استعدادًا لأي مفاجآت محتملة، من الممكن أن تسفر عنها الانتخابات الداخلية لحزب الوفد في يونيه المقبل بدأ عدد من القيادات الوفدية المتصارعة في التحرك علي المستوي الإقليمي بالمحافظات تحت شعار كشف الأوراق في اللحظات الأخيرة منعًا لكشف مخططاتهم التنظيمية مبكرًا، حيث بدأ كل طرف في استخدام أنصاره في المحافظات لحسم المعركة لصالحه.. وذلك في ظل انتشار العديد من الشائعات غير الدقيقة. وكان لافتًا أن المعركة الداخلية ستكون في أولوية الاهتمام الوفدي عن المعارك البرلمانية المرتقبة، وهو ما عكسه موقف القيادات المحلية بالمحافظات والتي بدأت تتحدث عن الإصلاح وإعادة صياغة شكل الهيئة العليا للحزب وكذلك القيادات الحزبية بعد ما وصفته بتراجع دور الحزب السياسي واستمرار مشاكل اللجان الداخلية، خاصة في ظل ما وصفوه بالصراعات غير المكشوفة، سواء علي مستوي القيادات المبتعدة عن الحزب أو القيادات الحالية له. وتظهر التحركات الانتخابية في شكل استطلاعات للرأي داخل لجان الحزب بالمحافظات والذي تقوم به اتجاهات مختلفة الأولي وترفع شعار الإصلاح والثانية شعار تمكين الجيل الوسط، وثالثة تتحدث عن مقاومة الجمعيات الممولة أمريكيا داخل الوفد رغم تراجع هذه النغمة بعض الشيء في الآونة الأخيرة. وانقسمت الاستطلاعات بين أنصار كل من: محمود أباظة رئيس حزب الوفد وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ود. السيد البدوي عضو الهيئة العليا فضلاً عن المجموعة المستقلة التي تريد إجماعًا وفديا علي قيادات حزبية لتحقيق مصلحة الحزب العليا بعيدًا عن الانتماءات الشخصية وتكوين تكتلات قادرة علي حسم المعركة لصالحها. وتستهدف هذه الاستطلاعات غير المعلنة التركيز علي المحافظات الوفدية الفاعلة والنشطة فيما يركز آخرون علي محافظات متطرفة رغم قلة تشكيلاتها القاعدية وكان لافتًا إطلاق اسم لجان متآمرة وأخري متمردة علي بعض اللجان الوفدية وفقًا لمدي تبعيتها لأشخاص بعينهم.. وبالطبع انعكست حركة الاتهامات علي رؤساء بعض هذه اللجان الذين تم اتهام بعضهم بالتآمر علي بعض اللجان العامة لتحقيق مصالح شخصية، سواء لهم أو لقيادات بعينها، الأمر الذي اعتبروه لا يحقق مصلحة للوفد من قريب أو بعيد. واعتبرت عناصر بالحزب أن مصاحبة كل من فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب لد. السيد البدوي عضو الهيئة العليا في عزاء أحد أقارب صحفي بجريدة الوفد أكبر دليل علي وجود تنسيق غير معلن بينهما استعدادًا للانتخابات الداخلية المقبلة، خاصة أن البدوي ابتعد إلي حد كبير عن الحزب في الفترة الأخيرة، وهو مازاد من حالة الترقب السائدة داخل بعض اللجان، خاصة بعد أن نقل المشاركون بالعزاء الأمر لقيادات الحزب. واحتلت الشائعات والأقاويل غير المؤكدة مساحة كبيرة من هذه الأجواء في بعض لجان المحافظات حيث تحدثت عناصر بها عن تحركات لسحب الثقة من القيادات الحالية.. وقابلها حديث عن تحركات لتشغيل هيئات مكاتب وتشكيل عموميات لمحافظات بخلاف الأخري التي كشفت عن حالة من حالات الشك الواضح، وذلك بالتزامن مع اشتعال حرب القوائم داخل الحزب لحسم تشكيل المكتب التنفيذي.