هما زهرتان مصريتان لم تتجاوزا السابعة عشرة من عمريهما جمعهما حب الابتكار والاختراع فكلتاهما تهوي القراءة والاطلاع وتعتبرهما زادها الذي لا تقوي أن تعيش بدونه، عندما علمتا الحقيقة الصعبة بأن خمس ألغام الحرب العالمية الثانية توجد في صحراء مصر الغربية وتقتل وتشوه الآلاف جمعتا قواهما العقلية من أجل العمل علي حل هذه المشكلة، هما يار الشرقاوي وبسمة وليد الشناوي الطالبتان بالجامعة الأمريكية صاحبتا مشروع اكتشاف الألغام عن طريق النباتات. تشير بسمة إلي أنهما فكرتا في البحث عن وسيلة رخيصة للتخلص من هذه المشكلة الخطيرة التي تعوق الاستثمار في صحراء سيناء، فوجدتا ضالتهما في نبات «أذن الفار» واسمه العلمي «أرابدوبيس تاليانا» وهو نبات بذوره زهيدة الثمن ومتوفرة بكثرة في دول البحر المتوسط وتسهل زراعته بواسطة الطائرات الهليكوبتر في منطقة الألغام، حيث يتغير لونه من الأخضر إلي الأحمر بسبب حساسيته الشديدة لغاز ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث من الألغام. توضح يارا أن طبيعة هذا النبات الجينية يسهل تعديلها بحيث تزيد حساسيته من غاز ثاني أكسيد النيتروجين ليتحول لونه في وقت أقل. لتميز المشروع خاض منافسة شرسة مع 450 مشروعا علميا آخر في معرض «آي سوويب» لعام 2010 الذي أقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية واستطاع اقتناص المركز الثاني من بين 60 دولة في العالم بخلاف 40 ولاية أمريكية. كل ما تحلم به يارا وبسمة هو تنفيذ هذا المشروع علي أرض الواقع بأيد مصرية مؤكدتين علي رفضهما العديد من العروض الأجنبية للاستفادة منه وتطبيقه عملياً.