سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات الصباحية السبت 4 مايو 2024    المالية: الانتهاء من إعداد وثيقة السياسات الضريبية المقترحة لمصر    إزالة فورية لحالتي تعد بالبناء المخالف في التل الكبير بالإسماعيلية    بلينكن: حماس عقبة بين سكان غزة ووقف إطلاق النار واجتياح رفح أضراره تتجاوز حدود المقبول    الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد إسرائيل    لاعبو فريق هولندي يتبرعون برواتبهم لإنقاذ النادي    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    نظراً لارتفاع الأمواج.. الأرصاد توجه تحذير للمواطنين    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    بعدما راسل "ناسا"، جزائري يهدي عروسه نجمة في السماء يثير ضجة كبيرة (فيديو)    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 4 مايو    اليوم، تطبيق أسعار سيارات ميتسوبيشي الجديدة في مصر    تفاصيل التحقيقات مع 5 متهمين بواقعة قتل «طفل شبرا الخيمة»    الداخلية توجه رسالة للأجانب المقيمين في مصر.. ما هي؟    إسكان النواب: إخلاء سبيل المحبوس على ذمة مخالفة البناء حال تقديم طلب التصالح    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    استقرار سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق في بداية الأسبوع السبت 4 مايو 2024    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد يس.. عقل يبحث عن يقين "الحلقة الثانية"

طاهر أبو فاشا علمنا اللغة العربية ب"اللوزة" "والجوزة" "والشلوت"!

محاورات يكتبها البهاء حسين
"اترك زمام أمرك للطفل الذي كنته"، ما زال السيد يسين يتذكر معي هذا الطفل، تاركا له زمام أمره. ثم إنني سألته عن أحفاده.. هل يستعيد بهم طفولته التي كانت، طوال التسجيل مثار حسدي.. فأنا من أولئك الذين لم يعرفوا معني الطفولة! بينما طفولة يسين كانت تعاني عزلة قسرية، لكنها لم تعرف أبداً معني الشقاء. والطريق إلي يسين، لكي تعرفه، لكي تفهم عزلته، يبدأ بوالده. حاول أن تفهم والده، وقبل ذلك حاول أن تفهم العصر.
الطريقة التي صاغت بها "ثورة يوليو" أحلام هذا الجيل وقبضت بها علي ملكاتهم 18 مايو 2009 م، مبني الأهرام
- كلمني عن أجواء الثورة، بعين من رأي، كنت وقتها في التاسعة عشرة من عمرك؟ - كان النظام الملكي قد لفظ أنفاسه. من متابعتي لجرائد المعارضة، خاصة جريدة "الاشتراكية" ل: أحمد حسين، ومن تساقط الوزارات، كنت تشعر أن هناك فوضي. وقد كانت الصور التي نشرها أحمد حسين علي صفحتين بعنوان "هؤلاء رعاياك يا مولاي"، صوراً، في الحقيقة، لهذه الأنفاس الأخيرة للنظام. "
من هنا نبدأ" لخالد محمد خالد، وقد كان صوتا ًمختلفا ًيجمع بين الأزهرية والليبرالية في الكتابة والتفكير. كان هذا شيئا جديدا ًعلينا في ذلك الوقت. سيد قطب و"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، كتابات مندور، حتي أخبار اليوم التي كانت تناصر الملك، كل ذلك كان يترجم الاحساس العام بأن النظام الملكي قد انتهي ولا بد من التغيير. كيف، لا أحد يعرف. أنا سنة 1949م عندما قام انقلاب حسني الزعيم في سوريا. كنت أجلس وحدي في القلعة أسمع الراديو، فسمعت الخبر وتساءلت: لماذا لا يعمل جيشنا شيئاً كهذا الطفل أو الشاب هو الذي تمني ولم يكن يعرف أن أمنيته ستصبح واقعا.
كيف انعكس فساد النظام علي مجري الحياة اليومية. التعليم مثلا؟
- من ناحية التعليم، كان هناك أحسن تعليم علي الإطلاق. تعليم اللغة العربية والإنجليزية والتاريخ..إلخ. كان هناك التزام دقيق من الأساتذة بالعملية التعليمية. أنا عاصرت هذا في مدرسة "رأس التين" الثانوية..
