احتفل قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة بالتعاون مع المجلس الأعلي للثقافة يوم الأربعاء الماضي، بمرور مائة عام علي ميلاد الدكتور شوقي ضيف. قال الدكتور أحمد درويش مقرر لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلي للثقافة، وصاحب فكرة الاحتفال: من فترة اكتشفت سارقًا كبيرًا من أساتذة الجامعة لأعمال شوقي ضيف، فقلت له أنت سارق غبي لأن أعمال ضيف مشهورة، ولا يكف الأساتذة والطلبة عن قراءتها، ولن تلبث أن يكتشف أمرك. وأدلي درويش بشهادة حول كتاب للدكتور شوقي ضيف حول تفسير القرآن، علي وشك الصدور عن دار "المعارف" قائلا: كنت في مكتبي بمجمع اللغة العربية، حين جاءني مندوب الدار فطلب منه ضيف أن يكون الكتاب علي غلاف سميك، بمجلد واحد علي ورق عالي الجودة، وبسعر 15جنيها، فرد عليه الأول قائلا إن الحد الادني للتكلفة سيكون 20 جنيها، فقال له، سأدفع الفارق من جيبي! رغبة في أن يصل عمله للقراء، حتي ولو تحمل الفارق من ماله الخاص. الدكتور حسين نصار المحقق المعروف أشار لعلاقته بالراحل قائلا: كان أستاذي في التحقيق، وساعدني علي إيجاد عمل عقب تخرجي. أما الدكتور عوض الغباري مدير مركز اللغة العربية بالكلية فأشار للمنهج الذي قدمه الراحل شوقي ضيف وقال: قدم لنا منهجا حقيقيا غير مفتعل نحتاج له فعلا، وقد كانت الثقافة الإسلامية العربية أحد المدارات التي حرص الراحل علي أن يدور في فلكها، فكشف لنا أشياء لم نكن ندركها، مثل أن ابن سناء الملك المصري، هو مؤسس فن الموشحات في مصر وليس في الأندلس، كما يشاع، وقد اتسمت أعماله بالموسوعية، ولعل السبب في ذلك، عمله في بداية حياته علي "كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني" كما أنه أنصف أعلام الشعر، وفي أواخر أيامه اهتم بتفسير القرآن الكريم. من جانبه قال الدكتور سامي سليمان الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة: هو عالم يتسم بالموسوعية، ولكن السؤال هو: ما الذي يبقي مما قدمه شوقي ضيف؟ أقول إن هذا الرجل قدم تاريخ الأدب العربي في أوسع وأشمل دراسة عن تاريخ الأدب العربي من الجاهلية حتي أواخر القرن ال18، متتبعا مسيرة الأدب العربي في معظم البقاع العربية، إلا أنه فاته رحمة الله عليه دراسة الأدب العربي الإفريقي، وهو الجانب الذي يستوجب منا العمل عليه، سؤال آخر يطرح نفسه علينا، هو هل لنا أن نحلم بشخص يقوم بمثل هذا العمل الموسوعي، والحق أن هذا غير ممكن لأن أحدا منا لا يملك لا القدرة ولا الطاقة علي متابعة السير الأدبية، أو تأمل الشعر الأوربي القديم مقارنا مع الشعر الأوروبي الحديث، أو التأريخ لعدد من المجالات النوعية في الثقافة العربية الوسيطة، لا تزال تغني الدارسين، وتلهمهم لدرجة سرقتها ونسبتها إلي أنفسهم. وأكمل: لقد كان ضيف بغاية الذكاء دون أن يعلن ذلك أو يتعمد أن يبدو نجما إعلاميا، رغم أنه قام بالرد علي تصورات المستشرقين القائلة بأن الشعر العربي لم يتطور إلا في العصر العباسي عام 52 في كتابه عن الشعر في العصر المملوكي، كما انه كان معنيا بالوقوف علي أفكار وكتابات أستاذه طه حسين، ومن هنا أدعو لمتابعة أفكار شوقي ضيف في تطورها.