ما مصير اللغة العربية الفصحي في عصر المعلومات؟ وهل تراجعها يؤثر علي وحدة المجتمع العربي؟ وما مصير شخصية النشء بعد الهبوط باللغة لمستوي اللهجة واستبدال الفصحي بلغة الشارع واستخدامها لأساليب تعبير ركيكة؟ هل كان للمدرس دور في التراجع اللغوي في وسائل الإعلام؟ وما الدور المنتظر من المدرسة ووسائل الإعلام للحفاظ علي اللغة العربية وإعادة ارتباط الفرد بها؟ كانت هذه بعض الأسئلة التي طرحتها الباحثة ابتسام عبد التواب تحت عنوان «الابعاد التربوية للشفاهية والكتابية في عصر المعلومات»، «مؤتمر الثقافة العربية بين الشفاهية والكتابة»، وأكدت أن اللغة هي وسيلة اتصال بين أفراد المجتمع. وأضافت: يعيش العالم عصر المعلومات، وهو ما أثر علي اللغة العربية فدخلت عليها تعبيرات شفاهية تكتب كما تنطق، وألفاظ ليس لها جذر عربي معجمي، لتظهر الشفاهية كلغة مكتوبة علي حساب اللغة التقليدية المكتوبة، وتزيل المسافة بينهما. كان من أهم الأبحاث التي نوقشت في المؤتمر الذي شارك فيه 48 باحثا من الجامعات المصرية والعربية والأجنبية: هو "الفكاهة والعنف" الذي قدمته تغريد حسن من مصر، وقالت فيه: ظاهرة الفكاهة والضحك سمه من سمات الطبيعة الإنسانية، تضاف إليها القدرات والميول الفكاهية، وتميز المصريون بالفكاهة و"الظرف" والأدب المصري يشهد علي ذلك من العصر الفرعوني حتي العصر الحديث. كما ناقش أحد الأبحاث الذي حمل عنوان "بناء النكتة وسياقات الاستخدام" قدمه حسام أحمد فرج عن كيفية بناء النكتة لغويا وسياقيا. وتناولت عزة شبل محمد "آليات صنع الكوميديا في النص الشفاهي" واتخذت مسرحية "قهوة سادة" نموذجا حيث قالت إن الفن الدرامي أقدم الفنون الأدائية التي عرفها الإنسان، وهناك حقيقة مهمة لا يمكن إغفالها وهي أن المحك الحقيقي للنص الدرامي هو خشبة المسرح فقط، ولا يكتمل إلا بالأداء علي خشبة المسرح، ونبهت عزة شبل إلي ضرورة الالتفات إلي أهمية لغة الجسد Body language ودورها في تشكل النص الشفاهي باعتبارها عنصرا مميزا وأساسيا للكشف عن بناء الكوميديا في المسرحية. وفي ختام فعاليات المؤتمر، خرج المشاركون ببعض التوصيات وهي: السعي وراء انعقاد المؤتمر سنويا، وتوجيه الاهتمام نحو القضايا المهملة في اللغة العربية مثل لغة الإعلام ومشكلات اللغة في العالم العربي والمناطق الغامضة في الآداب ما قبل الكتابية والاهتمام بتفعيل دور مجامع اللغة العربية ليكون لها تأثير في دراسة اللغة العربية، بالإضافة للتوصية بأن يكون موضوع المؤتمر العام المقبل أحد هذه الموضوعات: "اتجاهات تأريخ الأدب العربي"، أو "مستقبل الدراسات الأدبية واللغوية" أو "الدراسات الأدبية واللغوية في عصر المعلومات".