مع بدء الإعداد لفاعليات القمة العربية المقرر عقدها في ليبيا أواخر مارس الجاري تواصلت الخلافات بين الدول العربية بشكل يهدد فرص نجاح القمة إذ رفضت سوريا استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما فشل المندوبون الدائمون لدي الجامعة العربية في التوصل لمشروعات قرارات توافقية محالين إياها إلي وزراء الخارجية في اجتماعهم المقرر اليوم. وكشفت تقارير صحفية عن أن دمشق أبلغت السلطة الفلسطينية بأن جدول أعمال الرئيس بشار الأسد وكبار المسئولين السوريين مزدحم وأن سوريا تفضل إرجاء زيارة عباس التي كانت مقررة بناء علي رغبة الأخير. ونقلت التقارير عن مصادر فلسطينية قولها إن السلطة الفلسطينية اعتبرت الرفض السوري إشارة سياسية تعكس قرارا سوريا بعدم دعم عباس وعدم رضائها عن سياساته وكما أشارت إلي أن الاعتذار السوري عن استقبال عباس ربما جاء في سياق ما سمي بوثيقة الاتفاق الاستراتيجي بين دمشق وطرابلس علي هامش تحضيرات القمة العربية لافتة إلي أن تونس رفضت هي الأخري استقبال عباس. وفي السياق ذاته نقل الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس عباس رفض طلبا تقدمت به ليبيا لإشراك حماس ضمن الوفد الفلسطيني الذي سيحضر القمة العربية. وأشارت إلي أن عباس رفض أيضا الطرح الليبي بمناقشة المصالحة ودعوة حماس للتوقيع عليها تحت مظلة عربية خلال القمة المرتقبة، وأكد ضرورة أن تستمر تحت مظلة مصر لأنها هي الدولة الراعية للمصالحة. في الوقت ذاته فشل المندوبون الدائمون الاتفاق علي مشروعات القرارات الخاصة بغزة ولبنان والعراق إذ تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب لإنشاء لجنة تحقيق حول الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلال العدوان علي غزة تتكلف ما يزيد علي تسعة ملايين دولار وهو ما رفضه المندوبون وأحالوا الطلب الفلسطيني للاجتماع الوزاري. من ناحية أخري دعا مجموعة سفراء فرنسيين الرئيس نيكولا ساركوزي في مقال نشروه في صحيفة "اللوموند" إلي تأييد إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن يحدد إطار وأهداف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل مقترحين أن تجري المفاوضات تحت رعاية مؤتمر دولي تلعب فيه اللجنة الرباعية الدور الرئيسي محذرين من أن عملية السلام وصلت الآن لوضع مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني.