"لا أري في كتابات سلامة موسي عمقًا نظريا، وهذا ليس تقليلا من شأنه، لكنه مثله مثل مشروع بعض رموز النهضة المصرية الذين تنزهوا علي الشاطئ فقط، وهذا يفسر العجز عن بناء التوفيقات وحدوث ارتدادات في الثقافة المصرية حاليا، وأعتقد أن السبب في عدم تعمقهما هو اختلاف هوية مصر، وهو ما يدعونا لإعادة كتابة تاريخ مصر". هكذا وصف الدكتور رفعت لقوشة أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية فكر المفكر الراحل سلامة موسي في الندوة التي أقيمت ضمن محور كاتب وكتاب لمناقشة كتابين: الأول كتاب "ثورة الفكر والنهضة الأوربية الحديثة" للويس عوض، و"سلامة موسي وإشكالية النهضة" للمغربي كمال عبداللطيف، وتغيب عنها نصف المناقشين. اعترض الدكتور عبد المنعم تليمة الذي أدار الندوة علي رأي لقوشة قائلا: "علينا أن نقرأ تراث ونصوص رموزنا الفكرية التي دعت للنهضة قبل أن نتحدث عن أنها لم تملك عمقا في أفكارها، وعندي دلائل من كتابات رموز النهضة تؤكد أنهم كانوا عميقين ومن ضمنهم موسي، ويكفي أنه كان أول عضو مؤسس ضمن خمسة لأول حزب سياسي في مصر، وكان أول من أصدر كتابا يحمل مصطلح الاشتراكية. وعندما انتقد الدكتور وائل شكري أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بأكاديمية الفنون، تركيز كتاب "سلامة موسي وإشكالية النهضة" علي قبطية سلامة موسي قائلا: "الكتاب يتعامل مع موسي كصاحب مشروع في حين كانت الكتابات السابقة تتعامل معه ومع لويس عوض بحدة وخفة واتهام برغبتهما في الاقتران والتأثر بالثقافة الغربية، لكني أشعر أن المؤلف لم يقرأ نصوص سلامة موسي وأنه انطلق من موقف مسبق وعمل عليه، كما أنه ركز تماما علي قبطية سلامة موسي". رد عليه لقوشة قائلا: "ما جاء في الكتاب الخاص بتأثير دين سلامة موسي علي فكره ليس صحيحا، وأقول إن موسي كتب مقالات شديدة الإيجابية وقت وضع دستور 1923، وكان أكثر تقدما من شخصيات أقباط حاليين، فقد دعي للاشتراكية الفردية، وحذر من القادم وطالب بعودة الصليب إلي الهلال". وفي كلمة ألقاها نيابة عنه مايكل مدحت يوسف، أكد مجدي عبد الحافظ أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان أن الكتابين يتحدثان عن رمزين وقفا ضد الغيبيات وعانا من الاعتقالات، ورغم انتسابهما لفئة الأقباط لكنهما لم ينكفئا علي ذاتيهما، كما عاني من تطرف بعض السلفيين، لكنهما تمسكا بقيمهما في السعي إلي التحرر والتقدم، وآمن كلاهما بالنهضة.