ذكرت تقارير صحفية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أمس أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدرس الامتناع عن استخدام حق النقض «الفيتو» إذا أجري مجلس الأمن الدولي تصويتا علي بناء وحدات استيطانية إسرائيلية في القدسالشرقية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية نقلاً عن دبلوماسي قطري أن السيناريو الذي يتطلب امتناعًا أمريكي فيا حالة التصويت علي استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي كشف عنه الأسبوع الماضي في باريس أثناء محادثات بين مسئولين أمريكيين وقطريين. يأتي ذلك فيما جدد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان رفضه المطلق للمطالب الأمريكية بوقف أعمال الاستيطان في القدسالشرقية معتبرا هذه المطالب بأنها «غير معقولة». وأعرب ليبرمان في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أمس عن ثقته بنجاح المساعي الإسرائيلية لإقناع واشنطن بالعدول عن هذه المطالب لكنه أكد ضرورة الإصرار علي رفضها ولو بثمن باهظ. في غضون ذلك أعربت مصادر سياسية في إسرائيل عن اعتقادها بأن المطالب التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماعهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض تنذر بنية أمريكية لفرض اتفاق الوضع الدائم علي إسرائيل والفلسطينيين خلال عامين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر قولها إن المطالب المذكورة تحمل في طياتها تحولا دراميا في السياسة الأمريكية إزاء إسرائيل وأشارت إلي خطورة المطالب الأمريكي بطرح قضايا الوضع الدائم علي بساط البحث خلال المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين المرجو انطلاقها قريبًا حيث إن الأمر يوصي باستخدام آلية تتجاوز التفاوض المباشر وتفرض علي الجانبين تسوية يصوغها الجانب الأمريكي. وزعمت مصادر في إسرائيل أن السياسة الجديدة لأوباما تخالف التزامات لإدارات أمريكية سابقة، وأن تلك الإجراءات تناقض خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لرئيس الوزراء السابق «أرئيل شارون» عام 2004، ولا تتناسق مع الخطوط التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في عام 2000، فهناك مسئولون يقدرون بأنه من المتوقع تصلب في الموقف الفلسطيني وتوجيه ضربة قاسية لعملية السلام. كما اعتبرت المصادر مراجعة الإدارة الأمريكية عدة دول أوروبية صديقة لإسرائيل وفي مقدمتها ألمانيا جزء من محاولة متعمدة لعزل إسرائيل وإخضاعها لضغوط سياسية شديدة ورجحت مصادر حكومية إسرائيلية أن تواجه إسرائيل خلافًا أكثر خطورة مع الاتحاد الأوروبي بعد الأزمة الدبلوماسية الحالية والضغوط من الجانب الأمريكي. وأشارت معاريف إلي أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي «يوسي جال» بدأ الخميس الماضي محادثات سرية مع 7 سفراء كبار منهم سفير إسرائيل بواشنطن «مايكل أورين» والسفير «رون بروسو» بلندن والسفير الإسرائيلي بفرنسا «داني شاق» والسفير بموسكو «أنا أزاري» والسفير بروما «جدعون مائير» والسفير الإسرائيلي لدي الاتحاد الأوروبي للتحضير للرد الإسرائيلي علي المطالب الأمريكية، وقال مصدر شارك في تفاصيل المحادثات إنهم يعيشون في حالة اكتئاب بسبب الضغوط الدولية التي تمارسها أمريكا علي إسرائيل، ونفي المستشار السياسي للرئيس الأمريكي «ديفيد أكسيلرود» جملة وتفصيلا أن يكون الرئيس باراك أوباما قد أراد إهانة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عندما التقي به في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي. وفي استطلاع أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أكثر من 54% من الإسرائيليين مستاءون من إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» 38% فقط راضون عن حكومته، كما أوضحت الصحيفة أن شعبية وزير الدفاع «إيهود باراك» تراجعت، كما أوضح الاستفتاء أن 56% من الإسرائيليين غير راضين عن سياسة زعيمة المعارضة «تسيبي ليفني» مقابل 34.7% راضون. وعلي الصعيد الميداني فرضت الشرطة الإسرائيلية أمس قيودا علي الدخول إلي باحة المسجد الأقصي مع البدء في احتفالات عيد الفصح اليهودي. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن السماح بدخول الموقع سينحصر في الرجال الفلسطينيين الذين تفوق أعمارهم 50 عاما ويحملون إقامة دائمة في القدس. كما شددت السلطات الإسرائيلية علي حركة انتقال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلي إسرائيل وتلقي الجيش الإسرائيلي أمس الأول الأوامر بإغلاق الضفة الغربيةالمحتلة «لدواع أمنية» بمناسبة عيد الفصح اليهودي. ودخل قرار إغلاق الضفة حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الأحد وسيعمل به حتي الثلاثاء «6» أبريل. علي صعيد آخر أعلن مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين بدء النقابة في إعداد معجم يضم الأسماء العربية الأصلية للأحياء والمواقع الفلسطينية لمواجهة المسميات العبرية المزيفة التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلي أن النقابة سترسل نسخة من المعجم لجميع الصحف المصرية علي أن يكون تسمية المواقع الفلسطينية بمسمياتها الحقيقية جزءًا من ميثاق الشرف الصحفي يعرض من يخالفه للمساءلة النقابية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بنقابة الصحفيين لمفتي القدس السابق الدكتور عكرمة صبري الذي أكد أن زيارة المسلمين الأجانب للقدس بتأشيرات من قوات الاحتلال ليس تطبيعا بينما مساوئ زيارة المسلمين العرب للقدس بنفس الطريقة أكبر من إيجابياتها.