تمديد مهمة القوات الأجنبية في أفغانستان حسبما طلب حلف شمال الاطلنطي "الناتو" يثير أزمات شديدة داخل حكومات دول الحلف، حيث أدت تلك المشكلة للإطاحة بحكومة هولندا أمس بينما تتفاقم المشكلة ذاتها داخل ألمانيا. حيث أعلن يان بيتر بالكننده رئيس الوزراء الهولندي في لاهاي أمس عن انهيار الحكومة بسبب خلاف بين الائتلاف الحاكم حول تمديد مهمة الجنود في افغانستان، موضحا انسحاب حزب العمال من حكومته، الأمر الذي يتسبب في انهيار الائتلاف الحاكم، مؤكداً أن حزب العمال يصر علي موقفه الرافض لطلب حلف الناتو من هولندا الإبقاء علي عدد من جنودها بعد انتهاء مهمتها الحالية في أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري. ويعارض حزب العمل الذي ينتمي اليه وزير المالية فوتر بوس، وهو احد احزاب الائتلاف ابقاء القوات الهولندية في ولاية اروزجان حيث ينشط مقاتلو طالبان بقوة. ويتناقض موقف حزب العمال مع موقف شريكيه في الائتلاف وهما حزبا الديمقراطيين المسيحيين والاتحاد المسيحي، إذ أبديا استعدادا لتمديد المهمة بهدف تدريب القوات الأفغانية خلال مرحلة نقل المهام الأمنية للسلطات المحلية. وتشارك هولندا بقوة قوامها نحو 1600 جندي تتمركز في إقليم أوروزجان بجنوب أفغانستان ضمن قوة المساعدة الأمنية "ايساف" بقيادة الناتو التي تساعد الحكومة الأفغانية علي التصدي لحركة طالبان، ومن المقرر انتهاء الدور الذي تقوم به القوات الهولندية بأفغانستان مع نهاية عام 2010 وفي سياق متصل يعتزم أكثر نواب حزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني (بوندستاج) الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم بشأن التفويض الجديد لمهمة قوات بلادهم في أفغانستان، وبرر فريتيوف شميت، نائب رئيس الكتلة البرلمانية القرار لوجود "سلسلة كاملة من النقاط المبهمة والتناقضات" في قرار التمديد لنشر القوات الألمانية، متهماً الحكومة الألمانية بإخفاء جانب من الحقيقة. وذكر شميت أنه من المتوقع حدوث "معارك شديدة" خلال الأشهر المقبلة بسبب تعديل الاستراتيجية بشأن أفغانستان ، موضحا أن القوات الألمانية هناك ستتورط بذلك في معارك لا تسعي إليها. تجدر الإشارة إلي أن البرلمان الألماني سيصوت يوم الجمعة المقبل بشأن التفويض الجديد لمهمة قوات بلاده في أفغانستان، الذي سيشمل زيادة حجم الجنود الألمان إلي5350 جنديا، علاوة علي مضاعفة المساعدات لكابول إلي 430 مليون يورو. وعلي صعيد المعارك، أقرت قوات الناتو في أفغانستان، بشراسة المقاومة التي تبديها عناصر حركة طالبان للعملية العسكرية التي يشنها الحلف بالاشتراك مع القوات الأفغانية في إقليم هلمند. وقال متحدث باسم الناتو أمس: إن هذا يتماشي مع ما كان متوقعا، مضيفا إن هجمات طالبان لاتزال غير منسقة، وعادة ما تتألف من إطلاق قذائف بعيدة المدي من جانب عدد صغير نسبيا من المسلحين. كان الناتو قد أعلن عن مقتل ستة من جنوده في الهجوم علي مرجه ليرتفع عدد القتلي في صفوف القوات الدولية إلي 11 شخصا منذ بدء عملية "مشترك" التي يشارك فيها 15 ألف جندي أفغاني ودولي يتصدرهم الأمريكيون والبريطانيون.