حين تري أن هناك ظلمًا بيناً ومكشوفًا يقع علي أحد لا يجب أن يكون رد فعلك: وأنا مالي!.. ولا يعقل أن تري هذا الظلم بعينيك وتستمتع أن تلعب دور «شاهد ما شافش حاجة»! والعبد لله شاف كل حاجة مع الملايين يوم الخميس الماضي.،. شفنا كيف ظلم الحكام إنبي.. وجعلوا الأهلي يفوز.. بالعافية! فعلاً.. خسر إنبي بشرف أمام الأهلي حامل اللقب.. «الأحمر» لم يكسب هذه المباراة بمفرده.. من أول المباراة كان باين إنه «في حاجة لصديق». فوجد ثلاثة أصدقاء (في وش العدو) مش صديق واحد.. الحكم سمير عثمان ومساعداه ناصر عباس وأشرف متولي! إنبي لعب أحسن ولاعبوه كانوا الأفضل.. ولكن السادة الحكام الظالمين لبسوا - مع سبق الإصرار والترصد - الفانلة الحمراء وأصبحوا شياطين(!!) مع الشياطين الحمر اللي ماكانش اليوم ده يومهم.. ولكن بفعل الحكام كانت النتيجة الظالمة هدفين للشياطين وهدفًا واحدًا للملائكة.. اقصد إنبي الذي لم يحتسب له طاقم الحكام هدفين آخرين غير مشكوك فيهما بالمرة.. ولكنه الأهلي الجبار.. أو بعبارة أخري الأهلي المفتري.. وإنبي المفتري عليه! أنا أهلاوي حتي النخاع، وعضو عامل بالنادي منذ عشرين عامًا.. ولكن الحق وشرف الكلمة يقتضيني أن أقول ما لم تقله ملايين الأهلاوية.. الأهلي انتزع فوزًا صعبًا وأداؤه كان ضعيفًا.. وجهازه الفني مازال لسه بدري عليه.. سامع يا كابتن حسام يا بدري! أنا أهلاوي من صغري ولكن كلمة الحق تجبرني أن أعترف، كواحد كان بيلعب كورة وبيفهم في أصول وقواعد اللعبة، أن إنبي المكافح خسر بشرف أمام الأهلي حامل اللقب.. وأن أعترف بأن إنبي كان الأفضل في هذه المباراة التي لم يقدم فيها الأهلي العرض الذي كانت الملايين من عشاقه تنتظره منه سيما أن أبو تريكة كان بيلعب وأحمد حسن كان بيلعب.. ما كانش فيه حد من نجومه غايب أو ما بيلعبش! ويبدو أن سمير عثمان وزميليه لما شافوا إنبي بيهاجم من أول دقيقة وماسك الماتش ومش خايف ولا مرعوب من الشياطين اللي ما كانوش في اليوم ده شياطين ولا حتي ملايكة.. الحكام التلاتة طقت في دماغهم يحرموا إنبي من التسجيل في الشوط الأول، وكانت حجة الحكام المساعدين هي التسلل.. مرة لما سحب أحمد عبدالظاهر لاعبي الأهلي أحمد السيد وأحمد علي وكان هو والجون.. والمرة الثانية لما صفر الحكم سمير عثمان وحسبها أوفسايد علي ديفونيه نجم هجوم إنبي.. ارتكب الحكام هذه الأخطاء (عمدًا) فقد كان ظاهرًا أن لا ديفونيه كان أوفسايد ولا عبدالظاهر كان أوفسايد.. ولكن تقولوا إيه.. حظك بقي يا أهلي.. المسئولون والوزراء أغلبهم أهلاوية و75% من ولاد البلد أهلاوية وحتي الحكام كشفت قراراتهم الخاطئة - عن عمد - عن انتماءاتهم الحقيقية. لكن إخواننا الحكام ما كانوش يقدروا يقولوا «تلت التلاتة كام» في الكورة اللي حط فيها أسامة رجب هدف إنبي الأول.. ولكنهم اشتغلوا دربكة أمام مرمي إنبي وحسبوها فجأة ضربة جزاء رغم احتجاجات نجوم إنبي المظلومين وكلنا في الملعب وقصاد الشاشة قلنا في نفس واحد: مشكوك فيها!.. سددها أبو