كان الشاعر عبد الرحمن شكري مدرسا هناك؟
- لم يدرس لي. عاصرت هناك في الأربعينيات، ناظر المدرسة.. حسني بك الذي كانت له هيبة ولا هيبة الوزير. كانت فرائص المدرسين ترتعد عندما يتمم علي الطابور. عاصرت المدرسين الإنجليز، أذكر مستر متشيل. لكن أعظم من درس الإنجليزية لي لم يكن إنجليزيا. كان مصرياً. اسمه راغب متي . كان أسطورة في الإسكندرية. قابلت أحد أساتذة الأدب الإنجليزي منذ أيام ، ما زال يذكر راغب متي. كان له منهج في تدريس اللغة. لم يكن يكلفنا بكتابة موضوع إنشاء، بل كان يسميه.How to write an essay . كيف تكتب مقالا. يعلمك كيف تبدأ بعبارة كذا، وكيف تنتقل من فكرة إلي فكرة، ثم كيف تختم وهكذا. هو أول من شجعنا علي التبحر في اللغة الإنجليزية ، كان أحسن من ميتشيل. أذكر كيف كنت في هذه المرحلة أقرأ شكسبير وبراوننج وشيلي غيرهم، وترجمت الشعر من الإنجليزية إلي العربية مبكرا ًبفضل هذا الرجل. تعرف.. بعدما أحيل إلي المعاش فوجئنا به يأتي ويدرس لنا في الفسحة مجانا. الشاهد أن الفساد كان منصبا علي الحياة السياسية والأحزاب. طبعا ًكان هناك فقر شديد في الريف وفي المدينة. ولكن التعليم كان بأفضل حال.
كل شيء الآن كما كان ، قبل ثورة يوليو، إلا أن التعليم منهار تماما؟
- مع ذلك أنا متفائل.
كيف؟
- ما دمنا وصلنا للقاع، حتما ستبدأ دورة النهوض.
أعود بك إلي المكس، ويقال إن اسمها مشتق من المكوس أي الضرائب، كان يحيط بك البحر والجبل السؤال يبحث عن خيالك. ماذا كنت تتصور وراءهما؟ ثم ألم تحتك ببيئة الصيادين أو تجمعك بمراكبهم أي مغامرات؟
- لم أعاشر الصيادين ، كان أصحابي من أولاد العساكر والضباط. لكنني لم أتفاعل مع مجتمع الصيادين. تسألني عن البحر. البحر أحسن فضاء يسمح لك بالتأمل ورسم سيناريوهات للمستقبل.
ما السيناريوهات التي كنت ترسمها؟
- أنا كنت قلقا. كانت لدي إمكانيات وأخشي ما أخشاه ألا تجد هذه الإمكانيات متنفسا. لكن البحر كان يروض قلقي.
لم تكلمني عن خيالك؟
- خيالي كان، في البداية، أدبيا ًمزدحما بالشعر. لم يكن فكريا.
وماذا عن اللعب؟
- القراءة وكرة القدم، كانتا كل عالمي. فيما بعد، في الثانوي، لعبت ملاكمة. وكان يدرب فريق الملاكمة المدرب المصري القومي ميشيل. كان مثلي الأعلي في هذه اللعبة ابراهيم عبدربه، بطل مصر في وزن الديك. كان رشيقا ًيتراقص في الحلقة مثل محمد علي كلاي. لم أكن من أنصار اللعب العنيف. كانت الملاكمة، بالنسبة لي، فنا ًرفيع المستوي، كيف تتفادي الضربة، كيف تنقض علي خصمك في الوقت المناسب.. إلخ. كنت أقلد عبد ربه لكنني لم أكمل.
هل كنت ماهرا في كرة القدم؟
- لَسْتُ إلي هذه الدرجة. كان مستواي متوسطا. لكن مدرب فريق المكس طلبني. كنت Half Back يمين. وكان مجدا أن تلبس فانلة فريق المكس. في إحدي المرات، وكنا نلعب أمام فريق الدخيلة، قطعت المية والنور عن مهاجم الدخيلة، فسمعت مدربه يقول.. بقي حتة العيل ده - يقصدني - ياخد منك الكورة!
لابد أنك تتابع الكرة المصرية وما يحدث لها الآن؟
- نعم وقد أعجبني جدًا أداء فريقنا القومي أمام البرازيل.
رغم الهزيمة؟
- النتيجة لا تهم، المهم أن أداء اللاعبين كان مشرفا.
ولكنهم كانوا في منتهي الخيبة في ماتش الجزائر؟
- كل ماتش له ظروف.
إذًا أنت راض عن أداء حسن شحاتة؟
- جدًا.
تبقي زملكاوي؟
- من زمان.
