(أم لثلاث بنات) عانت منذ بدء حياتها الزوجية، تحملت المسئولية منذ صغرها، بإيمانها وصبرها لوصول بناتها لحياة أفضل تحدت كل العقبات. إنها محروسة محمد أمين (57 عاماً) دبلوم تجارة، تزوجت وهي بنت ال15 عاماً من ابن عمتها تم خطبتها وهو مجند في الجيش ثم توصل لاخذ تصريح زواج لبضعة أيام ظلت زياراته للبيت تكاد تكون معدومة لمدة 9 سنوات حتي نهاية حرب 73 ، أحياناً لا تعلم إذا كان زوجها علي قيد الحياة أم لا ومثلت هذه البداية عبئاً علي حياتها الأسرية، كانت محروسة لابنائها الأب والأم وهي في سن صغيرة إلي أن خرج زوجها من الجيش حينها تنفست الصعداء وظنت أن الحياة تظهر وجهها الوردي من جديد تاركة المسئولية لزوجها، ولكن لم يدم ذلك إلا عاماً واحداً فقط فقد توفي زوجها بعد معاناة من مرض الدرن وهي في سن 23 عاماً تاركاً لها ثلاث بنات الأولي 4 سنوات والثانية ثلاث سنوات والثالثة شهران، لم تجد مفراً من اللجوء للعمل علي الرغم من امكانياتها الضعيفة وعدم تمتعها، بمؤهلات تعليمية انذاك حيث لم تتمتع إلا بقدر ضئيل من التعليم يكاد يصل إلي مرحلة الابتدائية فقط فضلاً عن تخلي أهل زوجها عنها والتنصل من أي مشاكل من جانبها، كما تخلت عن الزواج من شخص آخر لخوفها الشديد علي بناتها وتحطيم أحلامهم في مستقبل أفضل. لذلك ساهمت في تعليم نفسها مبادئ القص والتفصيل بجانب عملها كعاملة بجامعة القاهرة بمرتب 8 جنيهات بجانب معاش الأسرة من عمل زوجها كمجند بالجيش حوالي 4 جنيهات، تحملت مضايقات الجميع لها لصغر سنها وتمتعها بنسبة من الجمال تحدت كل ذلك حتي تستطيع أن تصل لبناتها الثلاث لمستقبل أفضل لم تنل منه شيئاً من خلال وصولهن لمراحل تعليمية مختلفة لأنه هو الداعم لهم وليس الزواج كما يعتقد البعض وفي عام 1992 فقدت والدتها بصرها وأصيبت بعدة أمراض أخري مثل هشاشة العظام وضغط الدم وغيرها كانت تحتاج خلالها لخدمة خاصة بجانب رعايتها للأطفال تحملت كل ذلك حتي تري ثمرة كفاحها في بناتها إلي أن حصلت نجاة 36 عاماً (الابنة الكبري) علي مؤهل فني وتعمل موظفة، وإيمان 35 عاماً علي ليسانس حقوق، وإحسان (31 عاماً) علي دبلوم صناعي وتعمل موظفة لم يحول العائق المالي تطلعاتها وزاد ذلك مع التفاوت المراحل التعليمة لاطفالها الثلاث، نما بداخلها حب العلم وبرغم كل المسئوليات التي علي عاتقها إلا أنها التحقت عام 1998 بفصول محو الأمية وترقت بمراحل التعليم إلي أن حصلت علي دبلوم تجارة وبذلك تمت ترقيتها في العمل إلي مشرفة بمدينة الرعاية الجامعية وتأمل في استكمال المرحلة الجامعية لكن امنيتها الملحة عليها حالياً هي زيارة بيت الله الحرام. مثلت أكبر صدمة لها عندما وجدت ابنتها الصغري ترفض حضور امتحانات الثانوية العامة وجدت حينها أن مسيرة كفاحها ضاعت هباء وحاولت معها كثيراً بالاقناع والشدة أن التعليم هو سلاح الفتاة والأمان والسند لها كما تمثل نجاحات ابنائها المكافأة المثلي لهذا التعب وعرفاناً بالجميل قدمت بناتها أوراقاً خاصة للتقديم لمسابقة الأم المثالية لوزرة التضامن الاجتماعي وفازت بلقب الأم المثالية الأولي علي محافظة الجيزة عام 2008، كما كرمها د. فتحي سعد محافظ الجيزة بمدينة الطالبات ومنحها شهادة تقدير.