أسوان والسيدة الأولى "2"

الرسالة الثانية في زيارة السيدة سوزان مبارك إلي أسوان عندما لم تكتف السيدة الأولي بالتعرض لحادث مرتبط بأسوان حيث سقطت السيول.. وإنما وجهت دعوة تتعدي بمضمونها حدود المكان - أسوان- والحدث- تضرر قطاع من أبناء الوطن في حادث قدري- .. إلي كل شبر علي أرض مصر، ووقوع ضرر بليغ علي كل أبناء الوطن من تداعيات حادث مجرم وقع "نجع حمادي"، وهو حادث بفعل فاعل استهدف إشعال حرائق تأتي علي نسيج هذا المجتمع فلا تتركه إلا شظايا ورمادًا.
ففي لقائها بالمتضررين من السيول وجهت سوزان مبارك الدعوة إلي الأسر المصرية والمدارس إلي تعليم الأبناء ثقافة التآخي والمحبة التي أكدت عليها جميع الأديان.. وأن هذا لن يتأتي إلا عن طريق أم مثقفة متعلمة ومواكبة لتكنولوجيا العصر تستطيع من خلالها التواصل مع أبنائها في ظل عالم مفتوح لم يعد فيه إيصال المفاهيم الصحيحة للأبناء بالأمر السهل.. ولا التواصل معهم.
وفي هذا السياق لدينا محوران يمكن من خلالهما تحقيق الهدف الأكبر في تعليم أبنائنا سماحة الأديان والمحبة والتآخي.. الأول هو العمل علي ضمان تعليم الأم والارتقاء بمستواها الثقافي وتمكينها من مواكبة تكنولوجيا العصر، فتستطيع التواصل مع أبنائها وأدواتهم في تلقي المعرفة والمعلومات ومن ثم تتمكن من إشباعهم بروح التآخي وسماحة الأديان.
مما نحتاج معه إلي برامج تعليمية وتثقيفية وأضيف لها أيضا البرامج التربوية.. برامج واضحة ومحددة تعمل علي تأكيد هذا المضمون وتكون علي رأس أولويات قائمة عمل المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية.. وهو من صميم أهداف عملها.
الثاني.. برنامج حقيقي في المدارس ينقي المناهح الدراسية من كل شائبة تدفع في طريق الاحتقان والعداء للآخر.. مسلمًا ومسيحيا.. في الوقت الذي ينتبه فيه البرنامج لقناعات المدرسين داخل الفصل وما إذا كانت تؤكد علي قيم المواطنة وتدعيما لثقافة السماحة والتآخي.. إشارة وقولا وفعلا.. أم تعمل علي تأصيل الاحتقان والعداء للآخر.. مسلمًا ومسيحيا.. إشارة وقولا وفعلا.