بقلم: يوسى ملمين ترجمة : إسلام عبدالكريم عن هاآرتس الإسرائيلية بعد التوقيع علي اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية بين الولاياتالمتحدة وروسيا في براج ، والإعلان في بداية الأسبوع عن السياسة الجديدةلواشنطن المتعلقة بالتسليح النووي والتي تعبر عن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الخطر الكبير الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي ليس فقط من الصين وروسيا - كما كان الحال أثناء حقبة الحرب الباردة - ولكن هو الخوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي المنظمات الإرهابية، أو الدول الجامحة مثل كوريا الشمالية وإيران. وعلي هذه الخلفية، قال وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" إن في هذا النهج الجديد في السياسة النووية نجد جميع الخيارات مفتوحة لحل الأزمة مع إيران، ويمكن أن تؤيد إسرائيل أن سياسة الولاياتالمتحدة التي تشدد علي الحاجة لخفض الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم ، وعزم الولاياتالمتحدة علي عدم السماح لدول مثل ايران بالحصول علي اسلحة نووية ، ولا يجب لاسرائيل أن تقلق من المؤتمر الذي يعده أوباما الأسبوع المقبل في واشنطن حول سياسة الأمن النووي في العالم. ولكن فعليا، فإن تلك السياسات الجديدة وتلك الاتفاقية التي وقعت في "براج" قد تترتب عليهاً آثار علي إسرائيل. وتعتبر إسرائيل واحدة من ثماني دول نووية في العالم (وإذا شملنا كوريا الشمالية، فإنها ستعتبر تسعاً). وسيكون من الوهم أن نتصور أن سياسة الحد من الأسلحة النووية في العالم لن يصل في النهاية لاسرائيل. ففي السنوات الأخيرة علت الأصوات بالكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي، وليس فقط من العالم العربي بقيادة مصر، والذين يسألون لماذا يتم اتخاذ نهج الكيل بمكيالين، ولماذا لا يتدخل المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي، والتي يؤكد الجميع أن لديها أسلحة نووية. وبطبيعة الحال، فإن الخلافات حول هذه المسألة بين اسرائيل وايران واضح والفرق واضح، فإسرائيل لم تهدد أبدا باستخدام الأسلحة النووية، ولم تهدد جيرانها مثل إيران، التي أعلنت أنها ستمحو إسرائيل من علي الخريطة. فقد غض المجتمع الدولي الطرف عن البرنامج النووي الإسرائيلي لسنوات عديدة، ولم ترد إسرائيل علي المطالبات بتقديم تفسيرات، فمنذ الستينيات اعتمدت السياسة النووية الإسرائيلية علي الغموض، وعدم الإعلان عن امتلاكها للسلاح النووي، وأنها لم تكن أول من أدخل الأسلحة النووية للشرق الأوسط، ولكن دول العالم مقتنعة بأن إسرائيل لديها أسلحة نووية، ولذلك فمن الممكن أن تقوم إسرائيل الآن بذلك، وأن تكشف عن قدرتها النووية أو تفكيكه أو علي الأقل الحد منه، وهذا الطلب موجه لإسرائيل مثل توقيع الهند وباكستان والذين لم يوقعوا علي معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. فهل حان الوقت لتغيير سياسة الغموض في أعقاب التطورات الدولية الجديدة ؟ لا، ولكن ينبغي اجراء نقاش جدي حول ذلك الأمر، حتي لو لم يكن واضحاً، حتي لا تفاجأ إسرائيل في المستقبل بطلب أصدقائها وحلفائها بالإفصاح عن قدرتها النووية.