من آن لآخر تظهر علي الساحة الإعلامية لهجة حادة وهجوم شديد للبرامج التليفزيونية الليلية أو برامج «التوك شو» بذريعة تركيزها علي السلبيات وعلي كل ما يسيء للوطن من فساد وجريمة وتزوير وأنها تنظر لنصف الكوب الفارغ متناسية أي إصلاح أو تطوير مما يظهر مصر بشكل مشين في الخارج ويؤثر سلبًا علي الجاليات المصرية التي تعيش خارج مصر ويدعم هذا الرأي أننا لا نسمع عن فضائية عربية تنشر غسيل شعبها وحكومتها «القذر» علي شاشات الفضائيات، وردا علي هذه الاتهامات المستمرة يؤكد مقدمو برامج «التوك شو» أن برامجهم تكاد تكون صوت المعارضة الوحيد في الشارع المصري في ظل غياب دور الأحزاب ومسألة الإساءة لسمعة مصر أصبحت موضوعًا قديمًا ومستهلكًا وإذا كان هناك نوع من الإثارة في عرض القضايا فهي مجرد استثناءات. تقول الإعلامية درية شرف الدين - رئيسة القطاع الفضائي سابقًا: إن هذه البرامج أصبحت وسيلة لنقل نبض الشارع المصري الذي لم يكن صوته مسموعًا حيث وجد الشعب في هذه البرامج العصا السحرية لكي يتحدث عن همومه ومشاكله والقضايا التي تمثل عصب مجتمعه وعلي الجانب الآخر تمثل عامل ضغط علي الحكومة لكي تستجيب لكن علي النطاق الخارجي فلدي بعض التحفظات وهي أن هناك بعض المشكلات لها خصوصية شديدة جدا وبالتالي يكون مكانها الطبيعي في الإعلام المحلي والقنوات الأرضية وليس الفضائيات حيث تعد كنوع من المحاكمة للمسئولين لكن للأسف القنوات المحلية لا تقوم بواجبها في هذا المجال. وتؤكد المذيعة مي الشربيني مقدمة برنامج «بلدنا» علي قناة «OTV» أن كثيرًا من المسئولين المصريين يتقبلون النقد في الإعلام العربي والغربي ولا يتقبلونه من الإعلام المصري لأنهم تعودوا علي كلمة نعم وحاضر وإذا كنا كإعلاميين لا نعرض إلا السلبيات فهذا غير صحيح لأننا دائما نقول ما تفعله الحكومة وإذا كان هناك مشكلة ما ويأتي عليها رد من المسئولين نعرضها في الحال ونشكرهم علي الاستجابة.. وتضيف مي الشربيني أن الإثارة في عرض القضايا مجرد استثناءات حيث لدينا معايير محددة في استعراض القضايا والمشكلات ويكفي أننا نقلنا إحساس الفرد بالمشكلة من كونه إحساسًا فرديا إلي كونه إحساسًا جماعيا وأصبح الكثير من المسئولين والتنفيذيين بيعملوا لنا ألف حساب. شريف عامر - مقدم برنامج «الحياة اليوم» يشير إلي أن الجاليات المصرية التي تعيش في الخارج تتعرف علي أحوال بلدهم من خلال برامج «التوك شو» ومسألة أننا يجب أن نخفي عيوبنا بحجة سمعة مصر كلام غير منطقي لأن الإنسان ينزعج أكثر عندما يري صورته أمام نفسه وليس أمام الآخرين بالإضافة أن الصحافة والإعلام بشكل عام وفي جميع أنحاء العالم ترصد ما تفتقده المجتمعات وليس ما تملكه المجتمعات علي افتراض أنه لدينا كوب نصفه فارغ ونصفه مملوء فمهمتي كإعلامي رصد الجزء الفارغ ومهمة الحكومة هي أن تملاء النصف الفارغ وتلبي احتياجات الشعب. أما سيد علي مقدم برنامج «48 ساعة» فيؤكد أن برامج «التوك شو» أصبحت هي القنوات الشرعية الحقيقية التي تعبر عن هموم الناس وآلامهم ومشاكلهم اليومية وغير مطلوب منها أن تكون نسخة طبق الأصل من التليفزيون الحكومي أو من الصحافة القومية فالمعيار الأساسي لمعظم هذه البرامج هو النزول للشارع والتعرف علي المشاكل الحقيقية المخفية عن الصحافة والإعلام الحكومي.