بقاعة "المسار" أقيم معرض جماعي يضم أعمال نخبة من شباب الفنانين، اجتمعوا علي تصوير الجسد الإنساني مقتدين بلوحة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي بعنوان "corpus homanus" باعتباره أكثر الأعمال الفنية اكتمالا التي صورت جسد الإنسان، حيث تتناول قانون الجسد في حركاته المختلفة ونسب أعضائه إلي بعضها، خاصة وأن الجسد موضوع ثري تناوله الفنانون التشكيليون منذ بداية الخليقة. الفنانون قدموا في المعرض الجسد برؤية معاصرة، كل فنان بخامته الأثيرة، وشارك في المعرض الفنانون: إبراهيم الدسوقي وكريم القريطي وسامح إسماعيل وسامي أبو العزم في مجال التصوير، والفنان هيثم نوار في مجال الرسم، والفنان عصام درويش في مجال النحت، والفنانة نرمين همام في مجال التصوير الفوتوغرافي. قدم الفنان ابراهيم الدسوقي أعمالا فنية أبطالها من النساء، صورهم بأسلوبه شديد الواقعية من حيث تقديمه لنسب الجسد، فقد التزم بدقة التشريح، وغلب علي نسائه وضع الوقوف معطين ظهورهن للمشاهد، وعدد منهن في أوضاع مختلفة نوما، وان انطبق عليهم جميعا الالتزام بالتكوينات التقليدية لتكوين اللوحات، فقد تناول شخصياته النسائية بقدر كبير من التجسيم المسطح في آن واحد، من خلال الاهتمام بالشكل "form"، مع الاحتفاظ بقدر كبير من التسطيح للكتل، وقدم أعماله بالألوان الزيتية مهتما بتصوير الأضواء والظلال الخافتة، مع خلفيات يغلب عليها التسطيح، من خلال كتل لونية علي أشكال هندسية مستطالة، وغلب علي ألوانه التبسيط والتي تراوحت بين الأبيض والأسود وبينهما درجات متعددة من اللون الرمادي، بالإضافة إلي قليل من الألوان الموزعة علي ملابسهم. استخدم الفنان أسلوب "الكشط" مستغلا ملمس الخلفية للتأكيد علي الشكل. وفي مجال التصوير أيضا قدم الفنان سامي أبو العزم أعمالا شديدة الواقعية لشخوص نسائية اهتم فيها بإظهار التفاصيل، في محاولة منه للتأكيد علي تمكنه من استخدام التقنية، كما حمّل أعماله نوعا من الفكر الفلسفي الذي يدعو للتأمل بالإضافة إلي الطابع الرومانسي، فقد عنون لوحاته بعناوين مثل "الحنين"، وعبر عنها بخامتي الألوان الزيتية والمائية. أما الفنان الشاب كريم القريطي فقدم أعمالا في مجال التصوير متناولا الجسد الإنساني في حركاته وأوضاعه المختلفة، صانعا من تكرار حركات الجسد مكونات لوحاته، كما استخدم الملمس في إثراء مسطح عمله الفني، وزاوج بين الألوان الساخنة والباردة في اللوحة الواحدة، وإن غلب علي عدد من أعماله اللونان الأبيض والأسود، وقدم أعماله بخامتي الألوان الزيتية وألوان الإكريليك. الفنان الشاب سامح إسماعيل حملت أعماله عناوين "الخط اليدوي" "calligraphy " حيث يبدو تأثره بدراسته لفنون الخط العربي واضحا في أعماله، فقد قام بتوظيفها تشكيليا بأسلوب فني معاصر، من خلال المزاوجة بين التصوير والكتابة بالخط العربي وبين أجساد آدمية صنعها من قوالب model"" مستخدما جلود الحيوانات والتي يظهر في بعض أجزائها عدد من العروق الدموية الطبيعية، مما أضفي عليها حسا واقعيا. وفي مجال الفوتوغرافيا قدمت الفنانة نرمين همام أعمالا فنية بطلها شخوص آدمية مصورة بعضها مصري صميم وبعضها عالمي، فقد قامت بتوظيف أبطال لوحاتها مستخدمة التقنيات الحديثة في التعديل علي الصور وصولا بها إلي ما تنوي التعبير عنه من مواضيع غلب عليها الحس الإنساني ونقل الانفعالات البشرية والمآسي. وفي مجال الرسم قدم الفنان هيثم نوار لوحاته من منطلق الجسد النسائي كلغة في حد ذاته، فقام برسم الوجه مستخدما أقلام الرصاص والفحم متناولا الوجه والجسد الإنساني بأسلوب شديد الواقعية بلونيه الأبيض والأسود، واستخدم اتجاهات خطوطه المرسومة للتأكيد علي الشكل form""، ورسم الأيدي ووجه المرأة، وتناول أبطال أعماله بمساحات ضخمة، وعمل بعدها علي تأكيد إحساس "الغرق" لشخوصه مستخدما الألوان المائية. وبأعمال نحتية تناول الفنان عصام درويش الجسد الإنساني من خلال منطقة المنتصف في الجسد الإنساني خاصة الأنثوي منه بما تحمله من انسيابية في الخطوط، ليكون التشريح الجسدي هو البطل في أعماله، وشكلها علي هيئة مسطح انسيابي واقفا كأنه جدار صلب، ثم يتحول بعدها إلي منحدر بسيط راسما "الصرة" لتكون مركزا لتماثيله، وأعماله تحمل مقدارا كبيرا من التجريد والتبسيط، نفذها بخامة البرونز والكروم المصقول، كما تناول الوجه الإنساني بنسبه التقليدية في تماثيل نفذها بخامتي البوليستر والجبس.