إيمانا بدور الفن في التفاعل مع قضايا المجتمع وإلقاء الضوء علي مواطن الإهمال فيه، استخدم الفنان شريف عبدالمجيد "التصوير الفوتوغرافي" كوسيلة للرصد والتعبير في معرضه بمكتبة "البلد"، من خلال محاورات تشكيلية، لعبت فيها عدسة الكاميرا دور البطولة، وقدمت لقطات فنية لأحد القصور الأثرية التي تقع في قلب القاهرة بالقرب من ميدان طلعت حرب، وهو قصر سعيد باشا حليم الذي يعرف بقصر "شامبليون"، الذي صممه الإيطالي أنطونيو لاشال، ويمثل تحفة معمارية في حد ذاته، ويتميز بوجود عدد ضخم من التماثيل تقبع بداخله وتزين واجهاته. ينقل لنا الفنان معاناة المكان من الإهمال وعدم اهتمام مؤسسات الدولة به، حتي بات مثالا للإهمال، عمل شريف في معرضه، الذي يمثل الدقة الثانية له علي ناقوس التنبيه، بعد معرضه الأول الذي تناول نفس الموضوع في قاعة "كونست"، علي إلقاء الضوء علي معالم القصر الأثري بما يحمله من معالم فنية، يقدمها الفنان بشكل أشبه بالرواية. كان الفنان قد قام بالتقاط مجموعة الصور الموجودة في المعرض بعد تسلله إلي داخل المكان للتصوير برفقة إحدي الفنانات الأجنبيات، ملقيا الضوء علي معالم القصر بشكل فني، وكان قد سبق ذلك مطالبات من عدد من الفنانين إلي تحويل القصر إلي متحف فني، وتحويل حديقته إلي ملتقي فني لانتشاله من حالة الضياع والإهمال التي يعانيها. يذكر أن"عبد المجيد" يمارس الكتابة القصصية إلي جوار ممارسته للتصوير الفوتوغرافي بشكل احترافي.