موهوب بالفطرة فمنذ طفولته وعيناه تري كل ما هو جميل وتصوره بمهارة لا حدود لها يعتبر الفن منحة إلهية يختص بها الله عباده المبدعين ليقدموا أعمالاً تجعلنا نقف أمامها لندرك قوة التعبير وجمال التكوين.. هو بهي الدين مصطفي فنان التصوير الفوتوغرافي الذي تجاوزت سنوات عمره السبعين عامًا لكن إبداعه وفنه مازال مستمرًا، حرص علي المشاركة في جولات التصوير الميدانية والمساهمة في المعارض الجماعية كأي شاب في العشرين من عمره فما بداخله من طاقة تنسيه آلام جسده. بدأت ملامح موهبة الفنان بهي الدين في مرحلة مبكرة من عمره في طنطا إذ كان الراديو ملهمه الأول لخياله الفني ودافعه الدائم للابتكار. التقي بهي الدين في بداياته بمجموعة من المصورين الأجانب فكان له الحظ أن يتعلم منهم أصول التصوير، ثم انتقل إلي القاهرة وهو طالب في المرحلة الثانوية وكان له الحظ أيضًا علي حد وصفه أن يعيش في حي حدائق القبة الذي يعتبره هوليوود مصر في ذلك الوقت حيث يوجد به معملان للترجمة هما (أنيس عبيد ومدام بوروسبري) واستوديو جلال السينمائي والذي تعرف من خلاله علي صديق عمره المخرج نادر جلال ومن هنا كانت البداية الحقيقية. حيث وجد بها ضالته عندما افتتح معهد السينما فكان من الدارسين بأولي دفعاته الدراسية عام 1960، ثم عمل بعد تخرجه في قسم البرامج السينمائية بالتليفزيون وكان ينتج أفلام 35 ملم ومن خلالها عمل مع مجموعة من الوجوه الجديدة وقتها ومنهم محمد عوض وحمدي أحمد وسميرة محسن. امتلك بهي الدين استديو تصوير قدم من خلاله الصور بلمسته الخاصة وكان من أشهر عملائه الشاعر أحمد رامي الذي عرف بكراهيته للتصوير ولكنه اضطر لالتقاط صورة من أجل استخراج أوراق رسمية فكانت هي الفرصة التي انتهزها بهي الدين حتي أن رامي من كثرة اعجابه بالصور كتب له ولابنه الصغير قصيدة شعر. في عام 1975 انتقل بهي الدين لمرحلة أخري من حياته إذ سافر للكويت وقضي فيها 17 عاما وكان أول مدرس للتصوير الضوئي هناك حيث تتلمذ علي يديه أجيال عديدة من المبدعين يفخر بهم، وخلال تلك الفترة كان أكثر ما جذب عينه الفنية سوق شعبي قديم يحمل الطابع التراثي يسمي سوق الزل. عقب عودة بهي لمصر عمل كفنان حر واهتم بممارسة نشاطه الفني من خلال الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي فهو مؤمن بأهمية التواصل بين الأجيال إلا أنه يري أن أغلبهم يعاني عقدة الأنا رغم أنهم مازالوا في بداية مشوارهم، كما يري أن الكاميرا الديجيتال وما تقدمه من سهولة في التقاط الصورة دون الحاجة للطبع والتحميض جعلت الجيل الجديد يدقق في الصور ولا يهتم بالقراءة لمعرفة أصول التصوير وهو أمر لا غني عنه، يري بهي الدين أن الكلمة الطيبة صدقة وأن الخالق سبحانه وتعالي خلق الجمال من حولنا لكي نستمتع به ويجب دائما رؤية نصف الكوب الممتلئ وهذا هو منبع الطاقة لديه.