كان ويليام كوانت الملقب بمهندس اتفاق السلام بين مصر واسرائيل والدبلوماسي الأمريكي0 المخضرم آرون ديفيد ميلر من بين المشاركين في الحلقة النقاشية التي نظمها معهد الأبحاث الذي يمول من الكونجرس. وفي تصريحات خاصة ل"روزاليوسف" من ولايتي فيرجينيا وواشنطن، قال كوانت أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا وعضو مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقا ان معاهدة السلام بين مصر واسرائيل كانت جيدة لكلا الطرفين، مشيرا إلي أن الحديث عن أي الطرفين خدمته المعاهدة أكثر لا يخدم السلام. ولفت إلي أنه لو لم تكن المعاهدة مفيدة للجانبين لما استمرت طوال هذه الفترة. وحول استمرار حالة السلام بين مصر واسرائيل في المستقبل، قال كوانت لا شيء يستمر إلي الأبد لكن المعاهدة تبدو قوية بشكل كاف. بينما قال ميلر الذي عمل كمستشار للمفاوضات العربية الاسرائيلية لستة وزراء خارجية أمريكيين وعضو المجلس الاستشاري لمنتدي السياسة الاسرائيلي، ان السلام بين القاهرة وتل أبيب يقوم علي توازن المصالح موضحا ان هذا السلام هو اتفاق سياسي غيب المواجهة العسكرية وخلق مناخا للتطبيع بين البلدين خاصة أن الطرفين واءما سياستيهما الخارجية علي معاهدة السلام، لكنه من مفهوم آخر أي انه يقتصر علي غياب الحرب وليس كالسلام بين الولاياتالمتحدة وكندا أو حتي بين بريطانيا وفرنسا. واستطرد: هذا السلام جدير بالملاحظة لأنه استطاع أن يتجاوز أحداثًا كبري في المنطقة مثل مقتل السادات وهو صاحب المبادرة إلي السلام فضلا عن غزو لبنان في الثمانينيات وحرب غزة، لافتا إلي أن السلام سيستمر طالما خدم مصالح كل طرف منهما وطالما ظلت الولاياتالمتحدة تربط مصالح البلدين في عملية أشبه ب"لصق المصالح"، مستبعدا أن يحدث سلام آخر بين العرب واسرائيل قريبا طالما لم يكن أي من الطرفين مستعدًا لدفع الثمن. واستبعد ميلر ظهور سادات آخر في المنطقة وقال ان ذلك غير متصور لأنه كان عملة نادرة، قائلا انه حتي اذا ظهرت قيادات عظيمة فان عليها أن تكون مدركة للثمن الذي ستدفعه مقابل السلام كما سيتعين وجود شركاء علي الجانب الآخر يستطيعون الارتقاء لهذا المستوي من التفكير والتخطيط. وأشاد ميلر بالسادات الذي وصفه بأنه كان "قائدا قويا" وبالرئيس حافظ الأسد وكذلك الملك حسين وعبد الله بالأردن، الا انه يري أن الرئيس محمود عباس لا يستطيع صنع السلام لأنه يقود جزءا من فلسطين رغم أنه قائد شجاع. ورأي كوانت انه من الصعب أن يسود شعور قوي بالتفاؤل تجاه ادارة باراك أوباما، موضحا ان أوباما بدأ عهده برؤية واضحة لكنها أصبحت ضبابية الآن. وأبدي أسفه لوجود أطراف عربية عديدة مستعدة للتوصل لاتفاق سلام في الوقت الذي يحكم اسرائيل رجل أبعد ما يكون عن صانع السلام هو بنيامين نتانياهو. وأضاف كوانت انه يدعم التسوية الفلسطينية وانه يتعين البحث عن صيغة لادخال حماس تحت مظلة المفاوضات، مشيرا إلي أن الايديولوجيات لا تتغير بين يوم وليلة، لكن هناك مؤشرات علي أن حماس تتعامل بنهج واقعي مثل موافقتها علي التهدئة مع اسرائيل. وعن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي الأخير حول المستوطنات، قال كوانت إن الخلاف لم ينته بعد ولهذا يصعب تقييمه، معربا عن تأييده لموقف أوباما الحازم ضد اسرائيل في قضية المستوطنات.. قائلا "لا يجب أن يتنازل". أما ميلر فاعتبر ان مشكلة السياسيين العرب والاسرائيليين هي أنهم مأسورون لسياساتهم وليسوا صانعين لها، وهو ما يجعل الدور الأمريكي صعب. وقال إنه يجب أولا وجود قادة لدي الطرفين يمكن لواشنطن التعامل معهم بحزم وعدل وتفهم لاحتياجاتهم. وأبدي ميلر تشاؤمه من الوضع الحالي في الشرق الأوسط الذي وصفه ب"الفوضوي" لا تعرف فيه الخطوة الأولي التي يجب اتخاذها، قائلا إنه لم يشعر بالتفاؤل عند قدوم أوباما الي البيت الأبيض لأنه يدرك مدي تعقيدات المنطقة. وأضاف إن غياب الشعور بأهمية ايجاد حل سريع للصراع هو مشكلة في حد ذاته. وأوضح ان اسرائيل منقسمة علي نفسها والعرب غاضبون وينقصهم الديمقراطية وحقوق الانسان التي تمثل تشتيتا لعملية السلام خاصة أن بعض الأنظمة العربية استخدمت القضية الفلسطينية قبل ذلك لتجنب التغيير. وأضاف إنه في كل مرة تحدث انفراجة في المباحثات العربية الاسرائيلية تندلع حرب أو يحدث ما يعكر هذه الأجواء. وحول فصله الخاص بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط الذي يتضمنه كتاب السادات، ذكر ميلر انه كتب مواصفات المفاوض الأمريكي الناجح ضاربا أمثلة بوزيري الخارجية الأمريكيين هنري كيسنجر وجيمس بيكر والرئيس الأمريكي جيمي كارتر. وأضاف إن شروط نجاح الدور الأمريكي في المفاوضات تتضمن وجود وزير خارجية يملك مهارات التفاوض ويكون مدعوما من الرئيس الأمريكي وأن يضع عملية السلام علي رأس أولويات السياسة الخارجية الأمريكية وأخيرا ألا تستخدم واشنطن قوي صغيرة وفق مصالحها اذا لم تكن علي استعداد لدعمها، وبناء علي المعطيات الحالية، فإنه لا توجد مادة خام جيدة يمكن البناء عليها.