ما بين مطالب بعض قوي المعارضة السودانية بتمديد مدة الانتخابات واخري بالوقف الفوري لها، واصل الناخبون في كافة انحاء السودان أمس الادلاء بأصواتهم في ثاني ايام الانتخابات وسط انتقادات علي بنطاق واسع. وأقرت المفوضية القومية للانتخابات بحدوث بعض «الأخطاء الفنية التي صاحبت توزيع بطاقات الاقتراع الي بعض المراكز الانتخابية بالخرطوم حيث جري الخلط في توزيع بطاقات الاقتراع». وأضافت ان «خطأ فنيا قد حدث في رموز مرشحي ولاية النيل الأبيض وسط السودان وقامت المفوضية بإعادة طباعة هذه البطاقات وسيتم تعويض الوقت الضائع للانتخابات في هذه الولاية بزيادة ساعات الاقتراع خلال اليومين القادمين». بدورها، نددت الحركة الشعبية لتحرير السودان بما اعتبرته تجاوزات شهدها اليوم الاول من الانتخابات مطالبة بتمديد عملية الاقتراع اربعة ايام اضافية. وقال سامسون كواجي مدير حملة سلفا كير زعيم الحركة الشعبية «لقد رصدنا تجاوزات عدة اليوم اذا هو يوم غير محتسب. لقد وجهنا شكوي الي مفوضية الانتخابات نطلب فيها تمديد عملية الاقتراع من ثلاثة الي سبعة أيام». من جانبه، قال مبعوث الجامعة العربية للسودان السفير صلاح حليمة ل «روز اليوسف» من الخرطوم «ان المفوضية لاحظت بعض الاخطاء الفنية في كشوف الناخبين واللجان، اضافة الي الاقبال الكبير من قبل المواطنين علي الادلاء بأصواتهم ما ادي بالمفوضية الي اتخاذ قرار بمد الانتخابات يوما آخر. وأكد حليمة انه حتي الآن لم تحسم مؤشرات المرشحين للفوز في انتخابات الرئاسة وان كانت توقعات القوي السياسية ترجح فوز الرئيس الحالي عمر البشير. في الوقت ذاته، أكد تحالف منظمات المجتمع المدني للانتخابات خلال مؤتمر صحفي ان مراقبيه لاحظوا تجاوزات في العديد من المراكز. وفي غضون ذلك طالب المرشح الرئاسي للحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر بجانب 6 مرشحين آخرين، بينهم 4 مستقلين انسحبوا من السباق الانتخابي الحكومة بالايقاف الفوري لعملية الاقتراع وتأجيل الانتخابات واعتبروا ان المفوضية القومية للانتخابات فشلت عمليا في اداء مهامها بعد رصدهم عددا من التجاوزات والخروقات وعدم التزام المفوضية بالقانون. وأكد حاتم السر في مؤتمر صحفي ان التجاوزات التي رصدها المرشحون في الانتخابات تكفي لتأجيلها واصفا العملية الانتخابية في يومها الاول ب «الهرجلة» وانها لا يمكن ان تأتي بتحول ديمقراطي. فيما وصف المرشح الرئاسي كامل ادريس ما يحدث في الانتخابات بانه صدمة وفوضي وهدد بالانسحاب. واضاف ان الانتخابات «فشلت في يومها الاول، وكان الامر محبطاً». الي ذلك حمل القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ابو بكر عبدالرازق المفوضية القومية للانتخابات مسئولية ما يجري «من ارباك مقصود» متهما اعضاء المفوضية بالعمل تحت امرة المؤتمر الوطني الا ان المراقبين الدوليين اعتبروا الاخطاء التي وقعت في بعض ولايات السودان لا ترقي الي مستوي عرقلة العملية الانتخابية. وقال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ان العملية الانتخابية تسير سلسة حتي الآن، رغم بعض المعوقات الصغيرة التي شابتها.