً". وقالت صحيفة "انتينا الإيطالية": "مورينهو أباد الفريق الكاتالوني في مباراة مثيرة". وفي المباراة الأخري أنقذ الهولندي آريين روبن بايرن ميونيخ الألماني من الفخ الذي نصبه له ليون الفرنسي وسجل فريقه الوحيد (10)، في المباراة التي جرت بينهما علي ملعب أليانز أرينا في ذهاب نصف النهائي من المسابقة. وسجل روبن هدف المباراة الوحيد في الدقيقة ال 69 من تسديدة رائعة علي يمين الحارس الفرنسي. وتعد هذه النتيجة جيدة للغاية للفريق البافاري قبل الانتقال الأسبوع المقبل لملعب جيرلاند لخوض مباراة الإياب، بعدما عاني من طرد نجمه وصانع ألعاب بلال ريبري بعد تدخل عنيف مع أحد لاعبي ليون فنال علي أثرها البطاقة الحمراء مباشرة في الدقيقة ال 37 . ولكن الكفة توازنت من جديد في الدقيقة 53 حينما طرد الحكم روبرتو روسيتي لاعب وسط ليون جيريمي تولالان بعد حصوله علي إنذارين في أقل من ثلاث دقائق. وأهدر أصحاب الأرض عددا كبيرا من الفرص كان كافيا بحسم التأهل إلي اللقاء النهائي في مدريد فيما بادل ليون منافسه الهجمات علي فترات متباعدة من المباراة. وعاني النجم الفرنسي خلال الأيام القليلة الماضية من فضيحة أخلاقية بإقامة علاقة مع فتاة قاصر واعترف اللاعب بها، ومع طرد اللاعب فإنه لن يتمكن من خوض المباراة النهائية علي ملعب سانتياجو برنانبيو في حال تأهل الفريق لتلك المباراة.