أنا أهلاوي، ولكني اعتزلت لعب الكرة والفرجة عليها منذ زمن بعيد؟
- أنا مازلت أتابع.
وماذا لعبت غير الكرة والملاكمة؟
- البنج بونج.
لم تجذبك لعبة الشطرنج، رغم أنها لعبة الأدباء والمفكرين. تولستوي وتورجنيف وفولتير ودي موسيه وغيرهم كانوا مدمني شطرنج؟
- لم ألعب الشطرنج ولم ألعب الطاولة، عجزت عن تعلم الطاولة، كما عجزت عن الجلوس في المقاهي، باستثناء مقهي ريش الذي كان خبرة رائعة بالنسبة لي، بعد رجوعي من البعثة إلي فرنسا، وقتها كنت أعد لكتاب "التحليل الاجتماعي للأدب"، فكنت أجلس علي ريش مع نجيب محفوظ ومع الأصدقاء من جيل الستينيات نتناقش في هذا المنظور الجديد للأدب.
أسألك عن الشطرنج، لعبة التفكير؟
- كنت مشغولا ًبكرة القدم وبالملاكمة والقراءة لم يكن هناك وقت.
وأنا أعد هذه الأسئلة، اكتشفت أن لعبة الشطرنج قديمة، معني ذلك أن الإنسان كان ينمي تفكيره ويركزه منذ آلاف السنين؟
- طبعا لا شك، وهناك ألعاب صينية مشابهة، ما زالوا يحافظون عليها لهذا الغرض.. تربية التفكير هذه الألعاب تساعدهم في التفكير الاستراتيجي.
لي أصدقاء من المثقفين مهووسون بكرة القدم، بيينما آخرون مهووسون بالتعالي عليها؟
- هؤلاء سذج، الرياضة جزء من الحياة الحية، سواء أمارستها وأنت صغير أم وأنت كبير أم كنت تشاهدها، أنا بالمناسبة، منذ أسبوع كنت أقلب في مكتبتي فاكتشفت عددا من مجلة "متون عصرية"، هذه المجلة كان يصدرها مركز البحوث والوثائق الفرنسية، اكتشفت فيها نصا نادرا ًعن التحليل السوسيولوجي لكرة القدم، كتبه "نوربرت إلياس" وهو من أكبر علماء الاجتماع المعاصرين، لكنه، للأسف، مجهول للكثيرين، هذا الرجل كان أول من كتب في هذا الموضوع، ربط كرة القدم بنمو المجتمع الصناعي وبتقنين شغل أوقات الفراغ. أحد ميزات المجتمع الصناعي تقنين الأوضاع، وميشيل فوكو الفيلسوف الفرنسي تكلم عن تقنين الأوضاع، بمعني أنه، في المجتمع الصناعي، لا مكان لأناس هائمين علي وجوههم في الشوارع. المضطربون نفسيا مكانهم المستشفي، والمجرمون نحكم عليهم وندخلهم السجن، ومن أجل ذلك تجد اهتمام فوكو بموضوعي المستشفي والسجن، وانعكاسات بنية المجتمع الصناعي علي الطريقة التي تبني بها السجون. يبني السجن، وفق نظرية بنتام، بطريقة تسمح بالمراقبة، بحيث يري الحراس في لحظة واحدة، حركة السجناء، كما تراقب إدارة المجتمع الصناعي، في لحظة واحدة، حركة المواطنين. التقنين والمراقبة، حتي إن فوكو ألف كتابا اسمه "راقب وعاقب". أعود إلي نوربرت إلياس الذي يقول إن وقت الفراغ كان يمارس من قبل، قبل المجتمع الصناعي، بشكل فوضوي. لما ابتكرت كرة القدم، أرادوا أن يضعوا لها قواعد وقوانين. المسألة مقننة. وتكلم إلياس عن منطق الكرة الاجتماعي، أولا ًهناك مسألة اللعب الجماعي.. الفريق، إنما الفريق لا يمنع من وجود لاعبين أفذاذ.
المهارات الفردية؟
- في الوقت نفسه يحتاج الفريق لتدريب وتكوين، وهناك مسألة المنافسة، لذة الفوز، كل هذه قيم أساسية تحكم المجتمع الصناعي.. التدريب، التنافس، الجزاءات، ومن ثم عدَّ إلياس تقنين قواعد كرة القدم انعكاسا ًمن انعكاسات تطور المجتمع الصناعي . كما تكلم عن المشاهدين عن المنطق الذي يحكم حماسهم لأن الحماس العاطفي لمشاهدي كرة القدم، وقد ظهرت بوادره في العقود الأخيرة، سواء في أوروبا أو هنا، يعطي نوعا ًمن التطهر للمشجع ويفرغ طاقته الحيوية.
