ترجمة أميرة يونس وإسلام عبدالكريم في الوقت الذي استمرت فيه المظاهرات بالجامعات المصرية احتجاجاً علي الممارسات الإسرائيلية، دخلت الأراضي الفلسطينية أجواء انتفاضة ثالثة إذ هبت الجماهير الفلسطينية في مظاهرات واحتجاجات نظمتها أمس في "يوم غضب ونفير عام" احتجاجا علي تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية إزاء المقدسات الإسلامية واستمرار محاصرة المسجد الاقصي وتدشين كنيس الخراب اليهودي بالقرب من أسوار الاقصي. وذكرت تقارير إسرائيلية متطابقة أن الشرطة الاسرائيلية رفعت حالة التأهب والاستنفار إلي الدرجة القصوي وانتشرت بكثافة كبيرة في القدس. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن أمس كان بمثابة "يوم الامتحان الكبير" في القدس بعد أن أعلنت حركة حماس "يوم غضب ونفير عام" نصرة للقدس والمسجد الاقصي. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن هناك مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في عدة أحياء من القدسالشرقية، حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين الذين كانوا يرشقون القوات الامنية بالحجارة. وألقت الشرطة القبض علي 15 فلسطينيا بينما أصيب جنديان إسرائيليان باصابات خفيفة جراء إلقاء الحجارة عليهما، وفي غزة تظاهر الآلاف من تلامذة المدارس وطلبة الجامعات في العديد من مخيمات ومدن القطاع وخرجوا في مسيرات متفرقة باتجاه مقر المجلس التشريعي. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالاجراءات الاسرائيلية في القدس وتدعو للدفاع عن المدينة المقدسة، ومنها "بالروح بالدم نفديك يا قدس" و"علي القدس رايحين شهداء بالملايين". من جانبه دعا القيادي الحمساوي محمود الزهار الفلسطينيين إلي القتال ضد إسرائيل والخروج في مظاهرات احتجاجا علي الاجراءات الاسرائيلية. في سياق متصل أعلن مكتب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أن المبعوث الامريكي جورج ميتشيل أرجأ جولته الي المنطقة التي كانت مقررة خلال أيام، وذلك في وقت أكدت مصادر أن ميتشيل ينتظر رد إسرائيل علي مطلب واشنطن بالتراجع عن قرار الاستيطان في المناطق المتنازع عليها في القدس. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية عن مسئول أمريكي قوله إن ادارة أوباما تضغط علي نتانياهو للتراجع عن الاستيطان. واعتبر الضغوط الامريكية تمثل إيماءة ملموسة للفلسطينيين وإعلانا واضحا أن كل "القضايا الجوهرية" ومنها وضع القدس سيتم ادراجها في المحادثات المقبلة. وأضاف يجب أن نحصل علي ضمانات أن مثل هذه الاشياء لن تحدث ثانية إذا لم يكن نتانياهو مستعدا لمثل هذا النوع من الالتزام فإن ذلك يثير تساؤلات حول مدي التزامه بالمفاوضات والتزامه بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقال المسئول إن ادارة أوباما تعتبر نجاح محادثات السلام إحدي الركائز الاساسية للأمن القومي الامريكي وأن أي تقصير من جانب نتانياهو في تبني المحادثات سينظر إليه بشكل سلبي وتابع إنه يقول إنه جاد بشأن خوض محادثات السلام ونحن نضع ما قال علي المحك. وفي رد مباشر أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته ستواصل أعمال الاستيطان في القدس علي غرار السنوات الاثنتين والاربعين الماضية وأنها ستواصل أعمال البناء في الضفة الغربية بعد انقضاء الشهور العشرة لتجميد الانشطة الاستيطانية. من جهته دعا رئيس الكنيست راؤفين ريفلين للوقوف بحزم ضد مطالب أمريكا وقال: لاتوجد صهيونية بدون القدس. بينما اعتبر وزير الخارجية أفيجدور لبيرمان المطالبات بوقف الاستيطان أمراً غير مقبول. أوضحت أن إدارة أوباما أرسلت لنتانياهو ثلاثة مطالب هي إيقاف خطة البناء وتقديم مبادرة واضحة تجاه السلطة الفلسطينية والإعلان عن استعداد إسرائيل لمناقشة القضايا الجوهرية. من ناحية أخري أكدت السفارة البرازيلية في تل أبيب أن الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا الذي يزور إسرائيل حالياً، رفض مقابلة وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، وذلك خلافاً لما صرح به الأخير من أنه هو الذي رفض اللقاء مع دي سيلفا.