تريكة وجاب أمير القلوب الجون.. جون التعادل (الصعب). المهم أن فريق إنبي لم ينهار بعد هدف ضربة الجزاء ولا حتي بعد هدف فوز الأهلي وهدف أبو تريكة الثاني.. فضل الحداشر لعيب ماسكين الملعب لغاية صفارة نهاية المباراة.. صورتهم كانت مشرفة طول الوقت رغم إحساسهم العميق بأن الحكام ظلموهم عن عمد وعن قصد وافتروا عليهم! ولم يكن غريبًا أو مثيرًا للدهشة أن تفرد البرامج الرياضية في القنوات الفضائية المختلفة كل الوقت المخصص لها لمناقشة هل خطأ الحكام الثلاثة كان متكررًا.. ومتعمدًا. اضطر أصحاب هذه البرامج لذلك لأن هذه القضية تهم إلي أقصي الحدود أغلب الناس الذين يجمعهم عشق الساحرة المستديرة. اليوم، بعد أن زادت أخطاء التحكيم.. وأصبحت قرارات بعض الحكام فضائح يندي لها الجبين.. لم يعد هناك مقام للسؤال: لماذا تم استبعاد حكامنا المصريين من المشاركة في تحكيم نهائيات كأس العالم؟! لست من دعاة تعليق المشانق أو إرهاب حكم الكرة ولكن ماذا نفعل مع حكم أو حكام نراهم يكررون أخطاءهم عن عمد وعن قصد؟!.. كيف نترك مثل هؤلاء هكذا بدون حساب أو عقاب يرتكبون أخطاء قاتلة وموجعة وصارخة؟!. لست من الداعين لاستيراد حكام أجانب ولا من المشجعين علي تكريس فكرة «الخواجة».. ولكن أن يصل خطأ الحكم إلي اتخاذ قرار خاطئ متكرر.. وعن عمد.. فإن خطأ هذا الحكم يصبح آنذاك خطيئة.. وكارثة ليس فقط علي الفريق المظلوم مع سبق الإصرار والترصد.. بل كارثة خارج أسوار الملاعب.. في الاستاد.. وفي الشوارع.. في الحواري.. في كل مكان يعرف أصحابة لعبة كرة القدم. لا أقول إن سمير محمود عثمان.. الحكم ابن الحكم كان خطأه ضد إنبي متعمداً ومقصوداً.. ولكني أسأله وأنتظر أن يجيب: هل نمت يا كابتن في هذا اليوم بدون أي أرق؟!.. هل فعلت ما فعلت وظلمت فريق إنبي لأنك تخشي جمهور الأهلي.. ولأنك تخاف انتقادات النقاد وذوي الفانلات الحمراء؟!.. هل كررت أنت وزملاؤك وعن عمد نفس الأخطاء التي يقع فيها زملاؤكم الحكام المصريون؟!.. هل لو كان الطرف الآخر فريق غير الأهلي كنت ستطلق الصفارة وتحسب ديفونيه وأحمد عبدالظاهر «أوفسايد»؟! زمان أيام عمنا الكبير قوي نجيب المستكاوي كان ناقدنا الأشهر يعطي درجات للفرق والحكام والجمهور.. ولست أشك أنه لو كان المستكاوي الكبير بيننا الآن لمنح الحكم صفراً.. ومساعديه صفراً أيضاً. ربما كان جائزاً أن يضع البعض عندنا جذاباً لهذه القضية المثيرة التي تشغل بال كل الناس في البيوت.. ربما لا يكون «الفساد في التحكيم للركب» مصطلحاً يتخاصم مع واقع ما يجري داخل لجنة الحكام في أرقام الجبلاية.. ولكن أعتقد أن القول الفعلي هنا أن الحكم ليس ملاكاً يهبط علينا من السماء.. الحكم بشر نعم.. يخطئ «ماشي».. ولكن أن يخطئ عن عمد وعن قصد فذلك هو «اللي مش ماشي»!.. الله يرحم حسين إمام وعلي قنديل ومصطفي كامل محمود.. ويرحم أيام حسين فهمي ومحمد حسام.. اتعلموا منهم ياحكامنا.. شوفوا الصح فين واعملوه.. مش تعملوا الغلط.. وكمان تكرروه.. مش كده ولا إيه؟!