حالة من القلق والتوتر أصابت الموظفين الجدد من خريجي معهد فنون مسرحية داخل البيت الفني للمسرح فور إعلان رئيسه توفيق عبد الحميد عن تنظيم ورش مسرحية جديدة بجميع المسارح، للهواة دون وضع شروط للسن أو المؤهل مع وعود بمنح المشاركين فرص عمل بالأعمال المسرحية الجديدة، هذا القرار اعتبره أثار حفيظة العاملين بالبيت الفني لدرجة أن بعضهم قام بالاعتصام الخميس الماضي بالقرب من مقر البيت الفني للمسرح، وعن أسباب رفضهم لهذا المشروع قال المخرج الشاب أحمد السيد: تنظيم ورش فنية للهواة ليس المنوط بها البيت الفني للمسرح لأن وزارة الثقافة لديها فروع عديدة تخدم الهواة من خلالها مثل قصور الثقافة ومراكز الإبداع، فلماذا يقدم البيت الفني علي هذه الخطوة خاصة وهناك عدد كبير من خريجي المعهد معينون بالبيت الفني ولم يجدوا فرص عمل فالأولي أن يستغل رئيس البيت الفني هذه الطاقات المهدرة لديه، وبعدها يفكر في ضم دماء جديدة وأضاف: سبق أن عرض علينا رئيس البيت الفني هذه الفكرة في اجتماع بعد توليه منصبه مباشرة وبلغناه رفضنا وشرحنا وجهة نظرنا في الاجتماع لكننا فوجئنا منذ أيام بإعلانات عن هذه الورش موزعة علي جميع مسارح البيت الفني دون الرجوع لأحد أو اعتبار لرأينا، لكننا تحدثنا لمديري المسارح وبلغناهم رفضنا، وسوف تتم مناقشة رئيس البيت لكي يتراجع عن هذا القرار حتي لا يضر بمصلحتنا جميعا فهناك أشخاص حقهم مهدر بهذا المكان ولم يعملوا به منذ تعينيهم عام 2008 فهم الأولي بهذه الفرص؟!! من جانبه أبدي مدير مسرح السلام هشام جمعة رفضه الشديد لهذه الورش مما دفعه لإخفاء الإعلان من واجهة المسرح حيث أكد قائلا: رفضت تعليق الإعلان علي مسرح السلام حتي نجلس من جديد مع رئيس البيت الفني لمناقشة هذا الموضوع لأنني فوجئت بهذا القرار خاصة وأنا كنت من أشد المعارضين له في أحد الاجتماعات مع الفنان توفيق عبد الحميد وكان اعتراضي لأن هذا القرار ضار بالعاملين بالبيت الفني للمسرح لأنهم الأولي بهذه الفرص فأين سيذهب خريجو معهد الفنون المسرحية، خاصة وأن البيت الفني للمسرح ليست مهمته اكتشاف وجوه جديدة لأنه هيئة حكومية لديها موظفون أولي بالعمل إلي جانب أن القرار سوف يصطدم مع نقابة المهن التمثيلية. وأكد الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون أنه يؤيد اعتراض هؤلاء الشباب علي هذا القرار لأن البيت الفني للمسرح ليست مهتمة اكتشاف وتشغيل وجوه جديدة خاصة وأن وزارة الثقافة تدعم مشاريع من هذا النوع في أكثر من مكان سواء عن طريق صندوق التنمية الثقافية أو مراكز الإبداع أو قصور الثقافة وأضاف: من الأجدر أن يقيم البيت الفني للمسرح ورشا لأبنائه والعاملين به سواء في الديكور أو الحكي الشعبي أو مسرح العرائس، لأن لديه عددا غير قليل من الشباب سواء من خريجي معهد الفنون المسرحية أو دراسي المسرح بوجه عام بجانب أنه لو تم تنفيذ هذا القرار فمن الأولي أن نغلق والأكاديمية تماما ونعمل مع الهواة مباشرة فلابد أن تعي كل مؤسسة حكومية الدور المنوط بها. ويتفق معه في الرأي الدكتور حسن عطية أستاذ الدراما والنقد بمعهد فنون مسرحية قائلا: هناك عدد كبير من طلبة ودارسي المسرح سواء من الجامعات الخاصة أو الحكومية أو خريجي أكاديمية الفنون فلماذا نفتح مجالا للهواة بالبيت الفني وهو المسئول أولا عن الشباب والطاقات الموجودة لديه، كما أن هذا الدور لابد أن تلعبه الفرق المستقلة او الجمعيات الخيرية وبجانب أن البيت الفني يصرخ من ضعف الإمكانيات ولديه مشاكل في الميزانية فكيف يحمل نفسه أعباء زائدة بلا فائدة. المخرج ناصر عبد المنعم مدير مسرح الغد والمسئول عن هذه الورش رفض هذه الاعتراضات وقال: فكرة الورش مهمة للغاية لأننا سبق طبقناها في مسرح الغد ونجحت وقدمنا من خلالها عدداً من العروض بمجموعة من الشباب كما أن هذه الورش لن تهدر فرص أحد علي حساب الآخر لأننا سنستعين بهؤلاء الهواة في العروض المسرحية طبقا للنسبة القانونية التي تسمح لنا بها النقابة كما أن هذه الورش هامة لأنها ستوفر لنا طاقات في مجالات يحتاجها البيت الفني مثل ورش الحكي الشعبي وخيال الظل والأراجوز فهذه الأشياء تراث قومي وإقامة ورش لها يحافظ علي هويتها ووجودها، ويكفي أن أقول إن الورش الفنية أخرجت ممثلين شباباً أصبحوا نجوما مثل أحمد عزمي ومحمود عبد المغني وداليا إبراهيم وخالد الصاوي وخالد صالح فالموضوع أبسط بكثير مما يتصور الجميع لأنه يعطي الحق للموهوبين في كل المجالات.