قمة «نكون أو نكتب شهادة وفاتنا»

غدًا في الدوحة، إما أن يكتب العرب والمسلمون شهادة ميلاد جديدة للأمة، أو يوقعون على شهادة وفاتهم بأيديهم، غدًا القمة العربية الإسلامية استثنائية بكل ما يحيط بها، هي قمة «نكون أو نموت».
لم يسبق، على مر تاريخ الصراع، تعرض قطاع عربي لأعمال إبادة وتجويع وإذلال وتشريد بهذه الصورة، يتواكب ذلك مع جرأة على «حرمات الدول» بضرب عواصمها ومنشآتها وسط عجز كامل على الرد.
ولم يسبق أن تجرأ المحتل على «التصريح العلني» عن استمراره في التحرك لاحتلال أراضٍ «عربية- إسلامية» جديدة وإقامة «إسرائيل المزعومة»، ويستمر في حصار الجوعى وإرغامهم على النزوح القسري.
والقمة الاستثنائية تأتي في وقت تتطلع فيه الشعوب العربية والإسلامية لتصدٍ حازم لهذا العدوان السافر.. تتطلع الشعوب إلى قرارات حازمة – حاسمة، تأتي بأفعال حقيقية، قمة تتخطى بيانات الإدانة والشجب والرفض، مهما كانت عنترية الكلمات.. تتطلع الشعوب لإجماع على «فعل».
وأمام «القمة الاستثنائية» فرصة تاريخية، لأن المناخ الدولي مشجع، حيث يتزايد الدعم مع اجتماعات الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستشهد اعترافات جديدة بدولة فلسطين، مضاف لذلك الموقف الداعم للإعلان الدولي بشأن حل الدولتين، وتزايد عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي.
تأتي «القمة الاستثنائية» مع إدراك العالم لحقيقة السردية الإسرائيلية الزائفة التي روجتها بعد أحداث 7 أكتوبر.. تأتي مع قناعة الرأي العام العالمي – لأول مرة – بصورة مغايرة عن التي كان يروج لها الاحتلال. تداول العالم صور الهمجية الإسرائيلية، بكل أشكالها، وخرجت المظاهرات في العواصم والجامعات تطالب بوقف «آلة الحرب» وتمكين الشعب الفلسطيني من الحياة وإقامة دولته المستقلة.
تأتي القمة ومراجل الغيظ تغلي في قلوب الشعوب العربية والإسلامية، حزنًا على ما يحدث لدولهم، التي صارت غالبيتها العظمى «مفعول به» بعد أن كانت الأمة هي «الفاعل الأول»، فإما أن يخرج بيان ختامي من الدوحة يُعيد الحياة إلى الأمة أو يحمل توقيعًا على «شهادة وفاتها».