هل تتابع كرة القدم الحريمي؟
- لا.
يعزي الفضل في تطورنا العقلي، إلي اللعب، بمعناه الواسع. هل رصدت أثره عليك مفكرًا؟ - كرة القدم علمتني أهمية التدريب الفردي، وفي الوقت نفسه أهمية عمل الفريق، وألا أخاف من المنافس. خبرة الملاكمة مختلفة، اكتشفت منها أنني غير خبير في الهجوم أنا خبير في الدفاع فقط.
ربما لذلك لا تدخل معارك فكرية مع أحد؟
- أنا لا أميل إلي المعارك إلا إذا شعرت أن الأمر لا يمكن السكوت عليه، لهذا تجد معاركي الفكرية محدودة.
ماذا عن خبرة ال "بنج بونج"؟
- هذه لعبة السرعة الخاطفة والقدرة علي التعامل المرن مع الخصم حسب نوع ضرباته. ما العلاقة بين تقافز الأفكار في الرأس وتقافز الجسد؟
- الرياضة دفاع وهجوم، والفكر في النهاية ، دفاع وهجوم، وكر وفر، أنت عندما تدافع تدافع عن قناعاتك ومبادئك وعندما تقرر أن تهجم، تكون قد نزعت السهم استعدادا لنقض حجة خصمك، وحياتي الفكرية أشبه ما تكون بهدنة بين الدفاع والهجوم.
هل اللعب يربي فينا، بطريقة غير واعية، بعد النظر والحرص والصبر وضبط النفس..إلخ؟
- هناك في علم الاجتماع نظرية عن اللعب فاللعب جزء من الحياة الاجتماعية والثقافية. اللعب ليس في الرياضة فقط. اللعب في العلاقات الاجتماعية، في العلاقات السياسية، اللعب جزء أصيل من تكويننا.
أعود بك إلي العصر، ما أعنف الحوادث التي عاصرتها، أو سمعت عنها في بيئة الصيادين؟ - لم أسمع ولم اعاصر أي حوادث.
حتي حواديت ريا وسكينة؟
- لا.
ماذا عن حواديت الأم أو الجدة، ألم يطبطب عليك أحد أويحكي لك؟
- جدتي كانت في الصعيد، ولم تكن لدي أمي مهارة الحكي.
إذًا أنت ابن الكتاب والعزلة؟
- من سن 13 سنة إلي سن العشرين، مسحت، بدون مبالغة، كل الفكر المصري، وبدأت أقرأ للكتاب العرب محمد كرد علي وغيره.
يبدو لي، ولعلي مخطئ، أن اسرتك كانت فقط قشرة خارجية؟
- بمعني.
لم تكن من الثقافة بحيث تصوغ أفرادها في قالب؟
- أحيانا ًكانت تجمعنا "أخبار اليوم"، كنا نتنافس أنا وإخوتي علي من يقرؤها أولا، لم تكن أسرتنا مثقفة بالمعني الأرستقراطي، ولكن بيتنا كان قارئًا.
حدثني عن شكل العلاقة بين الوالدين، هل جمعهما حب وود غزل ما أمامكم؟
- والدتي كانت خفيفة الظل، وذكية بالفطرة، كان حضورها يلطف مهابة الوالد. رغم أنها كانت تهددنا به أحياناً. كانت تقول: تسكت ولا أديك عند أبوك صفر. رحمها الله، كانت الجسر الودود بيننا وبين الوالد.
منها أم من الوالد ورثت أكثر.. الطباع، الأعصاب، طريقة التفكير.. إلخ؟
- ورثت عن الوالد. فقد كان نموذج الأسرة كلها.
لم تحدثني عن أمراضك في الطفولة؟
- أصبت مرة بالتيفود.
ماذا عن الأمراض النفسية.. عقد الطفولة، الإهانات؟
- ما فيش عقد.
أكبر إهانة لحقت بك؟
- ما فيش إهانات، لا أذكر أي إهانة.
إذًا خرجت من الطفولة سويا؟
- أعتقد، لا تنس أن أهم قيمة تعلمتها من أبي هي ألا تقبل الإهانة أو تسكت عليها.
لا أعرف.. كيف أسألك عن جسمك هل اكتشفته في هذه السن؟
- اكتشفته متأخرا جدا ربما بعد الجامعة.
