الجسد الإنساني والطبيعة، موضوعان رأي فيهما الفنان وليد عبيد اتحادا من نوع خاص، فقدمهما معا في معرضه المقام حاليا في قاعة "بورتريه"، وضمنه أحدث أعماله الفنية في مجال التصوير الزيتي، الطبيعة في أعمال عبيد طبيعة مرسمية، نحس أن عناصرها محبوكة التوزيع والتكوين، وكأنها تتأنق لالتقاط صورة، أما الألوان فنجدها مميزة يغلب عليها اللونان الأبيض والأسود، لاعبا علي التضاد اللوني، وبينهما تكمن العديد من الدرجات اللونية، التي تغلب عليها الألوان الترابية، يبتعد خلالها عن استخدام الألوان الصريحة والصارخة، صانعا من ضربات فرشاته اللونية خطوطا تتجاور وتتقارب في توازٍ، أحيانًا يكون شديد الاستقامة، وأحيانا أخري في ليونة مؤكدًا ليونة ملمس القماش الذي يرسم عليه باختلاف ثنياته. يجيد الفنان اللعب بمستويات اللوحة layers، من خلال ترك شفافيات تساعده عليها طريقة استخدامه للألوان الزيتية، من خلال تكرار وعمل عدة مستويات تتفاوت تبعا لتتابع وتكرار وضع الطبقة اللونية، أعماله مسطحة الألوان، علي الرغم من أنها شديدة التجسيم في آن واحد، وذلك من خلال استخدام عجائن لونية سميكة يضعها الفنان بنظام الطبقات المتراكمة فوق بعضها علي مسطح اللوحة القماشي الخشن، مراعيا ملء مسام "التوال" باللون، مما يعمل علي إثراء المسطح وإضفاء نوع من التجسيم عليه. موضوعاته تنوعت بين الشخوص الإنسانية والطبيعة الصامتة التي يغلب عليها الترتيب الدرامي لموتيفات لوحاته مثل: الكتاب والساعة والتليفون القديم وغيرها، كما يتناول الطبيعة الحية من مناظر طبيعية للأشجار وغيرها، نراها موزعة بين لوحاته في إحكام واضح، بأسلوب شديد الواقعية علي الرغم من مقدار الروحانية التي تغلفها. تتميز لوحات الفنان "عبيد" بالتكوين المحكم في لوحاته، يوزع مفرداتها بشكل هندسي، ويتنوع منظوره بين المنظور العلوي والمنظور الأمامي، شخوص لوحاته نراهم متداخلين بشكل درامي مع محيطهم الذي يغلب عليه القماش الأبيض، فأحيانا ما يظهرون في حالة انفصال في التكوين وأحيانا أخري نراهم في حالة تجانس لوني يعطينا الإحساس بأنهم جميعا شيء واحد. الإضاءة في أعماله نراها أحيانا إضاءة مسرحية "موجهة" ويظهر ذلك حين تناوله للطبيعة الصامتة بالرسم، ونري إضاءته للوحة في حالة رسمه للمنظر الطبيعي إضاءة كونية مبتعدا عن تسليط الضوء المباشر-الإضاءة المثالية- علي مفردات لوحاته مما يعمل علي إضفاء مسحة جمالية عليها. عبيد حاصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير - القاهرة 1992، وسبقت له المشاركة في العديد من المعارض الجماعية والفردية.