حقق رامي عياش انتعاشة غنائية في سوق الحفلات الفنية بمصر بعد أن تجاوزت إيرادات الحفل الذي أحياه بفندق «فيرمونت» كل إيرادات الحفلات التي أقيمت من بداية 2010 حتي الآن، لذلك كان لحفل رامي عياش الذي أقامه أحد نوادي الروتاري مذاق خاص أولاً لأنه حفل خيري لخدمة الصالح العام وثانياً لأن أيادي الخير قد امتدت للمشاركة بلا حساب حتي وصلت الإيرادات إلي 2 مليون جنيه يمكن أن نرصد مصادرها علي النحو التالي: مليون جنيه هي قيمة التذاكر المباعة حيث وصل سعر التذكرة في حده الأقصي إلي 750 جنيهاً، بالإضافة إلي دخول مجموعة كبيرة من الرعاة الرسميين، بالإضافة إلي تبرع رامي عياش بأجره كاملاً، أما المفاجأة الأكبر فهي أن المليون جنيه الثاني قد تبرع به أحد رجال الأعمال، والذي رفض أن يذكر اسمه في نوع من إنكار الذات، وكل ذلك هيأ للحفل كل عوامل النجاح وخاصة بعد أن دخل رامي عياش إلي المسرح وسط عاصفة من التصفيق وإن كانت قد ظهرت علي وجهه علامات الخجل بعد أن تم تقديمه علي أنه صاحب أجمد أغنية في 2010 والحصان الرابح في سباق النجاح، وكان رامي شديد الذكاء لأنه استغل حب الجمهور للديو الذي أداه مع الفنان والمطرب الشعبي أحمد عدوية وبدأ يغني للناس الرايقة بكل ما يملكه من حضور فني وقدرة عالية علي الأداء وظهرت قدرته علي جذب انتباه الجمهور وجعلهم مشدودين طوال الوقت لما يقدمه من أغنيات وحركات إلا أن الجميع قد اكتشفوا في وجوده علي المسرح جانباً مهماً، وهو الرغبة الصادقة في إسعاد الناس ولم يكن خافياً علي أحد أنه يمتلك نوعاً من السيطرة علي أدائه الطربي ومن خلال الفرقة الموسيقية المصاحبة له لأنه انتقل من أغنية إلي أخري بشكل سلس ولم يمنعه ذلك من توزيع اهتمامه بالجمهور وكأنه يغني لكل فرد منهم بشكل خاص وظهر ذلك من خلال أجواء التفاعل بينه وبينهم فبالإضافة إلي استمتاعهم بصوته وسعادته باحتفائهم به تم إلقاء الورود عليه وهو يغني مما جعله يلتقط بعض الأزهار ويلقيها علي الجمهور كعربون للمودة والصفاء والإخلاص. رامي عياش أكثر المستفيدين من هذا الحفل لأنه إذا كان قد تبرع بأجره كاملاً فإنه حصل علي ثروة هائلة من حب الناس، ولا أكون مبالغة إذا قلت إن رامي عياش قد نجح في بناء جسور من التواصل بينه وبين الجماهير المصرية بنفس الطريقة الذكية التي كان يطبقها وديع الصافي وفريد الأطرش والسر وراء هذا الحب المتبادل أنهم كانوا يخترقون القلوب مرة واحدة، وهذا ما فعله رامي لأنه جاء إلي هذا الحفل ليغني وليس طلباً للشهرة أو جنياً للمال أو حتي لإبرام صفقات وتعاقدات وعندما تتوحد نبضات الصدق الفني بين المطرب والجمهور لابد أن تكون النتيجة أروع الحفلات.