وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمبادرات جديدة لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون ان يتبني دعوة وزير خارجيته برنار كوشنير إلي الاعتراف بدولة فلسطينية حتي قبل التوصل لاتفاق علي حدودها مع إسرائيل. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني محمود عباس أمس الأول يجب بذل كل الجهود لاستئناف المباحثات محذرًا من انتفاضة فلسطينية ثالثة في حال عدم استئناف مفاوضات السلام. أكد ساركوزي انه اتفق مع عباس علي مبادرات لم يشأ الكشف عن تفاصيلها، إلا أنه احجم عن تقديم أي دعم مباشر لكوشنير الذي طرح السبت الماضي فكرة قيام المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية قبل الاتفاق مع إسرائيل علي حدودها. وشدد ساركوزي علي أن ما نريده، هو دولة فعلية تكون قابلة للحياة، حديثة، وديمقراطية، مؤكدا أن فرنسا ملتزمة بدعم قيام دولة فلسطينية بقدر التزامها بضمان أمن إسرائيل. واعتبر أن الوضع الحالي غير مقبول لاسيما أن الكل يدرك شروط التوصل إلي اتفاق سلام نهائي موضحا أن هذه الشروط هي دولتان، القدس عاصمة للدولتين، دولة فلسطينية في حدود 7691، تبادل للأراضي، مباحثات بشأن اللاجئين. من جهة أخري انتهز ساركوزي فرصة وجود محمود عباس في باريس لإعلان ادانته المطلقة لاغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي، الذي اتهمت شرطة دبي الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراءه، واعتبره عملية اعدام. من جانبه اعتبر الرئيس الفلسطيني ان ما حصل في دبي مؤلم جدا، وله تداعيات كثيرة. في السياق ذاته أعلنت الحكومة البريطانية أن مغتالي المبحوح استخدموا ثمانية جوازات بريطانية. فيما قالت كاثرين أشتون مسئولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يدين بشدة استخدام المتورطين في عملية الاغتيال جوازات سفر وبطاقات ائتمان أوروبية مزورة حصلوا عليها بعد انتحال شخصيات مواطنين أوروبيين ودعت أشتون إلي تقديم الدعم الدولي للتحقيقات التي تجريها حكومة دبي حول عملية الاغتيال. علي صعيد آخر عم الإضراب الشامل أمس مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور جنوب الضفة الغربية تلبية لنداء القوي الوطنية الفلسطينية للاحتجاج علي قرار حكومة إسرائيل بضم مسجد بلال للمواقع الأثرية اليهودية. وشمل الإضراب جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية. وقالت النائبة الفلسطينية حنان عشراوي إن قرار إسرائيل بضم المقدسات إلي تراثها ما هو إلا خطوة في برنامج كامل للسرقة، فإسرائيل سرقت الأراضي الفلسطينية وسرقت مواردها والآن هي تسرق ثقافتنا وتراثنا التاريخي وأضافت ان ما حدث يشير إلي عقلية الإبادة الثقافية. بينما أدانت لجنة الشئون العربية والأمن القومي بمجلس الشوري محاولات إسرائيل المستمرة لضم بعض المساجد الإسلامية للتراث اليهودي ومسجد بلال بن رباح لتراثها.