امرأة قوية عزيزة النفس واجهت الصعاب وتحملت مسئولية أبنائها الأربعة بعد وفاة زوجها في الغربة وزادت الدنيا بوطأتها عليها بمرض فلذة كبدها ونور عينيها فأهدته قطعة منها وجنت ثمار تعبها بزواج بناتها واستعدادها لزواج سندها وابنها الوحيد إنها الأم المثالية مني سعد عبد اللطيف 49 عاماً ربة منزل تزوجت بعد حصولها علي دبلوم تجارة وهي عمر 17 عاماً من محمد أحمد الموظف بشركة إيديال ثم أنجبت أبناءها الأربعة وعاشت حياة هادئة مستقرة إلي أن سافر زوجها للعمل بالسعودية ثم توفي فجأة هناك إثر حادث فكان الخبر بمثابة صدمة كبيرة قاصمة لظهرها وأثر ذلك علي ساقها إلا أنها تمالكت نفسها وصمدت من أجل أبنائها وعاونها في ذلك والداها وحماتها وظلت تساند أبناءها إلي أن التحقت ابنتها الكبري شيماء بكلية الآداب وتزوجت وانجبت طفلتها هدي كما التحق ابنها محمود بكلية السياحة والفنادق أما أسماء فدرست بمعهد الصحافة وتزوجت وأنجبت طفلها ياسين، أما ابنتها الأخيرة إيمان فطالبة بالثانوية العامة.. وبعد أن اعتقدت الآم أنها شارفت علي إكمال مشوارها مع أبنائها فجأة وبدون مقدمات مرض ابنها الوحيد وأصبح بحاجة لزراعة كلية وكانت الأم أول من بادر للتبرع لفلذة كبدها لكن الأطباء حذروها من خطورة الأمر عليها وتعارض الأدوية التي تأخذها لعلاج خشونة المفاصل لديها مع أدوية الكلي إلا أنها لم تلتفت لهذه التحذيرات وغامرت بحياتها من أجل نور عينيها وتبرعت بإحدي كليتيها له عن طيب نفس واستنزف العلاج والتحاليل والعملية كل مليم تملكه ولعزة نفسها لم تطلب من أحد أي مساعدة وتكاتفت الشقيقات الثلاث مع الأم بتقليص بعض احتياجاتهن من مصاريف من أجل إكمال المسيرة وتخطي الأزمة وبالفعل انتهت الأزمة بسلام ونجحت العملية وتعافت الأم ورافقت ابنها فترة تعافيه وأصرت علي إحضار كل وسائل التسلية إليه في غرفته بالمستشفي مثل جهاز الكمبيوتر الخاص به والتليفزيون وكذلك الجرائد والمجلات اليومية وبعد أن تعافي أكمل دراسته بالكلية ثم التحق للعمل بشركة كريستال عصفور ثم حفزته والدته علي زيادة مهاراته في اللغة والكمبيوتر من مركز كيت للتدريب وبالفعل نجح في ذلك بتقديرات مذهلة لدرجة أن مركز كيت جلب له وظائف متميزة بكبري الشركات، وتعتبر الأم المثالية مني سعد ابنها الوحيد محمود سندها في الحياة الذي ساعدها في زواج شقيقتيه، وحاليا تستعد لزواجه بمن يحب، وبعد هذا المشوار استحقت مني سعد لقب الأم المثالية من إحدي الجمعيات الخيرية.