في حوار شامل تجاوز علاقة رجال الأعمال بالإعلام كشف محمد شفيق جبر أحد ابرز رجال الأعمال المصريين عن تعرضه لوقائع ابتزاز من بعض الصحف الخاصة بهدف الحصول علي إعلانات مؤكدا أنه يملك وثائق وتسجيلات صوتية لصحفيين طالبوه بإعلانات وعندما لم يتجاوب معهم فوجئ بحملات تشهير وأخبار كاذبة تنشر عنه لافتا إلي أن الابتزاز امتد إلي عرقلة مشاريع القوانين والمشروعات الوطنية، ولم ينف سعي بعض رجال الأعمال لإفساد الضمير الصحفي للتستر علي فسادهم مناشدا الصحافة بتطهير نفسها ومحاسبة المتجاوزين من المستثمرين في الميديا. ودعا جبر لاستحداث منصب نائب رئيس الوزراء للاستثمار والتنمية الصناعية لإزالة معوقات الاستثمار مؤكدا أن الرئيس مبارك هو الوحيد في مصر الداعم للمستثمر وأن المنتج التعليمي لا يرقي لحاجة السوق مطالبا الحكومة بتقديم حوافز لرجال الأعمال لتشجيعهم علي الاستثمار في البحث العلمي معتبرا أن تصدير 25 مليون مصري لاستراليا وكندا يساهم في تقدم مصر مستنكرا تمسك النظام التعليمي بالحفظ والاستذكار في ظل إمكانية الحصول علي المعلومة في لحظات، مطالبا بإلغاء الثانوية العامة واعتماد أسلوب الامتحان من الكتاب المفتوح. لافتا لغياب استراتيجية الاستثمار السياحي والاهتمام بعدد السياح أكثر من مستوي السائح وقدرته علي الإنفاق وشدد جبر المولود لأب مسلم وأم مسيحية علي أن مصر مستهدفة من الخارج لكن المسئولية تقع علي من يستجيب لمحاولات إثارة الفتنة الطائفية مؤكدا أنه لا بديل لمصر عن الوحدة لأن الجميع خاسر في ظل الفتن منوها إلي أن مبادئ الأديان السماوية واحدة والمشكلات تأتي من الفهم الخاطئ لأصول الدين مشددا علي أنه يعتز بمصريته مكذبا أي حديث عن امتلاكه لبسبورات أجنبية وإلي نص الحوار: * كيف تري علاقة رجال الأعمال بالإعلام؟ - لا يمكن لدولة في العالم أن تتقدم بدون إعلام قوي وحر وله سلطة ولكن الإعلام يمكن أن يكون عامل نجاح دولة ويمكن أن يكون عامل فشلها فيجب أن يكون الإعلام مسئولاً واشعر بأن هناك ظاهرة دخيلة علي الإعلام المصري أصبحت واضحة في الفترة الأخيرة أسميها ظاهرة الاغتيال للموضوعات والأشخاص. * كيف؟ - مشروعات صكوك الملكية الشعبية والضريبة العقارية تم اغتيالها صحفيا قبل أن يتم شرحها للشعب بشكل واف وكذلك الشخصيات. * من حق الصحافة أن تنتقد وتناقش المشرعات قبل إقرارها في مجلسي الشعب والشوري ليكون هناك نقاش مجتمعي يوازي ما يدور في الجهات التشريعية فهل ذلك يعود لغياب حرية تداول المعلومات أم تسرع وما هي الخطوط الفاصلة بين حرية النقد والاغتيال المجهض لمشروعات قد تكون في صالح المجتمع؟ - أنا معك تماما في حرية النقد القائم علي حقائق فمن حقي كإعلامي أن أنتقد الأستاذ أيمن في مقالي لكن ليس من حقي أن اشوه الحقائق أو أسيء إليه كأن أقول انه في يوم 10 فبراير في باريس وهو في الحقيقة في القاهرة والإساءة للحقائق في دولة تسعي للتنمية الاقتصادية وخلق فرص للعمالة تسيء للمجتمع ومن الممكن أن تفشل شركات أو تسيء لشخصيات عامة أو أعرقل مشروعاً ومثال كأن وزير المالية يتحدث في وقت ما عن إصلاح الضرائب لتكون 20٪ بدلا من النسب المختلفة وكان هناك حوار مجتمعي وهذا صحي لكن بعض الإعلاميين أصروا علي أن مثل هذا القانون سيؤدي إلي نقص الحصيلة والذي حدث العكس الحصيلة زادت فالانتقاد شيء وطرح آراء شخصية علي أنها حقائق ومعلومات شيء آخر. * هناك فرق بين الرأي ونشر وقائع كاذبة ماذا تقصد باغتيال الأشخاص وهل هذا عائد للابتزاز أم أخطاء واردة ؟ - من خلال تجاربي ما يحدث محاولات ابتزاز اشخاص وقضايا ويتعرض لهذا شخصيات ورموز كبيرة في البلد وهذا مناخ غير صحي وأتمني أن تحاسب الصحافة نفسها. * هل لديك وقائع محددة؟ - بعض الصحفيين اتصلوا بنا يطلبون إعلانات وبعضهم طلبوا منا التعليق علي أخبار غير حقيقية قالوا سيتم نشرها وهي أخبار كاذبة ولم أتجاوب معهم. * الاتصال بك وأنت رجل أعمال وشخصية عامة أمر طبيعي لمنحك حق الرد لماذا لا تصحح ما ينشر؟ - لم نتأخر ونعمل في الوطن منذ 37 سنة ولا أغلق علي نفسي وطلبت مقابلتي فقابلتني في نفس اليوم وحتي أكون دقيقاً في ردي، أنا أحب التعامل بالاحترام وعندما يكون الاحترام قائماً نحن أول من يسعي إليه لأني قادر علي تحديد ما هو الابتزاز وارفض الابتزاز ولدي تسجيل بكافة المكالمات التي تصلني. أملك وثائق ابتزاز * لكن هل لديك وثائق بواقعة محددة؟ - لدي وثائق وهذه الطريقة اقرب لاغتيال الشخصية والابتزاز من البحث الصحفي. * هل قدمت ردوداً؟ - لم أتعامل معهم لأنهم لم يلجأوا لي بأي سؤال وهذا الأمر مغرض وأنا لا أتعامل سوي مع الصحفي المحترم الذي يلتزم بأعراف الصحافة ويطبقها وفي ظل الحرية الموجودة هناك الكثير من الإعلاميين الملتزمين بتطبيق مواثيق المهنة لكن هناك من يطلب إعلانات وإذا لم نستجب نفاجأ بعد أسبوع أو اثنين بحملة من الأخبار الكاذبة بهدف التشويه والرد علي هؤلاء يجعل الشخصية العامة مادة للأخبار الكاذبة ومن قبل جربنا الرد لكن وجدنا أننا سندخل في سجال عقيم. * لماذا لا تلجأ لنقابة الصحفيين أو القضاء؟ - البعض ليسوا أعضاء نقابة ورفعت الكثير من القضايا في وقائع أخري وحصلنا علي أحكام بعد وقت طويل من نظرها وكانت التعويضات متواضعة جدا لا تتناسب مع ما ينفق علي القضية وعند الرد ينشر التصويب في صفحة داخلية ومكان غير مرئي. * كما أن هناك محاولات ابتزاز هناك بعض رجال الأعمال يسعون لإفساد الضمير الصحفي للتغطية علي وقائع فساد يرتكبونها؟ - لا أختلف معك فرجال الأعمال جزء من المجتمع ككل ومثلما هناك طبيب أو مهندس سيئ هناك رجل أعمال سيئ. * لماذا يلجأ رجل الأعمال في رأيك للاستثمار في الميديا رغم أنها غير مربحة؟ - هذه اهتمامات كما أن هناك رجال أعمال يدخلون مجال السياسة والبرلمان لكن المهم أن تكون هناك مواثيق شرف صحفي تحاسب الصحفي الذي يخطئ ورجل الأعمال المالك لصحيفة إذا ما اخطأ وأنا مع مزيد من حرية الصحافة شريطة أن تصوب نفسها ويأتي العلاج من داخلها. * هناك من يري أن بعض رجال الأعمال يلجأون للاستثمار في الإعلام للتربح سياسيا ومعنويا وتصفية حسابات مع الخصوم؟ - لا أنكر أن هناك حالات فردية كما ذكرت لكن لا يمكن أن نحجر علي رجال الأعمال في الاستثمار في مجال دون آخر وهذا يحدث في الداخل والخارج فمردخ رجل العمال الاسترالي الشهير يمتلك محطات فوكس وغيرها من وسائل الإعلام وكذلك السيد بيرلسكوني وهو رئيس وزراء ايطاليا يمتلك وسائل إعلام فالمهم وضع ميثاق ملزم لهم يضعه الصحفيون وان تكون الصحف التي يملكها رجل الأعمال تقوم علي أسس مؤسسية سليمة. * لا أحمل جنسيات أجنبية؟ - لأنه ليس مجالي لكن كنت اسعد جدا عندما أشاهد الأهرام ويكلي في بعض المدن الأمريكية والتجربة الوحيدة التي اقتربت فيها من المسئولين وتحدثت معهم في هذا الشأن منذ 10 سنوات عندما اقترحت أن تتحول الأهرام ويكلي إلي جريدة يومية وليست أسبوعية علي أن نتعاون كرجال أعمال لدعمها هناك لكن رفض المقترح وأتمني أن تصعد الصحافة المصرية إلي المنافسة الإقليمية والعالمية. * حديثك يفرض سؤال: لماذا يغرق رجال الأعمال المستثمرين في الميديا في المحلية وهل هذا لارتباط مصالحهم في الداخل والسعي لتحقيق مصالح شخصية وأين دورهم في الدفاع عن المصلحة القومية؟ - سؤالك في مكانه ودقيق لكن هناك البعض الذي لا يريد الخروج لعدم امتلاك مقومات النجاح والقدرة علي المنافسة في سوق الصحافة العالمية. * يقال انك تملك عدداً من جوازات السفر الأجنبية؟ - لا املك سوي البسبور المصري رغم كل ما يروج ورغم أني املك استثمارات في العديد من دول العالم ليس لدي شقة خارج مصر ومن كثرة التأشيرات جواز سفري ثلاثة في بعض ووالدي وجدي رحمهما الله خلقا في حب وطني وأنا ابن حربين 67 و73 فهذا التوقيت الذي نشأت فيه ومصريتي مهمة جدا لدي وإن كنت لم انشيء وسيلة إعلام تعبر عن مصر في الخارج إلا أني لدي دور إعلامي من خلال المؤتمرات التي اعقدها بالخارج ويشارك بها رجال أعمال وسياسيون مصريون فرجل الأعمال سفير لمصر بالخارج. * لماذا غاب الدور الاجتماعي لرجال الأعمال؟ - مصر بها تاريخ كبير وحاضر لرجال الأعمال قبل طلعت حرب في العمل الاجتماعي ولدي نسخة من جريدة الأهرام في عام 1924 بها اسم جدي وكان عضو مجلس الشيوخ وافتخر أن لي نشاطاً اجتماعياً في المناطق التي نري أنها في حاجة ماسة للمساعدة ومنذ 20 سنة بدأت نشاطي الاجتماعي في الجيزة والآن نركز علي منطقة الزلزال والمقطم والسيدة عائشة والخليفة ونركز علي النشاط التعليمي من خلال تطوير بعض المدارس تطويراً كاملاً من بنية أساسية وحتي النشاط الرياضي والثقافي والرحلات وكل عام نختار أفضل مدرسة ونمنحها 100 ألف مكافأة للمعلمين والعمال ويسعدني أن الأطفال في تلك المدارس الآن تتحدث الإنجليزية أفضل مني ومنهم من يقول عاوز اطلع عالم فضاء ومن يقول رئيس جمهورية إضافة للنشاط الاجتماعي في مجال الصحة وفي ال18 شهراً الأخيرة ساعدنا 42 ألف حالة بقوافل وزارة الصحة التي نتولي تمويلها فهذا تصوري أن يبدأ رجل الأعمال ويدعو غيرة لان يفعل مثله. * خلط الدين بالسياسة يخلق التطرف وخلط المال بالسياسة يخلق الفساد ما رأيك؟ - لا اختلف معك في أن هذه الأقاويل بها شيء من الحقيقة فعندما ينشأ حزب علي أساس ديني ستلغي السياسة في تلك الحالة لان الدين سيكون هو الغالب ولا يتفقان وكذلك المال والسياسة فالأزمة التي حدثت في أمريكا والغرب ترجع إلي غياب النظام السليم الذي يمنع الفساد فحدث الفساد وفي رأيي المتواضع من يعمل في السياسة لابد ألا يعمل في شيء آخر فمن ينضم لعضوية مجلس الشعب يترك كل أعماله ويعوضه المجلس ولا يجوز مثلا أن يكون وكيل وزارة عضو مجلس شعب فكيف يحاسب الوزير الذي يعمل لديه ولابد من قوانين منظمة تحكم علاقة رجال الأعمال بالسياسة وتحدد ثرواتهم قبل وبعد شغل المنصب. * مصر إلي أين اقتصاديا؟ - خلال ال18 شهراً الأخيرة زرت 14 دولة نامية بحكم عملي نحن في موقف أفضل بكثير جدا من الكثير من الدول لأننا منذ العام 2004 وحتي 2007 كان هناك نمو مستمر ولكي يشعر المواطن بالنمو الذي نتحدث عنه يتطلب استمرار معدلات النمو من 3 إلي 6 سنوات لكن ما حدث هو تراجع معدلات النمو2008 و2009 ليس لأسباب داخلية ولكن لأسباب خارجية حدث نوع من انقباض التجارة وتراجع السياحة وتراجع موارد قناة السويس فتراجع النمو من 7٪ إلي 4٪ ولكي نوجد فرص عمل لابد من الحفاظ علي معدل نمو 7٪ وهذا يتطلب تسهيل الاستثمار بتقليل عدد الموافقات والجهات التي يتعامل معها المستثمر وأقصد بالمستثمر كل صاحب مشروع بداية من صاحب كشك السجاير لابد من نظام واضح يجعل كلفة الاستثمار تنافسية وثانيا:من المهم جدا في تقديري أن تهتم الدولة بالبنية الأساسية فهناك مشروعات كثيرة في المدن الجديدة معطلة بسبب غياب البنية الأساسية وثالثا: أن نهتم بالقروض والمشروعات الصغيرة وهذه التجربة ناجحة في بلاد مثل بنجلاديش والاهم هو الاهتمام بالمستثمر المصري أولا وثانيا وثالثا لأنه الأساس والمستثمر الصغير يحتاج إلي مزايا كأن يعفي مشروعه من الضرائب لمدة عامين. المستثمر الصغير يحتاج دعماً * لماذا يهاجر رأس المال المصري رغم حاجة السوق إلي عدد كبير من رجال الأعمال يستثمرون في الخارج؟ - ليس هجرة لكن رأس المال يحتاج التنوع كما أن الخارج يقدم تسهيلات ورغم أن بعض المسئولين يسافرون للخارج لترويج مصر استثماريا فهم لايروجون لها خارجيا والوحيد الذي يساعد المستثمرين داخل مصر هو الرئيس مبارك وهو الذي يزور المصانع ولا نشاهد أي مسئول آخر يفعل ذلك. * هل نعاني غياب المؤسسية؟ - نعم أنت اليوم في عالم تنافسي ولديك رئيس وزراء ووزراء وعملهم متداخل ويؤثر علي بعضهم البعض وفي المجموعة الاقتصادية التالية والصناعة والتجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية وخلافه عندما تحتاج إنشاء مشروع تلف علي كل الوزارات وأنا أردت طريقاً لمصنع عانيت 13 شهراً لكي أحصل علي 7 موافقات من 7 جهات وهذه مشكلة ولابد من حلها بأن نستحدث منصب نائب رئيس الوزراء للاستثمار والتنمية الاقتصادية تتبعه كل الوزارات الاقتصادية ليتوجه إليه المستثمر وبذلك نخلق نظاماً مؤسسياً سليماً يسرع ويسهل العمل وقالوا لدينا هيئة للاستثمار وجاء لها رئيس موقر ولكن في النهاية يرجع لكل الجهات والحل نائب رئيس وزراء ونرجع للتاريخ "جور در" بعد الحرب في ألمانيا كان هو دينامو الاقتصاد الألماني أي مشكلة اقتصادية يحلها وقراره نافذ و ليس كافياً أن نقول مصر أفضل من الأمس لكن نريد أن تكون مصر أفضل من ايطاليا وألمانيا فنحن في سباق. الأب مسلم والأم مسيحية * محمد شفيق جبر ولد لأب مسلم وأم مسيحية كيف تري الحديث عن الفتنة الطائفية؟ - هذه ظواهر غريبة عنا وتضخيمها يسيء لمصر في الخارج ويستغل ضدنا وطيلة سنوات دراستي في فصول الدراسة المصرية لم اعرف فرقاً بين مسلم ومسيحي ويهودي أو سني أو شيعي وللصحافة والإعلام دور في ما يحدث. * كل علاقة عاطفية بين شاب وفتاة مختلفي الديانة تصور علي أنها فتنة طائفية هل لدينا احتقان أو أقليات؟ - الدين الإسلامي والمسيحي قائمان علي أسس مشتركة والفهم الصحيح لمبادئ الأديان السماوية كفيل بمواجهة الفتن وفما نتحدث عنه من فتن من صنع الإنسان ولابد من إزالة الحشو الذي يجعلنا بعيدين عن جوهر الأديان وأتذكر مقولة "وجدت في الغرب مسلمين بلا إسلام وفي مصر إسلام بلا مسلمين " وأمريكا علي سبيل المثال لديها البيض والزنوج وهنود ومسلمين ومسيحيين كاثوليك وبروتستانت تجمعهم المواطنة وقوة أمريكا جاءت من التناغم والتنوع فالجميع في النهاية أمريكان ولابد من النظر لهذه التجربة. * هل مصر مستهدفة من الخارج؟ - بلا شك لكن ألقي بالمسئولية علي الداخل وضربت مثلاً بتنوع أمريكا وحتي المصري الذي يسافر أمريكا يلتزم بقوانينها والفلسطيني الذي حصل علي الجنسية الأمريكية لا ينسي ذلك فقد كنت استمع لمحاضر من أصول فلسطينية ولاحظت تأكيده ثلاث مرات في كلمته أنه أمريكي وقال أنا من أصول فلسطينية تهمني فلسطين لكني أمريكي. * كيف تتحقق الوحدة الداخلية؟ - بالأرضية المتفق عليها والمصلحة المشتركة فعلي الجميع أن يعلم أن مصلحة الجميع في وحدة مصر وأن الكل خاسر في حال استهداف مصر فكلنا في مركب واحد ولابد للإعلام من تسليط الضوء علي الايجابيات لا أن يضخم السلبيات فقط. * في الوقت الذي يشكو فيه بعض رجال الأعمال من ضعف كفاءة العمالة المصرية هناك شكاوي من إهدار رجال الأعمال لحقوق العمالة وإجبارهم علي توقيع استقالات مسبقة؟ - تجربتي عكسية ولم اطلب في حياتي من عامل توقيع استمارة 6 قبل أن يتعين والظواهر التي تتحدث عنها موجودة لكن أنا شخصيا كان لدي موظفون لا يؤدون عملهم وغير قادرين علي أداء عملهم بكفاءة ولا أستطيع التخلص منهم. * لماذا لا تتحمل نفقات تدريبهم ولماذا لا يستثمر رجل الأعمال في التعليم الصناعي؟ - في العام الماضي فقط أنفقت 300 ألف جنية إسترليني علي تدريب 250 موظفاً وعاملاً والمشكلة أن العامل المصري يقول أتدرب ليه ما أنا عارف كل حاجة دانا اللي أدربهم وبعد جزء من التدريب يقول خلاص أصبحت كويس طيب يا سيدي ما هو المعيار هل أنت أصبحت أفضل من العامل في ايطاليا ؟ أنا شخصيا اليوم الذي لا أتعلم فيه شيئاً جديداً أعتبره مفقوداً من حياتي. * هذا يتطلب دراسات جدوي لقياس حاجة السوق المحلية والعالمية ووضع سياسات تعليمية تسفر عن منتج تعليمي علي درجة من الكفاءة قادر وهذا غير موجود؟ - يسأل في ذلك المسئولون. * لكن رجال الأعمال أيضا لا يدعمون البحث العلمي ولا يربطونه بحاجة الصناعة لماذا؟ - عائد الاستثمار في البحث العلمي طويل المدي ولابد من حوافز للمستثمر في البحث العلمي والدول التي نجحت جميعها مثل المجر وايرلندا وبولندا لأنها وضعت سياسات حوافز للمستثمر بمعني الجنيه الذي تدفعه في البحث العلمي تعفي في مقابله 2 جنيه ضرائب لكن عندنا إذا صرفنا مبلغاً يعتمد 50٪ منه فقط فهناك غياب للمصداقية ولكن ايرلندا أصبحت جاذبة لاستثمارات البحث العلمي فتجد شركة فرنسية تذهب لتستثمر في ايرلندا في البحث العلمي ومن أخطر مشكلات مصر الزيادة السكانية وأقولها ربما بشكل غير جاد لو صدرنا 25 مليون مصري إلي كندا أو أستراليا مصر ستتغير ففي السابق كنا نصدر مدرسين وأطباء ومهندسين للعالم العربي والآن لم يعد ذلك موجوداً. * لماذا المنتج التعليمي ينظر للماضي؟ - لان المنتج التعليمي مازال ينظر للماضي وليس المستقبل فالتعليم مازال قائماً علي الحفظ في الوقت الذي يستطيع فيه الطالب الحصول علي أي معلومة في لحظة ليس بالكمبيوتر بل بالتليفون المحمول فما الفائدة أن احفظ اسم عاصمة بوليفيا طالما أستطيع الحصول علي المعلومة بسهولة يجب أن نبدأ في التفكير في تدريب الطالب علي حل المشاكل والتحليل والبحث وتطبيق سياسة الكتاب المفتوح نعطي الطالب الكتاب في الامتحان وشطارة المدرس أن يضع أسئلة تختبر قدرة الطالب علي الوصول للمعلومة من خلال البيانات ولابد من إلغاء الثانوية العامة وبحث حل مشكلات مصر من خلال التجارب الناجحة في العالم. * أتفق معك في خطورة الزيادة السكانية لكن لدينا سوء استغلال للمورد البشري ولديك الصين نموذجا؟ - الصين مليار و200 مليون لا يعيش في مستوي طيب أكثر من 10٪ وخصوصا الجزء الشرقي من الصين وإذا نظرنا للجزء الغربي فلا توجد بنية أساسية ولا خدمات وانهيار مجتمعي والمشكلة أننا لا ننظر سوي للجانب الجيد فقط. * لماذا لم نصنع سيارة مصرية حتي الآن؟ - أي نشاط اقتصادي له أساسيات وإذا لم تسانده الدولة لن ينجح وسوق السيارات في مصر صغير جدا وعدد السيارات في مصر قياسا بعدد السكان قليل جدا ومقارنة ببنجلاديش عدد ملاك السيارات في بنجلاديش أكثر من مصر ويرجع ذلك للثقافة السائدة والتي تعتبر السيارة رفاهية مع أنها الآن سلعة أساسية فلا توجد دولة علي وجه الأرض لديها صناعة محلية ناجحة إلا إذا كان لديها سوق محلي قوي تستوعب ثم تتجه للتصدير فمثلا البرازيل تصنع سيارة لأن سوقها المحلية تستوعب سنويا 750 ألف سيارة وفي مصر الدولة تدفع دعماً لصناع السيارات وتفرض جمارك عالية علي الاستيراد طيب هل هذا كلام ما استوردها ارخص وأتخصص في جزء منها أتميز فيه وأصل للتصدير أو أتميز في سلعة أخري مثل تحويل القطن طويل التيلة إلي منتج لكن للأسف هذا الفكر غير موجود ونصدر القطن ثم نستورده منسوجات لأننا لا نملك الإبرة المستخدمة في الصناعة وقس علي ذلك قطاع السياحة فمصر دولة لديها 27٪ من الآثار الموجودة علي الكرة الأرضية ومع ذلك لا نملك استراتيجية لأننا نهتم بالعدد فهل يصدق أن يدفع سائح في متحف أجنبي 120 ضعف قيمة ما ينفقه السائح في المتحف المصري فلدينا من يقول لك جاء مصر 10 ملايين سائح لكن صرفوا كام؟! نحن لا نريد السائح الذي يأتي بزجاجة مياه أنا عاوز من ال10 ملايين من السياح الأثرياء السائح الذي يأتي بطائرة خاصة ولماذا لا ننظم مهرجانات سياحية في الهرم وغيره من الأماكن السياحية لأن الضرائب "ستهريه" والنيل لماذا لا استغله في النقل البحري ولماذا لا نستطيع تنظيم رحلة نيلية من القاهرة لأسوان؟ لأننا منذ أن ولدت وأنا اسمع عن محاولات ضبط الممر النهري ولم نستطع حتي الآن.