ماذا عن بنت الجيران؟
- لم تكن في القلعة بنت جيران.
لم تتبادل الحب مع الجنس الآخر علي الإطلاق؟
- لا.
أي شيء تحن له من هذه الطفولة؟
- البحر.
ألم تعرف الشقاء؟
- أي نوع من الشقاء
ألاَّ تجد قوت يومك مثلاً، أن تعمل في مهنة لا تليق بطفل؟
- لا كانت أسرتنا ميسورة الحال.
أحيانا ًيدهشني أن أجد شخصا لا يشبهني، لم يعرف الشقاء؟
- لسنا سواسية، الناس قد يتساوون في الذكاء ولكنهم مختلفون في الحظوظ.
ماذا كان ينقص هذه الطفولة؟
- طفولتي كانت سعيدة، إلا إذا كنت مصرًا علي أن أكون تعيسا بأثر رجعي.
لست حقودًا إلي هذه الدرجة. وضحكنا ثم قلت ل "يسين"، هناك نوع من الماضي نرثه، دون أن يكون لنا يد فيه. هل لك تجربة مع الماضي الذي يولد قبلنا؟
- لا.
كم كانت قوة الجنيه المصري علي أيام طفولتك؟
- كانت جبارة.
بالأرقام؟
- لا أستطيع الجزم، ولكن الجنيه كانت له هيبة، يمكن يساوي 100 جنيه الآن.
كلمني عن الحالة العصبية لأسرتك، بعيدا عن رهبة الأب؟
- كانت أسرة طبيعية الكثير من الأولاد والبنات، الكثير من الأجيال.
ما ترتيبك بينهم؟
- الرابع.
حالة التنقل في المكان، مابين دمياط والإسكندرية وغيرهما، ماذا تركت فيك؟
- أفادني ذلك كثيرا أضاف إلي خبرات جديدة، هذا هو الخروج من الكهف، من القلعة والاحتكاك بالحياة.
هل هناك شعائر بقيت لك من الطفولة ، ما زلت متمسكا بها؟
- الانعزال والتأمل العميق.
أعز ذكري بقيت لك؟
- القراءة.
والذكري القاسية؟
- في مدرسة دمياط الابتدائية، كان طاهر أبو فاشا يدرس لي العربي، وكان قاسياً.
قسوة سادية مع الطلبة، لكن من حسن الحظ أنني كنت شاطرًا في المادة. كانت هناك ثلاث عقوبات.. اللوزة، يضع حول الأذن قطعتي طباشير ويدوس، والجوزة، حيث يخبط بكلتا يديه علي الرأس، والعقوبة الأخيرة هي الضرب بالشلوت. كنت أرتعد هلعا من حصة أبو فاشا. ولكن مدرس الحساب عقدني في عيشتي. كان الضرب هوايته، يفاجئك بمسألة صعبة وإذا لم تجب فورا تنزل عليك العصي. فشكوت لأخي الكبير رشاد الذي تفلسف وكتب له خطابا، شرح فيه أن العقاب ليس وسيلة تربوية، فزاد عقابي.
لم تلتق بطاهر أبو فاشا وأنت كاتب؟
- لا، ولكني تابعت أعماله في الإذاعة، كان شاعرا جميلا، ولكنه مدرس سيئ.
هل كنت متفوقا في الدراسة؟
- لا، ولكن في مدرسة المكس الأولية خرجت بدرس حياتي.. كنت ألعب ووقعت فشعرت بحرج شديد، فقال لي مدرس التربية الرياضية: قم، إذا وقعت، لا بد أن تقف، لو تنحت كده، تبقي خسرت كل حاجة، ووعيت الدرس.. أنه من الممكن أن تقع، هذا وارد، ولكن عليك أن تنهض، لتبدأ من جديد، هذا هو الأهم.
هل تحب طفولتك؟
- جدا.
وماذا بقي من الطفل بداخلك؟
- كنت خجولا ًومنطويا، ولكني، فيما بعد، مع الإخوان المسلمين، أصبحت شخصية انبساطية.
أنت الآن في العقد الثامن، ما الذي يجمع الطفل بالشيخ؟ قلت السؤال، وفكر يسين قليلاً قبل أن يقول: الحساسية. وانتهت جلستنا، لأعود إلي نفسي، إلي طفولتي بدوري، فقد كان اليوم (18 مايو) عيد ميلادي الأربعون. نسي يسين، أو تناسي، أن يقول لي: كل سنة وأنت طيب، فعددت جلستنا تهنئة وانصرفت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.