باسم الشعب .. نقتل شعب إسبانيا

عرض هاشم عبدالحميد
يعتبر اللجوء إلي الحرب الأهلية حالة قصوي من حالات حق دفع الظلم والثورة علي حكومة أو فئة حاكمة أخلت بحقوق الشعوب وتتميز الحروب الأهلية بالضراوة والعنف وبالنتائج الاقتصادية والاجتماعية المدمرة علي المدي القريب والمؤثرة بعمق علي المدي البعيد وتمزق النسيج الاجتماعي ويحتاج المجتمع إلي عدة عقود من الزمن لإعادة البناء والتوازن والوئام إليه مهما كان تقدم وقوة هذا المجتمع قبل إندلاع الحرب فيه.. كتاب باسم الشعب للكاتب الإسباني رافاييل كروز يؤرخ للحرب الأهلية في البلاد التي استمرت بين أعوام 1936 و1939 إلا أن اثارها استمرت إلي أكثر من ذلك وربما إلي الآن , الكتاب يعرض وجهة نظر جديدة لمفهوم الحرب الأهلية في أسبانيا وربما لمفهوم الحرب الأهلية بشكل عام هي أن الجانبين المتقاتلين يستخدمان الشعب لقتل الشعب نفسه ظنا أن كلا منهما علي حق وهو ما فعله الديكتاتور السابق في أسبانيا فرانسيسكو فرانكو ضد القوميين والمسلحين خاصة في أقليمي الباسك وكتالونيا اللذين أعلنا العصيان ضد ظلمه وطغيانه ليعطي الإستمرارية لنظامه الجمهوري الإنقلابي العسكري وهو ما فشل فيه بالنهاية .وقد قامت الحرب الأهلية الإسبانية نتيجة الانقلاب علي الشرعية الجمهورية إسبانية في مدريد الذي قام به مجموعة من العسكر بقيادة الجنرال "مولا" في الشمال والجنرال فرانشيسكو فرانكو في الغرب والجنرال "كييبو دي يانو" في الأندلس وجنرالات آخرين امثال "أستراي " و"سان خورخو"والذي علي إثره انقسمت إسبانيا .
وامتدت هذه الحرب من 17 يوليو 1936 حتي 1 أبريل 1939 حيث نشب صراع حاد بين القوميين بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو وثوريون آخرين كانوا يستمدون دعمهم بالسلاح والمتطوعين من الاتحاد السوفييتي وحركات الشيوعية الدولية في حين تلقي القوميون دعمهم من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية .