ضمن مبادراته المفاجئة خلال الأيام الأخيرة، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أن يكون العرض الذي قدمه أثناء توليه حكومة تل أبيب للرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر 2008 أساسًا للمفاوضات حول الحدود مع الفلسطينيين. وقال أولمرت في ندوة بجامعة تل أبيب أمس الأول إن الاتفاق مع الفلسطينيين ضروري وملح، ووصف العرض الذي قدمه لعباس بأنه "لم يقدم لعباس مثيلاً له من قبل، ولن يعرض عليه اقتراح مماثل في المستقبل". ورأي أولمرت أن استئناف المفاوضات يجب أن يعتمد علي الأسس التي اقترحها علي عباس كاشفًا أن الحل الذي اقترحه "يعتمد علي الانسحاب لحدود 1967 مع الأخذ بالحسبان التغييرات الديموغرافية التي طرأت في الضفة الغربية، مع الإبقاء علي المناطق ذات التركيز السكاني اليهودي بيد إسرائيل". وأضاف أولمرت، الذي تم تأجيل التحقيق معه لمدة ثلاثة أشهر علي خلفية اتهامه بقضايا فساد، "اقترحت تبادل أراض، وحلاً في القدس تحتفظ إسرائيل بموجبه بالأجزاء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية، وتكون الأجزاء العربية تحت سيادة فلسطينية" وأشار إلي أن اقتراحه قدم للفلسطينيين بشكل رسمي، دون أن يتلقي ردًا عليه، وتابع: اعتقدت أنه يمكن التوصل إلي حل في الحرم القدسي وتم التطرق إليه في خارطة مفصلة، وبموجب العرض يدار الحرم القدسي بيد خمس دول، إسرائيل واحدة منها، بحيث يكون مفتوحًا أمام كل الأديان. وأشاد أولمرت بالرئيس عباس، موجهًا انتقادات ضمنية للحكومة الإسرائيلية الحالية قائلاً: "وجدت في عباس طرف حوار نزيه ومنطقي، ويعارض الإرهاب". ودعا أولمرت الحكومة الإسرائيلية إلي" الأخذ بالحسبان، حقيقة وجود عرض للسلام قدم علي يد حكومة شرعية تمتعت بأغلبية برلمانية وعرضت علي الفلسطينيين، ووضعه علي جدول أعمالها". في غضون ذلك أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن تطلعها لانطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية "جدية" هذه السنة. وقالت كلينتون إن ديفيد هال مساعد المبعوث الأمريكي جورج ميتشل سيزور رام الله في الأيام المقبلة للقاء الرئيس عباس. بموازاة ذلك بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الأميرال مايك مولن زيارة لإسرائيل، يبحث فيها سبل منع تسلح حركة حماس. علي صعيد المصالحة الفلسطينية قال السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشوري إن مصر لا تمانع مطلقًا من أي اجتماعات تعقدها الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض في غزة أو أي مكان آخر شريطة أن يكون الهدف هو الوفاق الوطني وتحقيق المصالحة. وكشف بسيوني في تصريح خاص ل"روزاليوسف" عن أن حماس أبدت لمصر رغبتها للعودة للحوار، وأشار إلي أن القاهرة من جانبها ترحب بهذا الأمر إلا أن هذا الترحيب مشروط بأن تكون العودة فقط بهدف التوقيع علي وثيقة المصالحة. وقال بسيوني إنه هناك تحولاً بعض الشيء في اللهجة الحمساوية إلا أن ذلك ليس له فائدة إلا بالتنفيذ علي أرض الواقع والتوقيع الفعلي علي المصالحة.