دافوس وكالات الأنباء القاهرة رضا داود حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من إنهاء فجائي لإجراءات الحفز النقدية التي اعتمدها العديد من الدول في مواجهة الأزمة المالية العالمية، معتبرا أن من شأن ذلك أن يتسبب في انهيار الاقتصاد العالمي. وانتقد ساركوزي -في كلمة له ألقاها في المنتدي الاقتصادي العالمي بدافوس السويسرية- بشدة "انحرافات الرأسمالية" مطالبا باعتماد قوانين دولية جديدة، منها إصلاح القوانين المصرفية. وحث علي الإعداد بشكل جيد لإجراءات مناسبة من شأنها أن تحد من مكافآت مديري البنوك، وتجسد تعاونا دوليا في تطوير النظام الاقتصادي. ونبه الرئيس الفرنسي إلي أن المخاطر كبيرة جدا إذا لم يتم إجراء تغييرات في النظم البنكية والقوانين التي تحكم التعاملات المالية. وأوضح أن علي العالم الاستجابة لمطالب العدالة والنزاهة عن طريق التعاون والتنظيم والحوكمة، وإلا فستنتشر نزعة انعزالية وحمائية. وأضاف ساركوزي أن علامات مبدئية علي الانتعاش الاقتصادي حاليا ينبغي أن تجعل الحكومات أكثر جرأة وليس أكثر ترددًا في الإصلاحات. ساركوزي في كلمته أيد اقتراحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما -التي طرحها قبل أيام- لمنع البنوك التجارية من المشاركة في تعاملات لأغراض المضاربة في الأسواق المالية ومن امتلاك صناديق للتحوط وصناديق خاصة للاستثمار في الأسهم. واعتبر أن مجموعة العشرين هي المنتدي المناسب للوصول إلي اتفاق بشأن الوسائل الملائمة لتنظيم القطاع المالي العالمي. وبدأت الدورة الأربعون لمنتدي دافوس الاقتصادي السنوي بمشاركة عدد كبير من الساسة ورجال الاقتصاد والأعمال، ويعقد المنتدي وسط آمال بانتعاش عالمي أكبر من المتوقع هذا العام. ويشارك في المنتدي الذي يتواصل لأربعة أيام نحو 30 من قادة الدول ورؤساء الحكومات بينهم رؤساء البرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية، ورئيس وزراء زيمبابوي، كما يحضره ما لا يقل عن 2500 من رجال الاقتصاد والأعمال. وفي اليوم الثاني للمنتدي مازال الحديث مستمراً عن القواعد التنظيمية والتعويضات والإشراف. ورغم ذلك لايزال مسئولو البنوك تحت حصار بشكل أكبر عما كانوا عليه قبل عام منذ الانهيار الاقتصادي، مواصلين بذلك مفاوضاتهم من أجل وضع بعض الإجراءات التنظيمية الذاتية. وقال فيريت ساهينك وهو مسئول مالي تركي مشارك في المنتدي إن المؤسسات المالية ينبغي أن تضع إجراءات حماية داخلية تجاه المشاكل التي اعترضتها خلال السنوات الماضية. ويستضيف منتدي دافوس هذا العام نحو 2500 مشارك منهم سياسيون ومسئولون ورجال أعمال كبار في القطاع المالي. وعرض تموثي فلين رئيس مجلس إدارة شركة «كيه بي إم جي» المخاوف بشأن المخاطر الملازمة للتفكير في مجال الأعمال علي المدي القصير قائلاً: إن الصناعة في حاجة إلي اتخاذ نهج طويل الأمد يتضمن وجود عمال علي كفاءة عالية علي الرغم من أنه ليس هناك سوي اقتراحات قليلة محددة. ومن بين الموضوعات المدرجة علي جدول الأعمال البطالة والحمائية والاضطراب الاجتماعي الناشئ من إمكانية عدم الاستقرار المدني مدرجة علي جدول الأعمال وكذلك قضايا العملة والتجارة والائتمان في المؤسسات. ومن المقرر أن يلقي رئيس كوريا الجنوبية كي ميونج باك خطاباً في المنتدي الاقتصادي العالمي وذلك بعد فترة وجيزة من تعرض بلاده لنيران مدفعية من جارتها كوريا الشمالية. ومن المقرر أيضاً أن يدلي رئيس الوزراء الكندي ستيفين هاربر بكلمة في ظل متابعة المراقبين عن كثب لبلاده باعتبارها اقتصاداً عالمياً رئيسياً استطاع النجاة نسبياً من الأزمة المالية. وسيشارك أيضاً في المنتدي الذي يعقد في منتجع دافوس الجبلي زعماء من دول أمريكا اللاتينية بينهم الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي والرئيس المكسيكي فيليب كالديرون، وكذلك جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا ونجوين تان دونج رئيس فيتنام وخوسيه ثاباتيرو رئيس وزراء إسبانيا. وقال مسئولون في منتدي دافوس إن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سوف يشارك للمساهمة في جذب الاهتمام إلي هاييتي حيث استمر النقاش علي هامش الاجتماعات بشأن طبيعة المساعدات الإنسانية والحاجة إلي إعادة التفكير بشأن التحديات التي تواجه تقديم المساعدات الطارئة. ذكرت وسائل الإعلام البرازيلية أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قضي ليلته في المستشفي بعد إصابته بارتفاع في ضغط الدم. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» أن دا سيلفا شعر بإعياء بعد صعوده علي متن الطائرة المتجهة إلي منتجع دافوس السويسري لحضور منتدي دافوس الاقتصادي مما أدي إلي إلغاء رحلته. ورجحت وسائل الإعلام البرازيلية أن دا سيلفا يغادر المستشفي في وقت لاحق من اليوم، إلا أنه قد يكون في حاجة إلي إجراء المزيد من الاختبارات الطبية، وفي مشاركة مؤثرة لمصر في منتدي دافوس العالمي والذي بدأ أعماله أمس بمنتجع دافوس في سويسرا شارك المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في عدد من الجلسات الرئيسية المهمة في المنتدي لعرض رؤية مصر فيما يتعلق بالتعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط وتأثير سياسية الحدود المفتوحة علي التجارة والسياحة في العالم وكذلك يلقي الوزير كلمة في الجلسة الرئيسية لمناقشة أثر تغيرت المناخ علي المستقبل الاقتصاد العالمي وتأثير الأزمة المالية العالمية علي اقتصادات الدول العربية وصرح الوزير بأنه إلي جانب عرضه لرؤية مصر في الجلسات الرئيسية للمنتدي سيعقد أيضا مباحثات ثنائية مهمة مع عدد من كبار المسئولين ورؤساء الشركات العالمية المشاركين في المنتدي حيث التقي الأمير إندرو دوق يورك والدكتور كمال ناث وزير النقل الهندي ويلتقي اليوم وغداً رئيس شركة ماكرو كاش اند كاري فرانس موللر ورئيس شركة اتش بي لتكنولوجيا المعلومات.