كثيرون لا يعتبرون البرادعي سياسيا. ومعهم حق، فالعمل بمؤسسات الأممالمتحدة لا يضفي علي كل شاغليها هذه الصفة. ثم ان وصف البرادعي بالموظف الدولي ليس تقليلا من شأنه، ولا الاعتراف بهذا يمكن أن يكون سببا في خجل الذين يحجون الي فيللته، وعلي كل ضامر ياتين من كل فج عميق. لي قريبة تعمل باليوينسيف، وتتقن الاسبانية والفرنسية والإيطالية، إضافة لدكتوراة في الاجتماع من الجامعة الامريكية بالقاهرة، لكنها لا تعرف عن الاحزاب المصرية شيئاً. أما أبوها الذي وصل هو الآخر لدرجة مندوب دولي مفوض بمنظمة اليونسكو، فقد توقفت معلوماته عن «الوفد» عند اللحظة التي ضرب فيها نعمان جمعة النار في حوار حزبي مع معارضيه بشارع بولس حنا. المشكلة في الجوائز الدولية، أو ربما العلة في نوبل، فهي التي حفزت البرادعي علي القفز بمظلة فتحت متأخرا، علي معترك السياسة المصري من النمسا، وهي التي هيأت لاحمد زويل «اللت والعجن» عن استراتيجياته لتطوير التعليم، والحلول، والممكن والمفروض خلال اجازاته.. أياما معدوات - سنويًا - بالقاهرة. د. عبدالحي عبيد أمين وطني حلوان حكي لي عن حضوره لقاء لمسئولين مصريين اجتمعوا بزويل قبل بدء حملاته ب«مكبرات الصوت»، عما أسماه وقتها بالرغبة في تسخير مجهوداته لخدمة ابناء بلده اعترافاً بالفضل. قال عبدالحي: عرضنا عليه كل شيء، وفرنا كل ما طلب، وخصصت له أراضٍ مجانية لأكاديمية علمية اقترحها، ثم فوجئنا به يعود للولايات المتحدة دون اعتذار.. وبلا وعد بلقاء آخر، وبلا سبب. في رأي د. عبيد أن هناك من وعد زويل بتمويل مشروعه كنوع من الدعاية ثم خلا به، في الوقت الذي أرضي زويل غروره بكم البروباجندا التي احاطت «مشروعه الوهمي» دون ان يتكلف شيئا، فغادر لأمريكا بعد لقاءات متفرقة مع يسرا والهام شاهين وفيفي عبده، نشرتها الصحف، وبثتها القناة الثالثة.. والله يحب المحسنين! جورج اسحق سأل سيد عبدالعال امين حزب التجمع عن موقف حزبه من البرادعي، فناور الاخير بكلام عن ان التغيير ليس غرضاً في حد ذاته، وقال: الأهم من التغيير، هو الذي سوف يأتي به التغيير، والمشكلة ان معظم المطروحين للتغيير، لا يؤهلون لتغيير حقيقي. رغم انتماءاتنا المختلفة، فأنا انتمي للحزب الوطني بشدة، وهو ينتمي لحزب التجمع بمواريث تاريخية، إلا اننا اتفقنا علي رأيه في «تغيير البرادعي» في الوقت الذي يبدو فيه الرأي نفسه الاقرب لمعظم الاحزاب المصرية، التي طالب البرادعي اعضاءها بالانضمام لجمعيته، رغم ان الاوقع أن ينزل هو من عليائه، فيختار واحداً منها، ليملأ استمارة عضوية!