يقول مثل أمريكي عن الصحافة الهابطة "لا تستحق سوي أن نمسح بها ....."، وفي مصر يتعامل الناس مع مثل هذه الصحف بشكل أكثر رقيا، حين يصفونها بأنها لا تصلح إلا ل "قراطيس" اللب، وفي كل أنحاء العالم صحافة جادة، وأخري فضائحية، وفي بعض البلدان ولو علي استحياء صحافة خاصة بالأكاذيب فقط، لكن البلد الوحيد في العالم الذي تمتاز صحافته بأنها تقوم وتتنفس وتنتشر وتبيع علي الأكاذيب هي الجزائر. أحب الجزائر ولا شك، وأحترم شعبها ولا جدال، لكن صحافتها تستحق وقفة، فليس من المعقول ألا يكون لبلد كبير وعريق صاحب تاريخ ومواقف قومية عربية مشرفة، صحافة بقدر وقامة هذا البلد. عاش الجزائر مثل معظم العالم العربي دون صحافة خاصة سنوات طويلة، معتمدا علي صحافة حكومية فقط، حتي تم تغيير قانون المطبوعات وإطلاق حرية تأسيس الصحف، ويبدو أن الصحفيين الجزائريين لم يستوعبوا بعد معني الصحافة الحرة المسئولة، فمارسوا الحرية بأسوأ ما يكون، وتحولوا إلي معول لهدم الوطن وليس الارتقاء به والحفاظ علي مصالحه الوطنية والقومية. وإذا كانت بعض الصحف المصرية قد أساءت خلال أزمة مباراتي مصر والجزائر في القاهرة وأم درمان، فإن الصحافة الجزائرية قد ارتكبت ولا تزال العديد من الجرائم التي يندي لها الجبين.. ولا نزال نتذكر حتي الآن كيف زيفت صورا قالت أنها لقتلي جزائريين في القاهرة، وصلت نعوشهم إلي مطار هواري بومدين في الجزائر، بينما لم يقتل اي جزائري في القاهرة علي الإطلاق. منذ الهزيمة المذلة للفريق الجزائري أمام نظيره المصري في أنجولا، لا تريد الصحافة الجزائرية تصديق أنه لا وجه للمقارنة بين الفريقين، وأنه لو لعب الفريقان مائة مرة في مائة مكان لن يفوز الجزائريون مرة أخري، بينما يتصورون أن فريقهم الكروي لا يشق له غبار.. لذلك انطلقت سلسلة الأكاذيب ومن بينها أنه سيتم إيقاف الحكم البنيني الذي أدار اللقاء بدعوي حصوله علي رشوة من مصر ثم صرح مصدر مسئول في الاتحاد الأفريقي أن الحكم تم وقفه لعدم طرد حارس المرمي الجزائري الذي نطح الحكم. في الصحف الجزائرية الكثير من الحقد والكلام الذي يقطر سما، مثل أن مصر تفوز بالبطولات الأفريقية بمساعدة الاتحاد الأفريقي، رغم أن مصر سواء في المنتخبات أو الأندية هي أكثر من عاني من التحكيم الأفريقي ولدينا قائمة طويلة لكننا لا نبكي علي اللبن المسكوب. من بين ما تشيعه الصحافة الجزائرية الكاذبة أيضا أن لاعبي مصر يتعاطون المنشطات وهو أمر مردود عليه بأن تحاليل المنشطات كانت تؤخذ بعد كل مباراة وتذهب للتحليل في أحدث معامل عالمية موجودة في تونس. أكيد ستنتهي هذه الهوجة، وستتوقف الصحافة الجزائرية عن اختلاق الأكاذيب والإساءة لمصر، لكن المشكلة في أن صناعة الأكاذيب والوهم تسيطر علي الصحافة الجزائرية بحيث يصعب التخلص منها، أو مواجهتها، مما يعني أن الشعب الجزائري البطل الذي عاني احتلالا غير مسبوق، وإرهابا فاق الكل في دمويته سيدفع ثمنا باهظا لهذه الصحافة التي لا تستحق أكثر من أن تتحول إلي قراطيس.. أو لمسح (......)!