تأخرت كثيراً في الكتابة عن صديقي العزيز حلمي النمنم.. هذا المثقف الحقيقي.. عاشق الكتب والثقافة المصرية.. هذا (الغرام) الثقافي الذي جعله يستحق أن يكون في موقع المسئولية بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومن قبلها بالمجلس الأعلي للثقافة ومكتبة الإسكندرية. فهو شخص يتميز بحضور ثقافي واسع.. يجعله دائماً مشاركاً فعالاً في كافة الأحداث الثقافية. كما يجعله من الرواد في معرفة تلابيب مجتمع المثقفين والكتاب المصريين.. الذين تربطهم به علاقات ود وتواصل لا تنقطع مع كل مقال أو كتاب جديد. يمثل حلمي النمنم نموذجاً للمصري الأصيل الذي يدافع عن الثقافة وحق المصريين في المعرفة الثقافية لأقصي مدي ممكن.. بعيداً عن (البيزنس) الثقافي وبعيداً عن (الشلل) الثقافية التي تسببت منذ سنوات قريبة في تحويل إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب.. للمجاملات الفكرية والعلاقات الشخصية. وهو ما يجعلني أتوقع (نقلة) في دعم شباب المبدعين والكتاب ضمن إصدارات الهيئة العامة للكتاب المعنية بهذا الشأن في المقام الأول، واستعادة الدور المفقود لها. إن الهيئة العامة للكتاب صرح ثقافي ضخم.. يحتاج لرؤية ثقافية واضحة يتم ترجمتها في خطة مجدولة زمنية لتنفيذها علي المدي البعيد والمدي القصير.. ليس فقط لإمكانات الهيئة الضخمة في النشر من خلال العديد من سلاسل الكتب القيمة، ولكن أيضاً من خلال الندوات واللقاءات التي يأتي في مقدمتها فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يحتاج إلي أن يكون مركز جذب حقيقي للمثقفين والمفكرين المصريين والعرب بوجه عام، وللشباب من أجل تفاعلهم وحصولهم علي فرصة (محترمة) ليتم اكتشافهم من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب كمؤسسة وطنية مصرية بوجه خاص.. بعد أن استغل بعض أصحاب دور النشر الخاصة رغبة بعض الشباب وطموحهم في نشر أول أعمالهم الإبداعية بإجبارهم علي دفع مبالغ مالية نظير النشر. أعتقد في هذا السياق.. وقبل أن أنهي المقال.. أنه يجب أن أشيد بمبادرة حلمي النمنم التي اتخذها فور دخوله الهيئة العامة للكتاب في شكل قرار إداري بحظر نشر كتب قيادات الهيئة ضمن كافة الإصدارات التي تنشرها الهيئة حفاظاً علي النزاهة والشفافية من جانب، ومن أجل إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الكتاب والمبدعين الشباب في نشر ما يكتبون من جانب آخر. وهو القرار الذي تأخر كثيراً بعد أن تحولت هذه الظاهرة لمشكلة حقيقية داخل الهيئة، وهو القرار الذي سيفتح النار علي حلمي النمنم الذي دخل برجليه عش الدبابير.. وقرر أن يكون له دور إيجابي لصالح حركة النشر المصرية، وليس لصالح المجاملات والعلاقات الشخصية التي كانت تحكم حركة النشر. إن وجود حلمي النمنم مع الصديق د. وحيد عبد المجيد من شأنه أن يكون له تأثير ثقافي ملحوظ ومرتقب. تحية لصديقي.. حلمي النمنم.. وبالمناسبة ليس لدي أي كتاب للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب.